الزيتون نوع نبات شجر يتبع الفصيلة الزيتونية وهو من النباتات دائمة الخضرة وقد أقسم الله تعالى به في كتابه الحكيم شجرة الزيتون هي من الأشجار المعمرة وتعتبر ثروة لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية ثمرتها ذات فوائد كثيرة فهي غذاء كامل ويستخرج منها زيت الزيتون ذو فوائد صحية وغذائية فهولا يحتوي على الكولسترول المضر للقلب واصل شجرة الزيتون يعود إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وخاصة المنطقة الواقعة بين " اضنة " في تركيا وشمال غرب سورية التي تعد الموطن الأول لشجرة الزيتون وسلسلة الجبال الساحلية السورية وصولا إلى منطقة جبال نابلس في فلسطين جنوبا بما يشمل كل المنطقة الجبلية الواقعة بين هاتين النقطتين وانتقل الزيتون اليوم من بلاد الشام إلى المغرب العربي ومنه إلى إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا وينتشر الزيتون اليوم في بلاد الشام وتونس و اليونان وإسبانيا وايطاليا وقد اكتشفت شجرة الزيتون في مملكة " ابلا" في سوريا وتم الكشف عن الكثير من الرقم و المخطوطات عن الزيتون حيث بدأت زراعة شجرة الزيتون في المملكة وكان يقدم فيها زيت الزيتون كهدية للملوك و أبطال الرياضة كما كانت شجرة الزيتون ذات مكانة رفيعة أيضا عند اليونانيين القدامى حيث ذكروها في قصائدهم وكتاباتهم وعن وصف شجرة الزيتون فهي دائمة الخضرة معمرة ولها قدرة على الصمود في ظروف بيئية قاسية مثل الجفاف والأراضي المحجرة وقليلة العمق والخصوبة ويتكون رأس الشجرة من شبكة قوية من الأفراع والأغصان والأوراق جلدية سميكة كما أن هذه الشجرة تعيش لفترات طويلة جدا ومعدل نموها بطيء وللزيتون العديد من الأصناف منها على سبيل المثال نوع سيقواز ويطلق هذا الاسم نسبة إلى نهر السيق المتواجد بولاية معسكر كما يسمى زيت المائدة لأنه يستعمل للأكل فهو وافر الإنتاج أما النوع الثاني فهو الشملال وهو نوع مقاوم يستعمل لاستخلاص الزيت لأنه من أجود الزيوت . وهذه الشجرة المباركة يستفيد من زيتها وخشبها وورقها. فالزيتون ممتاز للأكل والطبخ وله فوائد عديدة منها يساعد على تقليل من مخاطر أمراض القلب ويطري الجلد عند دهنه عليه ويقوي الشعر وغيرها من الفوائد أما عن بقايا الزيتون و التي تسمى با" الجفت " بعد عملية العصر واستخراج زيت الزيتون فان هذه البقايا تستخدم بدلا من الفحم أو الحطب في المدفئة وعن فوائد أوراق شجرة الزيتون فهي مضادة للأكسدة وتزيل تصلب الشرايين وتعيد للأنسجة حيويتها إلى جانب فوائد متعددة أخرى وعلى ذكر منافع هذه الشجرة المباركة (شجرة الزيتون) لما لها من فوائد عديدة التحقيق الذي انجزناه نتطرق من خلاله إلى واقع وآفاق غراسة الزيتون بالولاية تيسمسيلت والإنتاج المحقق خلال الموسم الفلاحي لسنة 2009/ 2010 م وكذا الموسم الفلاحي للسنة المنقضية (2010 / 2011م ) وقد عرف موسم 2010 /2011 م حسب الجهات المعنية با القطاع الفلاحي تراجعا نسبيا في الإنتاج مقارنة بموسم 2009 /2010 وذلك لأسباب عديدة ..