أرجع المحلل الاقتصادي محمد الأمين بن جنادي، الزيادات القياسية التي عرفتها أسعار المواد الاستهلاكية خلال السنة الجارية، إلى النقص المسجل في المنتوج الوطني، واعتماد الحكومة على استيراد المواد الإستهلاكية على غرار المصبرات، الحبوب الجافة والعجائن، الخضر والفواكه، وعزا ارتفاع أسعار الخضر الأساسية والفواكه إلى عوامل عدة في مقدمتها، هيمنة التجارة الموازية على السوق، والتي دفعت بالكثير من التجار إلى التخلي عن بيع الخضر والفواكه وتحويل نشاطهم التجاري، بالإضافة إلى قلة العرض، مقارنة بحجم الطلب، ولا يتوقع ذات المصدر تسجيل أي انخفاض في الأسعار،الا بعد دخول موسم الحرارة. ¯ لمياء.ب ● وأفاد المحلل الاقتصادي محمد الأمين بن جنادي في اتصال مع »صوت الأحرار« أن أسعار الخضر عرفت منذ مطلع السنة الجارية زيادات تراوحت مابين 8إلى 20 بالمائة، مرجعا الزيادات المسجلة إلى عدة عوامل تتعلق أساسا بعامل الندرة التي يتبعها دائما الغلاء وكذا تردى الأحوال الجوية وتهاطل الأمطار الغزيرة، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب مقارنة بقلة العرض. وحسب ذات المصدر فإن الزيادات التي مست بعض المواد الإستهلاكية على غرار العجائن ، المصبرات والمعلبات، مؤخرا بنسبة 15 إلى 20 بالمائة، جاءت نتيجة للنقص الحاصل في المنتوج الوطني وإعتماد الحكومة على استيراد المواد الغذائية تماما كما توقعه العارفون بشؤون السوق عندنا، لم تعد أسعار الخضر منذ بداية الشهر الجاري إلى مستوياتها الطبيعية، حيث لازالت تشهد التهابا فاق كل التوقعات، لا سيما فيما يتعلق بالمواد الواسعة الاستهلاك، مثل الطماطم والبصل ومن المنتظر ألا تعرف استقرارا إلا بعد دخول موسم الحرارة . هذا ما وقفنا عليه في جولتنا الاستطلاعية، التي قادتنا أمس إلى بعض محلات بيع الخضر وكذا الأسواق، على غرار العاشور»غرب العاصمة« و»كلوزال« بالجزائر الوسطى، حيث أكد لنا بائع للخضر والفواكه بحي العاشور أن عودة الأمطار الغزيرة أدى إلى ارتفاع أسعار الخضر خلال يومي الجمعة والسبت مرة أخرى بزيادة تتراوح مابين 10 إلى 25 دج للكلغ، والتي تسببت في غلق الطرقات المؤدية إلى بعض الولايات، وهو الكلام الذي ردده على مسامعنا باعة الجملة بسوق الخضر والفواكه بالكاليتوس يقول محدثنا، وحسب هذا البائع فإنه من المستبعد أن تعرف أسعار الخضر انخفاضا ملموسا إلا بعد نهاية شهر ماي أي بداية فصل الحرارة، ودخول بذلك الخضر الموسمية. ارتفاع الأسعار حقيقة وقفنا عليها بحي العاشور ودرارية، حيث بلغ سعر الجزر 90 دج ،وكذلك الأمر بالنسبة للفت الطماطم مابين 100 الى 120 دج ، القرنون 100 دج ، البصل الأخضر 70 دج ، فيما وصل سعر البصل اليابس 130 دج، الخس 80 دج ، الفول 70 دج ، الكوسة 90 دج ، الجلبانة 70 دج ، الفاصوليا الخضراء 200دج ، البذنجان 80 دج ،»الشوفلور« 80دج ، الخيار 70 دج و140 دج بالنسبة للفلفل بنوعيه الحلو والحار . أسعار الفواكه هي الأخرى لم تعرف انخفاضا ولو نسبيا، حيث تراوح سعر الموز مابين 170 الى 190 دج والنوعية الجيدة من البرتقال 180 دج، التفاح 200دج ، فيما أكد لنا أحد باعة الفواكه غياب المنتوج المحلي من التفاح وندرته . وحسب عدد من المواطنين الذين تحدثنا معهم في الموضوع، على مستوى سوق ''كلوزال'' بالجزائر الوسطى، فإن أسعار جميع الخضروات لم تعرف أي انخفاض ولو بشكل طفيف، منذ بداية السنة الجارية، واعتبر المواطن عمي عبد القادر مبررات وحجج الباعة واهية في ارتفاع أسعار الخضر خلال يومي الجمعة والسبت، حين اعتبروا عودة الأمطار الغزيرة سببا، بعد انقطاع الطرقات المؤدية الى بعض الولايات، وإذا كان الأمر كذلك يضيف، فبماذا يفسرون استمرار ارتفاع الأسعار وبشكل جنوني بعد استقرار الطقس خلال الأيام الماضية. ولم تسجل أسواق التجزئة للخضر والفواكه عبر مختلف بلديات ولاية الجزائر، أي استقرار ولو بشكل نسبي في حركية الأسعار، وهذا ما وقفنا عليه، عبر عدد من الأسواق التي تجولنا فيها،عدا أسعار البطاطا التي تظل في صعود ونزول، بين عشية وضحاها لتتراوح مابين 28 و40دج. وأشار، أحد الباعة الذين اقتربنا منهم بحي العاشور غرب العاصمة أن أسعار الخضر عبر مختلف أسواق العاصمة لن تعرف انخفاضا بسبب عدة عوامل وتأتي في مقدمتها عامل الندرة المطروح بشدة خلال هذه الفترة من السنة، خاصة مع عودة الأمطار وانخفاض درجات الحرارة. وقال أحد المواطنين في تذمر أن أحوال السوق عندنا محيرة جدا وعكس كل التوقعات، وكثيرا ما تثير الدهشة والاستغراب، حاصة وأنه يتحكم فيها منطق الوسطاء واليد الثانية والثالثة وبارونات السوق وغيرها من المعطيات. وأبدى المواطنون تذمرا لهذا الارتفاع المسجل، حيث أكدوا أن الأسعار الجنونية أرهقتهم والتي بلغت مستويات قياسية . من جهتهم أرجع التجار سبب هذا الارتفاع في الأسعار إلى وجود عجز في العرض، مقارنة بالطلب المتزايد من جهة والاضطرابات الجوية ، التي تشهدها مختلف جهات الوطن خلال الأيام الأخيرة.