أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية عن مناقصة دولية لشراء 16 طائرة منها اثنتان لنقل البضائع، وبالمقابل، أثارت بعض الأوساط من داخل الشركة مشكل تكوين الطيارين، خاصة فيما تعلق بمسار الانتقال من رتبة مساعد قائد الطائرة إلى رتبة قائد طائرة الذي تغير منذ سنة تقريبا. وبحسب ما جاء في الإعلان فإن الجزائرية للطيران تنوي شراء ثماني طائرات بسعة 150 مقعد وثلاث طائرات بسعة 250 مقعد وثلاث بسعة 70 مقعدا، بالإضافة إلى طائرتين لنقل البضائع بقدرة نقل من 13 إلى 20 طنا. وجاء في المناقصة أن الشركات المصنعة للطائرات وحدها يمكن أن تتقدم بالعروض قبل 28 أفريل .2013 وكان الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية قد ذكر سابقا، بأن الطائرات بحجم 70 مقعدا مخصصة للنقل بين الشمال والجنوب وبين مدن الجنوب، والطائرات من حجم 150 مقعد مخصصة للعواصم والمدن التي تصلها الجوية الجزائرية، أما الطائرات من حجم 250 مقعد فهي موجهة لتجديد طائرات بوينغ ,767 التي تم اقتناؤها سنة ,1990 والمخصصة للمسافات الطويلة والحج والعمرة، وطائرتان للشحن بتمويل بنكي وطني يشرف عليه البنك الوطني الجزائري. هذا فيما يتعلق ببرنامج تحديث الأسطول، بالمقابل، شرعت الخطوط الجوية الجزائرية في برنامج تكوين الطيارين ابتداء من الشهر الجاري، من أجل ترقية مساعدي قائدي الطائرات إلى رتبة قائد طائرة، وتبلغ تكلفة التكوين في إحدى المدارس الفرنسية حوالي 30 ألف أورو لمدة 45 يوما، على أن يقوم المتربص برحلتين دون مسافرين وبحضور مكون،و120 رحلة بحضور المسافرين على أن يبلغ رتبة قائد الطائرة فيما بعد. وفي هذا الشأن أشار إطارات من داخل الشركة إلى نقائص تشوب آلية تمكين مساعدي الطيارين من بلوغ رتبة قائد طائرة، مضيفة أن النظام الذي كان سائدا من قبل أن يتغير منذ سنة، كان قائما على الانتخاب السري داخل لجنة مكلفة لهذا الغرض، حيث يتوجب على المترشح أن يتحصل على غالبية الثلثين من مجموع أصوات أعضاء اللجنة، في حين أن النظام الجديد يرتكز على القيام بتربصين، ورحلات جوية دون مسافرين، ورحلات أخرى بوجود مسافرين، يشرف عليها مكون، ويفترض على مساعد القائد أن يتحصل على الأقل على 4 نقاط من سلم محدد بست نقاط، كي يتمكن من بلوغ رتبة قائد طائرة. ويعارض هذا النظام الجديد عدد من إطارات الجوية الجزائرية بالرغم من أنه معمول به في دول العالم، إلا أن الإشكال حسبهم يكمن في أن النقاط تمنح للمرشح مباشرة، دون الإبقاء على عامل السرية، وهو ما قد يحفز عامل المحاباة، حيث أن المكون أو المؤطر يخجل من المتربص ولا يستطيع أن يمنعه من بلوغ رتبة القائد. وبلغة الأرقام تشير نفس المصادر إلى أنه منذ بداية العمل بهذا النظام الجديد، فإن نسبة النجاح أصبحت تفوق 95 بالمائة، في الوقت الذي كانت في النظام السابق ضئيلة جدا بالنظر إلى الصرامة في التنقيط، وهو ما يعني أن جميع المترشحين سينجحون في الامتحان دون استثناء، بالرغم من أن عددا منهم يفتقرون للخبرة والمهارة اللازمتين. مما قد يعرض الأسطول الجوي إلى الإتلاف، وهنا ذكرت مصادرنا مسألة تعطل طائرة بمطار سطيف سنة ,2008 بسبب خطأ من قائد الطائرة، كلف خزينة الشركة 20 مليون دولار من أجل إصلاحها من طرف شركة أمريكية، ناهيك عن بقائها ثابتة في الأرض مدة شهرين.