تذهب توقّعات المحللّين إلى أن قرار الحكومة الجزائرية برفع الإعفاء الضريبي عن فرع شركة «أوراسكوم للاتصالات» سيؤثر مباشرة وبشكل كبير على هوامش ربحها الإجمالية بالنظر إلى أهمية هذه السوق التي تمثل 35 بالمائة من مجموع استثمارات الشركة الأم، ورغم ذلك فإن هناك مؤشرات تفيد بتحسن أرباح الشركة خلال النصف الثاني من 2009 بعد تراجعها في النصف الأول بسبب تقلب سوق العملات. وضعت دليلة هيكل المحلل الأول لقطاع الاتصالات في شركة «فاروس» للأوراق المالية في حديث مع قناة «العربية»، سوق الاتصالات في الجزائر في المركز الريادي من حيث القيمة الإجمالية للأرباح التي تجنيها الشركة المصرية «أوراسكوم تيليكوم» المصرية، كما أبرزت مكانة فرع الشركة بالجزائر بقولها: «الشركة في الجزائر هي اكبر شركة من حيث الإيرادات والأرباح وهى من أكثر الأسواق التي لديها استقرار»، لتضيف في هذا الشأن «وتمثل شركة الجزائر أكثر من 35 بالمائة من قيمة شركة أوراسكوم وبالتالي فهي سوق مهمة جدا». وأوضحت دليلة هيكل أن أهم تعاملات «أوراسكوم تيليكوم» تتركز بالأساس في الجزائروباكستان وبنغلادش، ولذلك فإنها تعتقد بأنه من بين الأسباب الأساسية التي ساهمت في تراجع نسبة أرباح الشركة في الفترة الأخيرة إقدام السلطات الجزائرية على إلغاء الإعفاء الضريبي الذي كانت تستفيد منه قبل سنوات، وحرصت في تحليلها على التأكيد بأن «الشركة كان لديها إعفاء ضريبي في الجزائر لعدة سنوات ولكن الحكومة قرّرت إلغاء هذا الإعفاء وبالتالي فإن ذلك سيضغط مباشرة على هوامش ربحية الشركة». وأشارت المحلل الأول لقطاع الاتصالات في شركة «فاروس» إلى أن أداء «أوراسكوم تيليكوم» المصرية ونتائجها في النصف الأول من العام الجاري 2009 تأثر أيضا بضعف العملات في الأسواق التي تعمل بها الشركة مقابل الدولار، وقالت إن الشركة تكبّدت خسائر رأسمالية في الربع الأول من العام الجاري 2009 نظرا لقيمة دين الشركة أمام الدولار ما أثر، حسبها، على صافي الأرباح في الربع الأول، وبالتالي فإن المتحدثة أوردت بأن العامل الأساسي الذي ضغط على أداء الشركة هو ضعف العملات أمام الدولار. وعن توقعات الأرباح للشركة في النصف الثاني قالت هيكل: «هناك تحسن خلال الربع الثاني من العام الجاري في عدد من الأسواق سواء الجزائر، باكستان وبنغلادش وهذا معناه أن النصف الثاني سيكون أفضل من النصف الأول، ولكن الشفافية هنا ضعيفة نظرا لارتباط أرباح الشركة بما يحدث في أسواق العملات». جدير بالإشارة إلى أن «أوراسكوم تيليكوم» قالت إنها حققت ارتفاعا بنسبة 38 بالمائة، في صافي أرباحها في الربع الثاني إلى قرابة 111 مليون دولار وهو ما يصل لمستوى الطرف الأدنى من نطاق توقعات 5 محللين، حيث أكدت الشركة في بيان بموقعها على الانترنت إن عدد المشتركين لديها بلغ 84 مليون مشترك بحلول نهاية الربع مقابل أكثر من 80 مليون مشترك في نهاية شهر مارس الماضي وعلى مستوى كل عمليات الشركة في مختلف أنحاء العالم بلغ متوسط الدخل لكل مستخدم 6 دولارات في الربع الثاني مقابل 8.5 دولار في الربع الأول.