نددت ثلاث نقابات وطنية مستقلة ما تعرض له مهنيو الصحة العمومية»من عنف ومضايقات خلال اعتصامهم الأربعاء الماضي أمام مبنى الوزارة الوصية«، وعبرت عن تضامنها الكامل معهم، وأدانت بقوة »موقف الإدارة الوصية«، وما وصفته ب »ازدواجية خطابها المروّج للحوار والتفاوض إعلاميا، ورفضه ميدانيا«. ومن جهتها النقابات الثلاث لتنسيقية مهنيّي الصحة اجتمعت قياداتها الوطنية صباح أمس في العاصمة، وقررت استئناف الإضراب للأسبوع الرابع على التوالي أيام الاثنين، الثلاثاء والأربعاء القادمة، مع تنظيم تجمع وطني احتجاجي في يومه الأخير أمام مقر وزارة الصحة. أصدر ت أمس ثلاث نقابات وطنية مستقلة بيان استنكار ، نددت فيه بشدة بما تعرض له الأطباء العامّون والأخصائيون، والصيادلة، وجراحو الأسنان، والأخصائيون النفسانيون وفق ما قالت »من قمع ومضايقات خلال اعتصامهم يوم الأربعاء الماضي، أمام مبنى وزارة الصحة«، وأدانت في نفس الوقت وبقوة موقف الإدارة الوصية، وما وصفته ب »ازدواجية خطابها المروج للحوار والتفاوض إعلاميا، ورفضه ميدانيا«، وهذه النقابات الثلاث هي: نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، ونقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي، والنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، وأكدت مجتمعة »تضامنها الكامل مع الشرائح المذكورة، من أجل افتكاك حقوقها المشروعة، وتجسيد مطالبها المرفوعة«. ووجهت النقابات الثلاث انتقادات شديدة للسلطات العمومية، التي قالت عنها أنها »كعادتها وخلال أي حركة احتجاجية تُجابهُ الموظفين المحتجين والمناضلين بشتى أشكال التضييق والترهيب البوليسي، وهذه الممارسات المقيتة التي حدثت وبكل أسف نهاية الأسبوع الجاري أثناء اعتصام مهنيّي الصحة العمومية، أمام مبنى وزارة الصحة والسكان، حيث حال الاستعمال المفرط لقوات الأمن وصول المعتصمين إلى البوابة الرئيسية لمبنى الوزارة الوصية، بل ولقوا صداما وتعنيفا غير مسبوق، ممّا أدّى بالكثير من المعتصمين من القيادات والإطارات النقابية والمناضلين إلى حالات الإغماء. وعلى مستوى آخر طالبت النقابات الثلاث الموقعة على البيان الصادر بأسماء قيادييها الثلاثة السلطات العمومية الكف عن مثل هذه الممارسات، التي وصفتها ب »اليائسة والخروقات القانونية من خلال الاستعمال المفرط للعدالة في التصدي والتضييق على العمال والموظفين المضربين«، التي قالت عنها » أنها لا تُجدي نفعا« ، وطالبتها أيضا ب »أن تكون للسلطات العمومية الشجاعة الكافية لمصارحة الموظفين ومحاورتهم، والاستجابة لمطالبهم المشروعة بعيدا عن أساليب القمع والتهديد، التي ولى عهدها، ولن تُجدي نفعا لتكميم أفواهنا وتركيعنا«. ووفق ما تمّ الإعلان عنه في التجمع الاحتجاجي السابق، اجتمعت المجالس الوطنية للنقابات الثلاث كل على حده، وتدارست الأوضاع من جميع الجوانب، وحالت قراراتها الثلاثة على قياداتها الوطنية في تنسيقية مهنيي الصحة، التي لم تجد بدّا من أن تقرر في اجتماعها صباح أمس استئناف الإضراب للأسبوع الرابع على التوالي أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء المقبلة، مع تنظيم تجمع وطني احتجاجي في يومه الأخير أمام مقر وزارة الصحة في المدنيّة. وعقب هذا الاجتماع الثلاثي أوضح ل »صوت الأحرار« الدكتور الياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، أن »الإضراب سيتواصل حتى تُفتح قنوات الحوار، والعودة إلى طاولة التفاوض مع كل نقابة على حده، طالما أن الوزير يتحجج برفض الحوار والتفاوض مع تنسيقية مهنيي الصحة، مع العلم أنه لم يسبق أن قدّم لنا أية دعوة للحوار، ونحن من جهتنا لم نفرض عليه الإطار الذي يتحاور ويتفاوض فيه معنا«. واعتمادا على ما راج عن اتصالات غير رسمية بين الوزارة وهذه النقابات المضربة خلال الأسبوع الجاري، فإنه يُرجح أن تلجأ الوزارة هذا الأسبوع إلى تنظيم جلسات حوار وتفاوض مع كل نقابة على حدة، وأن تطرح وإياهم الحلول القادرة على الأقل على رفع الإضراب ، ووقف معاناة المرضى التي بلغت أقصى درجاتها عبر كامل تراب الوطن.