ينطلق صباح اليوم من جديد الأطباء العامون والأخصائيون، والصيادلة, وجراحو الأسنان، والأخصائيون النفسانيون في إضراب وطني، يتواصل لغاية بعد غد الأربعاء، مع تنظيم تجمع وطني حاشد في يومه الأخير أمام مقر وزارة الصحة، ويأتي هذا في الوقت الذي يتواصل فيه إضراب الممرضين وكافة العمال شبه الطبيين والأسلاك المشتركة باستجابة واسعة قدرها غاشي الوناس رئيس النقابة ب 90 بالمائة، وقد قرروا تنظيم مسيرة وطنية داخل أسوار مستشفى مصطفى باشا في العاصمة صباح الخميس القادم، وفي الوقت الذي يدخل فيه إضراب عمال وموظفو الصحة، والتربية الوطنية، والتعليم العالي، والإدارة بولايات الجنوب والهضاب والأوراس أسبوعه الخامس على التوالي. نشط أمس ندوة صحفية بالعاصمة قادةُ النقابات الوطنية الأربع المشكلة لتنسيقية مهنيي الصحة، وهم الدكتور الياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، والدكتور محمد يوسفي رئيس النقابة الوطنية لأخصائيي الصحة العمومية، والأستاذ خالد كداد رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين والمنسق الوطني لتنسيقية مهنيّي الصحة، والأستاذ هاشمي مشري رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم شبه الطبي، وقد أكد جميعهم أن الأطباء العامون والأخصائيون، والصيادلة، وجراحو الأسنان، والأخصائيون النفسانيون سيشرعون من جديد صباح اليوم في إضراب وطني، يتواصل لغاية بعد غد الأربعاء، وعلى أن يُرفق بتجمع وطني في يومه الأخير، أمام مقر وزارة الصحة في المدنية. ومن هذه الندوة الصحفية خاطب الأربعةُ وزير الصحة والوزارة الأولى وكافة الجهات المعنية الأخرى، ومجمل أطراف الرأي العام، أنهم جميعا مصرون على الاستمرار في الإضراب والاحتجاج حتى تلبية المطالب المرفوعة. وقال الأربعةُ »إن وزير الصحة صبّ الزيت على النار«، ونددوا بالتصريحات الصادرة عنه، التي هي في نظر الجميع مطالب مشروعة، ولا غُبار عليها. وفي نفس الوقت ردّت هذه النقابات على ما أسمته ب »بعض الأبواق السياسية من ممثلي الشعب« على مستوى البرلمان، حين تحدثوا وقالوا: »إن هناك ارتباطات وعلاقات للنقابات مع منظمات أمريكية، وهي التي تحرك فيها، فهذا اتهام باطل وخطير، ولا يصدر إلا عن حقارة«، وخصّوا بالذكر رئيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي أوضحوا للصحافيين أنه قال هو الآخر عنهم: »إن هذه النقابات المُضربة تخضع لأجندات أجنبية لخلق ثورة وتحريك الأوضاع«. وقد نددوا به وطالبوه باحترامه لنفسه، وأن لا يُطلق التصريحات هكذا جزافا، دون ادنى حد من الأخلاق والاحترام لنفسه، وللعمال الذين يدّعي أنه يُمثّلهم. ومن جملة ما قاله قادة النقابات الأربع: »كان من الأجدى لهؤلاء أن يتقربوا من النقابات، ويحاولوا فهم الأسباب والإشكالات المطروحة للخروج من عنق الزجاجة، وللأسف أمور هؤلاء سارت في الاتجاه المعاكس«. وقال هؤلاء لسيدي السعيد والبرلمانيين:»إن كانت لكم أدلة ووثائق إثبات على ما تتهموننا به قدّموها للعدالة ، وإن لم تُقدموها فأنتم المُدانون، ولا يقرأ السفهاء إلا ما فيهم، وليشهد الرأي العام الوطني على ما نقول«. ويتوقع أن تشهد المستشفيات والعيادات وكافة الهياكل الصحية الأخرى شللا تاما، وأن تتعطل كل الخدمات الصحية والاستشفائية إلا من الحد الأدنى منها المطلوب قانونيا، والذي اعتادت النقابات المضربة على إقراره من جانب واحد في كل إضراب، وما عدا ذلك سيُترك للزمن الذي هو في كل الأحوال ضد المريض، وسيُفاقم من معاناته. وحتى وإن كنت أنا في أعداد سابقة قلتُ أن هذا الإضراب يُؤجل أزيد من ألف عملية جراحية يوميا وفق ما أسرت لي بعض المصادر من القطاع، فإن الرقم الحقيقي وفق ما صحح لي الدكتور محمد يوسفي رئيس النقابة الوطنية لأخصائيي الصحة العمومية هو أزيد من ثلاثة آلاف عملية جراحية، ولكم أن تتصوروا معي حجم هذه المعاناة التي يلقاها المرضى وأهاليهم عبر كامل هياكل الصحة. ومن جهته غاشي رئيس النقابة الجزائرية لشبه الطبيين، ندد بتصريحات الوزير، التي قال عنها هو الآخر أنها صبت الزيت على النار، وأكد أمس ل»صوت الأحرار« أن الإضراب المفتوح متواصل باستجابة 90 بالمائة، وأن المضربين مُصرين على افتكاك المطالب، وستُنظم صباح الخميس القادم مسيرة وطنية داخل أسوار مستشفى مصطفى باشا الجامعي، يشارك فيها آلاف الممرضين وشبه الطبيين.