أشرف وزير النقل عمار تو أول أمس، على التشغيل الرسمي لترامواي وهران مفيدا بأنّه من أكبر المشاريع في البرنامج الخماسي، وقد تمت عملية تدشين الاستغلال التجاري في أجواء بهيجة عبّر عنها الوهرانيون بفرحة عارمة وحشود تجمّعت لتشهد على إطلاق هذه الوسيلة الحضارية. أعطى نهاية الأسبوع الماضي وزير النقل إشارة الانطلاق الرسمي للتشغيل التجاري لترامواي وهران، وسط أجواء احتفالية تزامنت وعيد العمال. وقد بدأت المراسيم من ساحة الاستقلال بالمدينةالجديدة أين ترحم وزير النقل والسلطات المحلية وأعضاء الأمانة الولائية ل »الإيجيتيا«، على أرواح الشهداء والعمال الذين سقطوا في ميدان الشرف، لينتقل الوفد لساحة أول نوفمبر بوسط وهران، لتبدأ مراسيم التشغيل الرسمي للترامواي وسط جمهور غفير توافد إلى الساحة. وتم تشغيل الترامواي بعد 4 سنوات من الإنجاز، حيث انطلقت الأشغال في سنة ,2008 وتأخّرت لمدّة سنة بسبب مشاكل تتعلق بالأرضية وأنابيب الماء والغاز، وقد سار الترامواي على مسافة 9 كم، سار ترامواي وهران بوزير النقل والوفد المرافق له وقناصلة كل من فرنسا، إسبانيا والمغرب، من وسط المدينة أين دوّت الزغاريد بساحة أوّل نوفمبر واستمرت على طول المسار لغاية المحطة الرئيسية بسيدي معروف، أين تلقى الوزير بغرفة المراقبة كل تفاصيل المشروع ومستقبل تسييره وصيانته واستغلاله للنقل الحضري بوهران في انتظار توسيع مساره للمناطق شبه الحضرية، حيث من المنتظر تمديده من 7,18 كلم حاليا إلى حوالي 48 كلم على 3 محاور إلى غاية مطار السانيا الدولي والقطب الجامعي بلقايد وحي الحاسي، حيث إنطلقت الدراسات وكذا تلك المتعلقة بمشروع الميترو الذي ستنطلق الأشغال به بداية سنة .2014 وقال تو إنه بعد تدشين ترامواي وميترو العاصمة، ثم ترامواي وهران، سيلتحق ترامواي قسنطينة بالركب في 4 جويلية المقبل حيث سيدخل الخدمة التجارية، فيما حدد موعد 4 جوان كتاريخ لإعطاء إشارة الإستغلال غير التجاري له، وصرّح الوزير بأن هذه المشاريع من شأنها التخفيف من الزحمة المرورية عبر معظم ولايات الوطن، مشيرا بأن هناك 1,7 مليون مركبة تجوب شوارع وطرقات الجزائر، وهذا يعد ثلاثة أضعاف ما هو موجود في البلدان المجاورة. كما قال أنه تم استيراد أكثر من 600 ألف سيارة، وخلال الثلاثي الأول من السنة الجارية تم استيراد أكثر من 150 ألف سيارة، مما يصعب ويعقد تسيير حركة المرور بالمدن الكبرى للجزائر منها سيدي بلعباس التي ستنطلق بها خلال السنة الجارية أشغال الترامواي، إلى جانب مستغانم وورقلة، يضاف إليهم ترامواي سطيف، عنابة، باتنة ومشاريع لإنجاز هذا النوع من وسائل النقل بكل من بسكرة، بشار، الجلفة، سكيكدة و تبسة وبجاية وتلمسان، وهي المدن التي يتجاوز عدد سكانها 200 ألف نسمة. وبمناسبة اليوم العالمي للعمال، كشف الرئيس المدير العام لمؤسسة »سيترام« الفرنسية المسيرة لترامواي وهران أنّ عقد الاستغلال مدته 10 سنوات، كما تم توظيف 2300 عامل جزائري من بينهم 650 شابا عن طريق وكالة التشغيل »أنام« من الجامعيين وذوي الكفاءات، والذين يتلقون تكوينا خاصا كل حسب منصبه، مؤكدا أنه يمكن فتح مناصب أخرى في حال توسيع هذه المشاريع وإطلاق المشاريع الجديدة. للإشارة فإن المشروع كلف ميزانية قدرها 56 مليون دج ويمتد الشطر الأول على مسافة 7,18 كم يتوقف في 32 محطة ويقضي 7 دقائق ما بين محطة وأخرى. بحضور عربات كل 4 دقائق من الخامسة صباحا إلى غاية الحادية عشر ليلا ونصب على طول المسافة 158 كاميرا للمراقبة التقنية والأمن، كما تنتشر نقاط بيع التذاكر عند كل محطة، حيث مبلغ التذكرة الواحدة هو 40 دج وعند إقتناء 10 تذاكر ينزل السعر ليصل 32 دج في انتظار التذكرة المغناطيسية ب 30 دج والتي ستدخل الخدمة في أكتوبر القادم، حيث سيستفيد منه 90 ألف راكب يوميا على متن 30 عربة، وهذا بسرعة 20 كم في الساعة مما يجعل الرحلة الواحدة تستغرق 47 دقيقة على طول المسار.