قبل حوالي أكثر من 5 سنوات، كانت منطقة '' لمبد '' المتواجدة ببلدية العسافية بولاية الأغواط، نسيا منسيا، ولم تكن أكثر من مجرد فضاء مفتوح يملؤه الفراغ من جهة وصراعات العروش من كل الجهات، منطقة شبه صحراوية كان مجرد التفكير في بعث إستثمار فيها مهما كان نوع هذا الاستثمار ضربا من الخيال، ومغامرة ليست محمودة العواقب، هي الآن منطقة يطغى عليها رداء أخضر في مكان الفراغ وأكوام الحجارة، ومن أشجار الزيتون إلى أشجار العنب ومرورا بالمشمش وأغلب الخضروات تم اختراق هذا الفضاء الشبه صحراوي وتكسير قيوده ، ليعلن من هناك على أنه بالإمكان أن تولد الحياة من رحم وبطون الحجارة. على مساحة 300 هكتار يتربع المحيط الفلاحي بمنطقة ز لمبد ز التابعة لبلدية العسافية بولاية الأغواط ، والذي تم إنجازه في إطار مشاريع العامة للإمتياز الفلاحي ، يديره 62 مستفيدا بمعدل 05 هكتارات لكل مستفيد، المنطقة الآن على نقيض الصورة التي كانت عليها قبل حوالي أكثر من 05 سنوات، حينما كانت عبارة عن منطقة حجرية، تحتل فيها الحجارة النسبة الكبيرة، وكانت مسألة الشروع في إستصلاحها غير مطروحة بتاتا لكون أن العملية بحد ذاتها مكلفة جدا وليست في متناول أي كان، وعلى الرغم من أن المنطقة كانت بور ولا تصلح لاشيء، إلا أن ذلك لم يمنع من ظهور العديد من الصراعات القبلية ، لكون أن الأراضي الموجود هناك مصنفة في خانة ''أراضي العروش'' التي يكثر التناحر عليها لسبب أو لآخر، ومن النقيض إلى النقيض وقفت » صوت الأحرار « على الوجه الآخر لمشاريع الشركة بهذه المناطق وبعيدا عن الصورة الأولى التي اقترنت من خلال تحول مشاريع الامتياز الفلاحي في بعض المناطق إلى وسيلة لإحتلاب المال العام عاينا على المباشر حقيقة مخالفة تماما لتلك الصورة ، حيث تم تفجير باطن الأرض بما لذ وطاب وأموال المشاريع تم استثمارها في التربة وليس في الجيوب وإلى البداية وكيف كان ذلك ؟؟. شركة » العامة للإمتياز الفلاحي « وعن طريق مكتبها بولاية الأغواط، سطرت برنامجا من أجل المباشرة في استصلاح الأراضي بمنطقة ز لمبد ز سنة 2006 لكون أن الصراعات العروشية أخرت بداية العملية إلى غاية هذا التاريخ على الرغم من أن أصل المشاريع يعود إلى سنة 2001 و بعد أن تم تسوية هذا '' التناحر'' ، بدأت العملية بنزع الحجارة المتوالدة هناك في خطوة أولية كبيرة وليست سهلة، ومن ثم المباشرة في حفر الآبار، حيث تم في هذا الأساس حفر 10 آبار تضخ ما معدله 160 ل/ ثا ، وبناء الأحواض الكبيرة حولها حتى يتم تجميع المياه فيها، وعلى الرغم أيضا من أن الأرض ظهرت بأنها غير غنية بالمواد العضوية إلا أن العملية تواصلت ليتم تغنيتها بفضلات الحيوانات وكذا بالعمل على توفير الأسمدة العضوية المطلوبة ولو بكميات محدودة، وعن طريق سواعد الفلاحين وأبناء المنطقة المستفيدين بدأت أولى البوادر وأولى الثمار في الظهور إلى العلن ومن كانت قبل 05 سنوات عبارة عن أراض بور على مساحة 300 هكتار اكتست حلة خضراء ومن أشجار الزيتون إلى