كما نشير في هذا التقرير إلى الحلول الناجعة لإنجاح هذه الزراعة عبر مناطق الولاية والبرامج التي سطرتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لتطوير زراعة الزيتون إضافة إلى البرامج المسطرة من قبل محافظة الغابات وتجمع كلى القطاعي (الفلاحة والغابات). ❊ إنتاج الزيت بمعاصر الولايات المجاورة تمثل المساحة الإجمالية للأشجار المثمرة بولاية تيسمسيلت 11422 هكتار أين تمثل المساحة الخاصة بزراعة أشجار الزيتون ب 3214 هكتار منها مساحة تقدر ب 1535 هكتار منتجة حيث قدر الإنتاج خلال الموسم الفلاحي لسنة 2009/ 2010 ارتفاعا بمجموع 16271 قنطار منه 9763 قنطار مخصص لزيتون المائدة و6508 قنطار مخصص لإنتاج الزيت كما قدرت كمية الزيت ب (97600 لتر) أما بالنسبة للموسم الفلاحي لسنة 2010 / 2011 م فعرف الإنتاج تراجعا نسبيا إذ قدر المجموع ب ( 12280 قنطار ) منها ( 8596 قنطار) مخصص لزيتون المائدة و(3684 قنطار) مخصص لإنتاج الزيت أين قدر إنتاج زيت الزيتون ب (47900 لتر) مع العلم أن كمية الزيتون يتم عصرها على مستوى ولايات كل من الشلف، خميس مليانة، البليدة، تيزي وزو والبويرة .. كما تعصر كمية من هذا الزيتون بالطريقة التقليدية عبر مستوى بعض العائلات التيسمسيلتية . وحسب الجهات المعنية بالقطاع فان المناطق التي تتوفر فيها زراعة أشجار الزيتون هي المناطق الجبلية فضلا عن بلديات كل من خميستي العيون سلمانة، لرجام، ثنية الاحد و.سيدي بوتشن وبرج بونعامة خصوصا وكما نعلم أن ولاية تيسمسيلت اهتمت بالتوسع في عملية زراعة أشجار الزيتون وخاصة في الآونة الأخيرة في المناطق المذكورة سالفا إلا أن الإنتاج في الموسم الفلاحي لسنة 2010 / 2011 م عرف تراجعا نسبيا في الإنتاج وذلك بسبب عدم متابعة الفلاحين للمسار التقني لغراسة الزيتون. وذكرت المصادر في هذا الصدد الأسباب كعدم الاعتناء بأشجار الزيتون من حيث السقي بعد الجني وتقليم الشجرة لموازنة بين إنتاج الثمار والخشب وعدم وجود معصرة بالولاية ما أدى بالفلاحين بنقل منتجاتهم لعصرها في ولايات أخرى ذكرناها سالفا. هذا وقصد إنجاح زراعة أشجار الزيتون أكدت المصادر وجوب تطبيق المسار التقني من حيث توفر الماء حتى يتم سقي هذه الأشجار /.الحرث العميق قبل إنشاء البستان /.غرس مصدات الرياح /. القيام بعملية التقليم ( التقليم. التكوين في السنوات الأولى) وبهدف تحسيس وتوعية الفلاحين المهتمين في مجال زراعة هذه الشعبة لما لها من أهمية كبيرة أن مصالح مديرية الفلاحة بالولاية تقوم بإعداد حصص إرشادية وتحسيسية حول تقنيات غراسة الزيتون وكيفية الاعتناء بها إلى جانب السقي ومكافحة الأمراض. التقليم والتلقيم (التطعيم). ولتطوير زراعة الزيتون سطرت الوزارة الوصية برنامج خماسي برسم سنة 2009 /2014م إضافة إلى البرامج المسطرة من طرف محافظة الغابات وقد قدرت المساحة الإجمالية المسطرة لهذا الخماسي ب 15 ألف هكتار تجمع بين مديرية كل من الفلاحة والغابات ومن اجل تحقيق هذا البرنامج تم في هذا السياق إيداع ما تعداده (57) ملفا درس من طرف اللجنة التقنية الولائية للمصالح الفلاحية أي ما يعادل تحقيق مساحة تقدر ب (123 هكتار) غراسة لهذه الشعبة أين تم إحصاء (9) ملفات مقابل مساحة تقدر ب (17) هكتار ومبلغ مدعم يقدر ب (510 ألف دج) أما ميدانيا وحسب مصادر من مصلحة تنظيم الإنتاج و الدعم على مستوى