واصلت أمس أسهم أوراسكوم تيليكوم انهيارها في أسواق المال العالمية بعد الأنباء التي راجت حول إمكانية مغادرتها الجزائر لأنه لم يعد مرغوب فيها من قبل السلطات الوطنية، حيث تراجع سهم أوراسكوم تيليكوم عند إغلاق البورصة المصرية بنسة 7.3 بالمائة، وحسب خبراء ومحللين فإن بيع أوراسكوم لوحدة جيزي سيقودها إلى كارثة لأنه قد يسبب فجوة في عائدات أوراسكوم لأن أرباح جيزي تمثل 40 بالمائة من أرباح الشركة الأم، كما سيدر على الشركة سيولة ستجد صعوبة في إنفاقها. تناقلت أمس وكالات الأنباء الدولية أخبار عن انهيار أسهم شركة أوراسكوم تيليكوم في البورصات العالمية، وهو ما يهدد إمبراطورية الاتصالات المصرية بالإفلاس، حيث بدأت أسهمها بالتراجع دقائق قليلة بعد نشر وكالة رويترز أمس الأول أنباء عن إمكانية انسحاب الشركة من السوق الوطنية لأنه لم يعد مرحب بها في الجزائر، وبسرعة كبيرة تهات أسهمها في بورصة لندن، قبل أن تواصل أمس انهيارها في البورصة المصرية. وتؤكد مؤشرات البورصة المصرية أمس أن سهم أوراسكوم تيليكوم تراجع بنسبة 7.3 بالمائة في مما أثر على المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية الذي خسر 1.26 بالمئة، وقد هبطت القيمة المالية للسهم إلى 6.49 جنيها في حين تراجع شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة ب0.7 بالمائة بقيمة تعادل 259 جنيها، وقد أثر هذا الانهيار لأسهم أوراسكوم على البورصة المصرية التي أغلقت أمس عملياتها دون حاجز السبعة آلاف نقطةبتراجع يقدر ب4.6 بالمائة عند سعر 6.5 جنيها وسط عمليات بيع واسعة النطاق ليتم تداول 22.7 مليون سهم. ونقلا عن رويترز فقد قدر بلتون فاينانشال بنك الاستثمار الذي يتخذ من القاهرة مقرا له قيمة جازي عند 6.7 مليار دولار أو ما يعادل 51 بالمئة من تقييمه لاوراسكوم ككل، وحسب ما أورده أمس خبراء ومحللون للوكالة نفسها فإن شركة أوراسكوم تليكوم المصرية قد تضطر لقبول رقم أقل من ذلك بكثير إذا اضطرت للمغادرة. ويرى المحللون أن بيع جازي قد يسبب فجوة في عائدات أوراسكوم لأنها تمثل 40 بالمائة من أرباح هذه الأخيرة، كما سيدر على الشركة سيولة ستجد صعوبة في إنفاقها، وقال بلتون «من منظور تشغيلي بعيد المدى نرى أن فرص الاستحواذ ضعيفة جدا أمام أوراسكوم في سوق الاتصالات العالمية الحالية»، وينظر لمنافستي أوراسكوم في الجزائر، نجمة وموبيليس كمشترين محتملين لجازي، بينما من المتوقع أن يتوقف اهتمام الشركات الإقليمية ذات السيولة الوفيرة على مدى المخاطرة التي يرونها في مناخ الاستثمار بالجزائر، وهو ما لا تؤيده وجهة نظر دليلة هيكل من «فاروس للاوراق المالية» في القاهرة التي ترى أن الجزائر سوق ذات هامش ربح مرتفع نسبيا وتحقق التكامل لأي موطئ قدم استراتيجي بالمنطقة لأي شركة، وردا على ما تردد في الأشهر الماضية عن اهتمام المتعامل الفرنسي فيفندي بشراء جيزي، فقد أكدت أمس انها غير مهتمة بشراء جازي. ويبدو أن متاعب امبراطورية ساويرس المهددة بالانهيار لا تقتصر على مشاكلها الضريبية في الجزائر والانتقادات التي تواجهها بسبب سوء تسيير استثماراتها في الجزائر، وإنما تمتد أيضا إلى مصر حيث تواجه نزاعا مع الشركة الفرنسية فرانس تيليكوم بشأن حصتها في شركة موبينيل للهاتف المحمول في مصر، حيث اعترف نجيب ساويرس رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة أوراسكوم تليكوم بان النزاع مع فرانس تليكوم بشأن موبينيل، متوقعا أن يستمر لسنوات، وقال ساويرس «لا يمكنني أن أنكر أكثر من ذلك يجب علينا الاعتراف بأن الشركة تعاني بسبب هذا النزاع ، كنا نعتقد أنه يمكننا التغلب على ذلك إذا كان النزاع وجيزا»، وأضاف «نتوقع الآن أن تستمر هذه المعركة القانونية لسنوات، يساورنا القلق الآن حول الشركة، لأن المنافسون قد يستفيدون من هذا الوضع»