التحق أمس مترشحو شهادة البكالوريا دورة جوان 2013 بمراكز الامتحانات، أين جرى استقبالهم في ظروف تنظيمية محكمة سادها الهدوء والاطمئنان، ورغم أن الأجواء لم تخلوا من بعض مشاعر الخوف والقلق إلا أن العديد من الممتحنين أعربوا عن رغبتهم الكبيرة في النجاح نظرا للمجهودات التي بذلوها طيلة السنة، وتحقيقا لتلك الأهداف التي رسموها لمستقبلهم والتي يفتح لها هذا الموعد المصيري سبل التجسيد على أرض الواقع. ● انطلقت بالعاصمة على غرار باقي ولايات الوطن، امتحانات شهادة البكالوريا حيث توافد أمس ومنذ الساعات الأولى للصباح الطلبة المترشحين على مراكز الامتحان، أين كان هؤلاء على موعد مع هذا الاختبار المصيري الذي يحدد مستقبلهم التعليمي ويفتح أمامهم آفاقا جديدة، كما يختبرون من خلاله قدراتهم العلمية طيلة سنة من الكد والعمل، فكما يقول المثل »يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان«، ولمعرفة الأجواء التي جرت فيها تلك الامتحانات تنقلت »صوت الأحرار« إلى بعض المراكز وتحدثت إلى المترشحين حول الجو العام الذي ساد أول مادة امتحن فيها الطلبة وطبيعة المواضيع التي تم اختيارها هذه السنة. الأسئلة لم تخرج عن إطار المقرر الدراسي أعرب العديد من الطلبة الذين تحدثنا إليهم، عن ارتياحهم للظروف والأجواء التي سادت أولى أيام الامتحانات، مؤكدين أن الأسئلة كانت سهلة وفي متناول الجميع، آملين في أن تكلل مجهوداتهم بالنجاح حاملين معهم الكثير من الثقة والأمل بالرغم من الضغوط النفسية وحالة القلق الطبيعية التي كانت تتملكهم خاصة وان وزارة التربية الوطنية قد اتخذت جملة من الإجراءات التي أرادت من خلالها توفير الظروف الجيدة لهذا الموعد الذي يكتسي أهمية كبرى، ومن بينها إمكانية اختيار موضوع واحد من بين الموضوعين المقترحين، بالإضافة إلى السماح بتمديد مدة الامتحان ب 30 دقيقة إلى الوقت القانوني المخصص لمعالجة المواضيع. كانت وجهتنا ثانوية » عروج وخير الدين بربروس« بالعاصمة لمعاينة الأجواء التي تلت إجراء امتحان اللغة العربية، حيث أبدى معظم المترشحين الذين تواجدوا أمام باب الثانوية ارتياحهم للظروف الجيدة التي طبعت إجراء الامتحان خاصة من الناحية التنظيمية، وهو ما سمح لهؤلاء بالإجابة على الأسئلة المقترحة في أحسن الأحوال، وتضمنت أسئلة امتحانات مادة الأدب العربي بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية هذه السنة موضوعين اختياريين، فكان الأول حول قصيدة للشاعر اللبناني نزار قباني، في حين دارت أسئلة الموضوع الثاني حول مقالة حول الجزائر من مؤلفات الكاتب ميخائيل نعيمة. هذه الأسئلة حسب ما أشار إليه التلاميذ الذين التقينا بهم كانت في متناول الجميع سواء شعبة الرياضيات أو العلوم التجريبية، مؤكدين أنها لم تخرج عن إطار المقرر الدراسي، وهو ما أكدته »صبرينة« التي كان يجتاحها أمل كبير في نيل هذه الشهادة التي اعتبرتها» تأشيرة« ستسمح لها بتحقيق ما تتمناه في مستقبلها الدراسي، حيث أعربت أنها ترغب في الدخول إلى جامعة دالي إبراهيم بمعدل كبير، مضيفة أن أسئلة اللغة العربية كانت سهلة وهو ما ضاعف من ثقتها في نفسها خاصة وأنها تمكنت من الإجابة عن الأسئلة التي تضمنها الموضوع الثاني المتعلق بمقالة اجتماعية سياسية عن الجزائر، مؤكدة