مديرية المصالح الفلاحية انه لم يتم تحقيق أي زراعة للزيتون بخصوص هذا البرنامج وذلك بسبب أن أغلبية الأراضي ليست لها بطاقة فلاح (أراضي عرش) مثل المناطق الجبلية كالأزهارية وبرج بونعامة ولرجام وثنية الأحد . كذلك مشكل الإنارة الريفية. وعجز بعض الفلاحين لكبرهم في السن عن ممارستهم لهذا النشاط إلى جانب عدم رغبة أبنائهم الشباب في الاهتمام لهذا النوع من الزراعة. والصعوبة في الحصول على القروض البنكية . وقلة المعاصر إضافة إلى أن أغلبية المساحات في المناطق الجبلية لا تتعدى ( 2 هكتار ) هذا ولمضاعفة الجهود من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لغراسة الزيتون قامت الوزارة بمشروع ابتدائي محلي يتعلق بزراعة الزيتون تم فيه تسطير مساحة تقدر ب (449 هكتار) موزعة على ( 6 ) بلديات حيث قدر عدد المستفيدين ب ( 56 ) فلاحا مع وجوب الإشارة حسب ذات المصادر أن البرنامج لم يتم الشروع فيه .هذا وفي سياق ذي صلة بخصوص غراسة أشجار الزيتون بنوعيه سيقواز المخصص للأكل و الزيت و نوع الشملال المخصص للزيت فقد سطرت محافظة الغابات لولاية تيسمسيلت مساحة تقدر ب (3392 هكتار) تم غرس منها مساحة تقدر ب ((09 . 1728 هكتار من الزيتون حيث قدرت مساحة غراسة نوع سيقواز ب 450 هكتار و نوع الشملال ب مساحة تقدر ب ( 09 . 1278 ) هكتار وأكدت مصادر مسؤولة من مكتب الحماية واستصلاح الأراضي بمصلحة توسيع الثروة الغابية و الاستصلاح على مستوى محافظة الغابات أن المساحة المخصصة لزراعة الزيتون و المذكورة سالفا تتوزع عبر (4) برامج تنموية وهي: البرنامج القطاعي حيث سطرت الولاية مساحة قدرت ب ( 600 هكتار ) لغراسة الزيتون من هذين النوعين أنجز منها ( 600 هكتار ) وبلغ عدد المستفيدين ب 226 فلاح. وبخصوص صندوق مكافحة التصحر وتطوير المناطق السهبية من بين الأهداف المسطرة غرس مساحة تقدر ب 375 هكتار غرس منها 320 هكتار من الزيتون وبلغ عدد المستفيدين ب 135 فلاح أما في صندوق التنمية الريفية عن طريق الامتياز البرنامج المسطر قدر ب ( 2357 هكتار ) غرس منها ( 09 . 778 هكتار ) وبلغ عدد المستفيدين ب ( 646 ) فلاح وفي برنامج التشغيل الريفي الثاني البرنامج المسطر غرس ( 60 هكتارا) غرس منها 60 هكتار وبلغ عدد المستفيدين ب ( 70 ) فلاحا مع وجوب الإشارة أن البرنامج المسطر لغراسة هذه الشعبة من الزيتون تمتد من سنوات 2009/ 2010 إلى غاية السنة المنقضية ومتواصلة إلى غاية السنة الجارية وأوضحت نفس المصادر ان تعداد الفلاحين الذين استفادوا من جل هذه البرامج منذ سنوات 2009 /2010 و2011 قدر عددهم ب 1092 فلاح من هذه العملة التي تخص غراسة الزيتون بنوعيه مشيرا في ذات الصدد أن من بين أهداف محافظة الغابات لغراسة أشجار الزيتون أنها تكمن في 1 / تكثيف الثروة الغابية على مستوى الولاية . 2 / المحافظة على التربة من الانجراف خاصة في المناطق الجبلية . 3 / النهوض بالقطاع الفلاحي .4 / تشجيع الفلاحين على غراسة هاذين النوعين من الزيتون وأضافت المصادر من جهتها فيما يتعلق بالأسباب التي أدت إلى تراجع غراسة الزيتون رغم كثرة الطلب عليها من قبل الفلاحين أولا نقص المتابعة وثانيا نقص الشتلات الخاصة با الزيتون .