لم يُسفر عن أية نتيجة تُذكر اللقاء الذي نظمته أول أمس وزارة الصحة مع ممثلي النقابة الجزائرية لشبه الطبيين، الذين هم في إضراب وطني مفتوح للأسبوع الرابع على التوالي، وكانوا أول أمس في مسيرة وطنية ضخمة داخل أسوار مستشفى مصطفى باشا في العاصمة، في الوقت الذي قررت فيه تنسيقية مهنيّي الصحة الدخول من جديد في إضراب وطني متجدد أيام 21 ,20 و22 ماي الجاري، مع تنظيم تجمع وطني في يومه الأخير، أمام مقر وزارة الصحة في المدنية، وهي تستعد لتصعيد أكبر عقب تصريحات الوزير أول أمس التي قال فيها أن »لا حوار إلا مع النقابات المعترف بها، وتنسيقية مهنيي الصحة لا وجود قانوني لها«. أوضح أمس ل»صوت الأحرار« غاشي الوناس رئيس النقابة الجزائرية لشبه الطبيين، أن اللقاء الذي جمعهم أمس برئيس الديوان في وزارة الصحة كان »لقاء فاشلا، ولم تسفر عنه أية نتيجة إيجابية تُذكر، ولم تستلم النقابة أي أمر رسمي مكتوب بشأن المطالب المرفوعة، يُمكنُ لنا أن نُسلّمُه لقواعدنا العمالية التي هي في إضراب وطني مفتوح للأسبوع الرابع على التوالي«. وبناء على هذا قال غاشي الوناس: »نحن مستمرون في الإضراب، ولن نتوقف حتى بلوغ حوار جاد ومسؤول وتحقيق المطالب المهنية الاجتماعية المرفوعة«. ونشير أن مستشفى مصطفى باشا الجامعي في العاصمة شهد أول أمس الخميس تجمعا حاشدا للعمال شبه الطبيين الذين قدموا من كل ولايات الوطن بأعداد كبيرة، وقد نظموا مسيرة داخل أسوار المستشفى، وهم يهتفون بشعارات تؤشر على كارثية القطاع،وتُندد بوزير الصحة: »طالعين للوزارة طالعين«، »عفوا عفوا يا مريض زياري هكذا يُريد«، »الصحة في إنعاش الوزارة معلبلهاش«، »زياري ديقاج«، »يا للعار يا للعار الوزارة بلا قرار«، »المريض في جحيم والوزارة في نعيم«، »الشعب يريد إسقاط الوزير« وغيرها من الشعارات. وفي هذا التجمع التقت «صوت الأحرار« بخيدل الطاهر الأمين الولائي للنقابة الجزائرية للشبه طبيين، والعامل بمستشفى تمنراست، وقد أوضح لنا المعاناة المضاعفة التي تعاني منها ولايته، مؤكدا أن الامكانيات الصحية ناقصة في المستشفى والهياكل الصحية الأخرى، والأطباء الموجودون لديهم هم من أطباء الخدمة المدنية، الذي هم أصلا في عدم استقرار بسبب عدم منحهم السكن والحقوق الأخرى، وعددهم غير كاف، ويوجد نقص كبير أيضا في الشبه طبيين، وأقرب ولاية تبعد عنا بمسافة 1100 كلم، ونحن اليوم نُرسل المرضى لانعدام الامكانيات ونقصها، نُرسل المرضى نحو جميع أنحاء الوطن، ونبقي ننتظر الردود في كل مرة، وفي بعض الأحيان يبقى مرضانا ينتظرون هذه الردود بالموافقة مدة أسبوع، ويظل مرضانا يعانون«. وتأسف الأمين الولائي لعدم إنجاز معهد شبه الطبيين المقرر إنشاؤه في تمنراست حتى الآن، رغم أنه صدر في الجريدة الرسمية سنة 2011 ، فهو مثلما يقول حتى يومنا هذا لم يختر له سوى الموقع الذي سيُنجز فيه، وللأسف بهذا الريثم يمكننا أن ننتظر عشر سنوات أخرى لإنجازه، نأمل من وزارة الصحة أن تجد لنا حلا، ونأمل منها في نفس الوقت أن تجد لنا حلا لمسألة التكوين شبه الطبي للعاملين لمدة 9 أشهر، لأن إحالة ما عندنا من شبه طبيين على التكوين طيلة هذه المدة سيجعلنا نعاني من نقص أكبر، ونقول »نحن بهذا الوضع متضررون والمريض متضرر والدولة متضررة أيضا«. وبالمناسبة طالب الأمين الولائي خيدل الطاهر الوزارة بدفع المستحقات المتأخرة من سنة ,2008 والتي لم تُدفع لمن هم بتمنراست حتى الآن، وتأخر دفعها يُكلفنا كثيرا«. من جهتها تنسيقية نقابات الصحة قررت من جديد إضرابا وطنيا من ثلاثة أيام هي: 20, 12 و22 ماي الجاري، مع تنظيم تجمع وطني احتجاجي في يومه الأخير، أمام مقر وزارة الصحة بالمدنية، ردا مثلما قالت على »الصمت، والازدراء، والإجراءات التعسفية الجارية، وغياب الحوار المُجسد برفض الوزارة لاستقبال أعضاء تنسيقية مهنيّي الصحة«.