شرع الأطباء العامون والأخصائيون والنفسانيون إلى جانب أساتذة الشبه الطبي، أمس، في إضراب عن العمل، في الوقت الذي يواصل موظفو سلك الشبه الطبي إضرابهم المفتوح للأسبوع الثاني، إلى جانب الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، ما تسبب في شل نشاط المؤسسات الصحية نظرا لارتفاع نسب الاستجابة التي تعكس حالة الغليان التي يشهدها هذا القطاع. شل إضراب ست نقابات في قطاع الصحة نشاط معظم المؤسسات الاستشفائية، حيث قدرت نسبة الاستجابة للإضراب الذي دعت إليه النقابة الوطنية للممارسي الصحة العمومية في إطار تنسيقة نقابات الصحة 80 بالمائة، وهي النسبة المسجلة رغم التجاوزات الممارسة من قبل إدارة المؤسسات الاستشفائية، حسب تأكيد رئيس النقابة، إلياس مرابط ، المسجلة في عدد من ولايات الوطن على غرار معسكر، البليدة، والعاصمة. وتشير التقارير الأولية المتعلقة بنسبة استجابة الأخصائيين النفسانيين للإضراب، إلى أنها تجاوزت 90 بالمائة رغم تعليمة الوزارة الوصية القاضية بالخصم من أجور المضربين وإعداد قوائم خاصة بالعمال المشاركين في الإضراب، حسب تأكيد رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين، خالد كداد، الذي اعتبر أن لجوء الوزارة إلى هذا الأسلوب يعكس عجز وزير الصحة و السكان وإصلاح المستشفيات عن تحمل المسؤولية، “ففي الوقت الذي كان ينتظر موظفو قطاع الصحة الذي يعيش حالة استثنائية نظرا لإضراب جميع الأسلاك المنتمية إليه، تكفلا جديا بمطالب العمال، يلتزم وزير القطاع الصمت، الأمر الذي يستدعي تنصيب مجلس وزاري لإيجاد مخرج قبل تعفن الوضع بهذا القطاع". موازاة مع ذلك أكد رئيس النقابة الجزائرية للشبه الطبي، غاشي لوناس، تمسكهم بقرار الإضراب المفتوح عن العمل الذي دخل أمس أسبوعه الثاني، في ظل انسداد قنوات الحوار مع الوزارة الوصية التي تكتفي باتخاذ قرارات تتنافى مع مطالب القاعدة العمالية، آخرها إلزام الممرضين المؤهلين وهي الرتبة التي تم إلغاؤها بعد تصنيفهم في رتبة ممرض حامل لشهادة مهندس دولة بالتكوين لمدة لا تقل عن 9 أشهر من أجل الترقية في سلم التنقيط، علما أن الممرض المساعد الذي كان مصنفا في سلم الترتيب 7 تم تصنيفه في نفس الرتبة، وهو ما اعتبره المتحدث إجحافا في حق هذه الفئة، مؤكدا بذلك رفضهم لقرار الوزارة التي أخلت بالقانون الأساسي الذي ينص على ترقية 20 بالمائة منهم سنويا، علاوة على أن 16 ألف منهم يتمتعون بأزيد من 20 سنة خدمة فعلية في القطاع وأغلبهم مقبلون على التقاعد. ودفع تجاهل وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لمطالب موظفي سلك الشبه وعمال الأسلاك المشتركة، إلى تنظيم مسيرة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، احتجاجا على تدني أوضاعهم المهنية، ردد من خلالها المحتجون شعارات تعبر عن رفضهم للوضع السائد على غرار “عفوا، عفوا يا مريض الوزير هكذا يريد"، “ يا للعار يا للعار الوزارة بلا قرار"، “يا وزير يا مسؤول رانا عايشين بالسيروم".