أشجار التفاح مرورا بالأنجاص والمشمش وكذا بعض الخضروات كحال البصل والبطاطا والفلفل تبين بأن المسألة مطروحة في السواعد أولا وفي النية وفي توفر الوسائل المطلوبة ثانيا، وهو ما سعت الإدارة إلى تأمينه، وكشفت مصادر » صوت الأحرار« على أن القيمة المالية لمشاريع هذا المحيط الفلاحي وصلت إلى حدود 18 مليار سنتيم . بعض المستفيدين الذين إلتقتهم » صوت الأحرار« بعين المكان، أكدوا على أنه بالرغم النجاح الظاهر للعيان من خلال تحويل أراضي بور كانت منبتا فقط للفراغ والحجارة، إلى أراضي خضراء قابلة لإنتاج أي شيء، هناك مشاكل قائمة لا تعد ولا تحصى ومن ذلك مشكل الكهرباء التي لا تزال بعيدة المنال، حيث يطالب هؤلاء من سلطات ولاية الأغواط تزويد المنطقة بها في أقرب الآجال، لأن انعدامها جعل هذه الثروة مهددة بالعطش، مشيرين إلى أن المضخات المائية تبين بأن ضغط التيار الكهربائي المنخفض بإمكانه أن يشغلها لأجل استخراج المياه الجوفية و أن التيار الكهربائي العالي والمقدر اشتراكه الشهري فقط 4000 دج ليس في متناولهم بسبب نقص الإمكانيات المادية لكون الأراضي التي يسقونها بعروقهم هي المورد الوحيد والأوحد لهم ،كما طالبوا بضرورة توفير الأسمدة الفلاحية لكون أن المنطقة فقيرة من حيث المواد العضوية، والجدير بالذكر أن المنطقة وبعدما كانت خالية على عروشها أضحت منطقة ريفية تسكنها عشرات العائلات، عملت على توجيه أبناءها إلى المدارس . في ذات السياق تشهد منطقة ''تاونزة '' التابعة إقليميا لبلدية ''ناصر بن شهرة'' بولاية الأغواط حركية فلاحية متصاعدة، بفضل المشروع الذي تم تجسيده في الميدان بعد أن كادت ملوحة المياه أن تقضي على خضرة المكان، ويقول فلاحون في تصريحات متطابقة بأن مكتب ''العامة للإمتياز الفلاحي ''تفضل بإقامة مشروع كبير من خلال العمل على حفر 17 بئر على مسافة 250 متر من أجل تفادي المياه المالحة، في مقابل أن 08 آبار لا تزال قيد الدراسة ، ليتم تزويد المنطقة بمضخات مائية تعمل على مدار الساعة . المحيط الفلاحي حاليا يتربع على مساحة 1300 هكتار إستفاد منه 88 فلاح، يوجد به ما معدل 1200 شجرة ناضجة في الهكتار منها 01 هكتار من نوع '' أنجاص'' ، 02 هكتار تفاح ، 05 هكتار زيتون ، هذه الأخيرة ناضجة بنوعيها '' الشملال'' الموجه لصناعة الزيت و ''سينقواز'' للأكل والعرض في السوق، كما تم تزويد الفلاحين بصناديق لتربية النحل، وهي العملية التي نجحت أيضا بشكل لافت للنظر، وتحدثت ذات المصادر على أن قيمة ماتم ضخه من أموال في هذا المشروع يتجاوز حدود 30 مليار سنتيم، مما سمح للفلاحين بالرجوع إلى أراضيهم ومواصلة استثمارهم بعد أن هجرتهم ملوحة المياه، مما خلق استقرار دائما وإعادة ربط علاقة الفلاح بالأرض في هذه المنطقة . وتبقى أهم المشاكل المطروحة في هذه المنطقة هي ضرورة تزويد الفلاحين بسكنات ريفية من أجل تدعيم الاستقرار أكثر فأكثر وخلق مزيد من الحركية الفلاحية داخل هذا المحيط ''العامة للإمتياز الفلاحي '' بولاية الأغواط .