انطلق أمس وبشكل رسمي الشطر الأول من ترامواي الجزائر الرابط بين برج الكيفان وحي الموز بالمحمدية شرق العاصمة على مسافة 2,7 كلم تشمل 13 محطة وذلك بعد خمسة أعوام من انطلاق المشروع الذي كلف خزينة الدولة 35 مليار دج، وسيساهم الترامواي الذي يعد وسيلة نقل جماعي حقيقية في التخفيف من معاناة العاصميين في تنقلاتهم اليومية في انتظار استلام مترو الجزائر يوم 31 أكتوبر المقبل حسب وزير النقل السيد عمار تو الذي أشرف على حفل التدشين رفقة وزراء من الطاقم الحكومي وإطارات وعدد كبير من المواطنين الذين اصطفوا باكرا لحضور هذا الحدث الهام في يوم تاريخي سيشهد عودة الترامواي إلى العاصمة. وبعد تأخر دام أزيد من ساعتين من الزمن وثلاث محاولات إقلاع فاشلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي تارة وتعرض إحدى المولدات الرئيسية لبلدية باب الزوار الى التلف تارة أخرى الى جانب الحمولة الزائدة..انطلق أخيرا ترامواي العاصمة وسط حضور رسمي وجماهيري كبير أبى إلا ان يشهد هذه الانطلاقة الرسمية التي كادت أن تلغى بسبب مفاجآت غير متوقعة وكذا سوء التنظيم الذي أربك المنظمين . وعلى الرغم من ان عملية الانطلاق والتشغيل النهائي سبقتها عدة تجارب تقنية وسير المركبات دون مسافرين لمدة 20 يوما والتي كللت بنجاح تام إلا ان هذا العطب الخاص بانقطاع التيار الكهربائي والذي أرجعه الوزير الى شركة سونلغاز أدى الى رفع العديد من التساؤلات حول إمكانية تعرض الترامواي مستقبلا الى مثل هذه المشاكل التي ستؤدي لا محالة الى توقف القطارات وما إذا تم الاحتياط لهذه الاعطاب من خلال تزويد عربات الترامواي بمولدات كهربائية ويشمل الشطر الأول من ترامواي العاصمة الرابط بين برج الكيفان وحي زرهوني مختار 13 محطة منتشرة على طول 2ر7 كلم بطريق مزدوج مزود ب12 مركبة تقل يوميا ما بين 10000 و15000 شخص مقابل تذكرة حددت تسعيرتها الأولية ب20 دج في انتظار التذاكر المغناطيسية التي سيجري العمل بها ابتداء من جويلية القادم، علما أن هذه العربات الموجهة لنقل 400 شخص من المفروض أن تمر كل 12 دقيقة ليتم تقليص هذه المدة في ظرف سنة إلى 4 دقائق حسب مسؤولي المشروع فيما ستنطلق عربات الترامواي على الساعة السادسة صباحا إلى غاية التاسعة ليلا. ومن الملاحظ أن شركة مترو الجزائر ومؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري للجزائر العاصمة المستغلة التجارية لترامواي الجزائر قد جندتا عددا هاما من أعوان المراقبة على طول الخط الى جانب دوريات لرجال الشرطة من اجل تمكين استغلال آمن للترامواي وتفادي أية حوادث بفعل اقتراب الراجلين أو أصحاب السيارات من الخط عند مرور الترامواي الذي لا يحدث أي صوت مع تجنب لمس الكوابل الكهربائية. كما لم يفوت المسؤولون الفرصة لمناشدة سكان ضواحي باب الزواروبرج الكيفان ضرورة المحافظة على الترامواي الذي يعد وسيلة نقل عملية وغير ملوثة. ويتكون ترامواي الجزائر الذي تبلغ كلفته الإجمالية 35 مليار دج من 38 محطة تمتد من شارع المعدومين (العناصر) إلى غاية برج الكيفان (الضاحية الشرقية) أي على طول خط إجمالي يقدر ب2ر23 كلم. وسيضمن ترامواي الجزائر عند استلامه يوميا نقل 185000 مسافر، علما أنه وعلاوة على الخط الرئيسي يتضمن ترامواي الجزائر توسيعات نحو بئر مراد رايس غربا ومطار الجزائر شرقا. وقد تولت مؤسسة آلستوم (فرنسا) إنجاز ترامواي الجزائر العاصمة بالنسبة للجزء الخاص بالنظام الى جانب مؤسسة توديني (إيطاليا) ومؤسسة أشغال الطرقات والري والبناء (الجزائر) بالنسبة للجزء الخاص بالهندسة المدنية فيما أوكل الاستغلال التجاري الى مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر ''ايتوزا'' علما انه ومن مجموع 17 مشروعا خاصا بإنجاز الترامواي يجري إنجاز 3 منها (بالجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة) في حين توجد 6 مشاريع قيد الدراسة المفصلة و8 أخرى قيد دراسات الجدوى.