في هذا السياق أملها في أن تكون أسئلة امتحان الشريعة الإسلامية في نفس المستوى والتي ستجري في الفترة المسائية. نفس الانطباع وجدناه لدى مترشحين آخرين أكدوا أن الأسئلة كانت في متناول الجميع والتي لم تخرج عن سياقها الاعتيادي الذي يشمل الإعراب، واستخراج مختلف الصور البيانية،، فضلا عن تقطيع الأبيات واستخراج البحر، حيث قالت سارة من شعبة الرياضيات أنها في البداية شعرت بالقليل من الخوف والقلق لكنها بمجرد أن اطلعت على الأسئلة استرجعت هدوءها، مشيرة إلى أن المترشح الذي حضر جيدا للامتحان لن يجد صعوبة في الإجابة عن تلك الأسئلة التي لم تخرج عن المقرر الدراسي. تنظيم محكم لإنجاح الامتحانات حدث كبير وظروف استثنائية تعيشها العائلات الجزائرية التي يتقدم أبنائها لاجتياز امتحانات البكالوريا، حيث لا يتوانى العديد من الأولياء عن مرافقة أبنائهم إلى الثانوية فيما يبقى البعض طيلة المدة المخصصة للاختبار في انتظارهم من أجل إعطائهم الدعم اللازم والثقة في النفس التي تساعدهم على تخطي المخاوف التي تنتابهم خلال هذه الفترة. ولإنجاح هذا الموعد الهام سخرت الدولة كل الإمكانيات المادية والبشرية الكفيلة بإجراء الاختبارات في ظروف تكفل للمترشحين فرصا أكبر للنجاح ومعدلات تسمح لهم باختيار التخصصات التي تناسب مستواهم وتطلعاتهم العلمية والفكرية، وهو ما لاحظناه عبر العديد من المراكز التي زرناها على مستوى الجزائر العاصمة، أين تم توفي الظروف الصحية والأمنية لإجراء هذا الامتحان بدءا من استقبال المترشحين وتوجيههم إلى القاعات وكذا التكفل بهم من مختلف الجوانب في أجواء تبعث على الطمأنينة والتفاؤل وزادت من راحة المترشحين وسمحت لهم بالتركيز في المواد التي يمتحنون فيها، حسما أكده عدد من تلاميذ ثانوية بهية حيدور ببلدية جسر قسنطينة. وبدأ تجمع الطلبة أمام هذه الثانوية منذ السابعة صباحا حرصا منهم على التواجد قبل الامتحان بفترة حتى لا يتأخرون عن هذا الموعد الذي ينتظرونه بفارغ الصبر، وكانت الثانوية قد وفرت جميع الظروف لاستقبال المترشحين في أول اختبار في مادة اللغة العربية مما يسمح بضمان جو من التركيز والسكينة، وفي هذا السياق عبر التلميذ »أيمن« عن أمله في أن يوفق في الإمتحان الذي استعد له جيدا وأن تتمحور الأسئلة حول المقررات التي قاموا بدراستها، مشيرا إلى أن أسئلة مادة اللغة العربية كانت في متناوله، ومعربا عن أمله في أن تكون أسئلة الشريعة الإسلامية والرياضيات وغيرها بنفس الشكل. حمود من جهته وبثقة لا حدود لها أكد أنه متأكد من نيله لشهادة البكالوريا خاصة وأنه استعد للامتحانات كما ينبغي، مضيفا أن أمله كبير في أن تكلل المجهودات التي بذلها طيلة السنة بالنجاح في هذا الامتحان المصيري، خاصة وأن الظروف اللازمة كانت مهيأة لاجتيازه في أجواء جيدة، سواء من حيث الحراسة أو الأمن أو الهدوء السائد خلال الامتحان، وهي عوامل تساعد الطالب في التركيز. ولم تتوقف نصائح الأساتذة للتلاميذ الذين دعوهم إلى التركيز جيدا وقراءة الأسئلة مرارا وتكرارا حتى يتمكنوا من الإجابة الصحيحة على الأسئلة، كما تم توفير أطباء ومستشارين نفسانيين للتكفل بالمترشحين الذين قد يحتاجون إلى المساعدة سيما مع القلق والخوف اللذين يصاحبان التلاميذ في هذا الموعد الهام.