عبر أغلب المترشحين لشهادة البكالوريا التي انطلقت أمس، عن ارتياحهم للظروف والأجواء التي سادت أولى أيام الامتحانات، مؤكدين على أن الأسئلة كانت سهلة وفي متناول الجميع. انطلقت بالعاصمة على غرار باقي ولايات الوطن، امتحانات شهادة البكالوريا، فقد توجه المترشحون صبيحة أمس إلى مراكز الامتحانات المخصصة لهم حاملين معهم الكثير من الثقة والأمل بالرغم من الضغوط النفسية وحالة القلق الطبيعية تخوفا من الامتحان، الذي زاد من حدته انشغال معظم المترشحين بالنتيجة التي ستؤول إليها المقابلة الحاسمة التي جمعت الفريق الوطني بنظيره المصري. الأسئلة لم تخرج عن إطار المقرر الدراسي "صوت الأحرار" تنقلت صبيحة أمس إلى بعض مراكز الامتحانات لترصد انطباعات المترشحين حول الجو العام الذي ساد أول مادة امتحن فيها الطلبة وطبيعة المواضيع التي تم اختيارها هذه السنة، لاسيما وان وزارة التربية الوطنية قد اتخذت هذه السنة جملة من الإجراءات الرامية إلى توفير أحسن الظروف لضمان نجاح المترشحين دون المساس بقيمة هذه الشهادة، على رأسها تحديد حد أدنى وطني للتدرج البيداغوجي عن طريق تصميم مواضيع الامتحان طبقا للدروس التي تم تلقينها خلال الموسم مع اختيار موضوع واحد من بين موضوعين، إلى جانب إضافة 30 دقيقة إلى الوقت القانوني المخصص لمعالجة المواضيع، وفي مقابل ذلك تم وضع تنظيم محكم للمراقبة عبر مختلف مراحل الامتحان من أجل ضمان سيره بشكل سليم، فكانت الوجهة إلى ثانوية "عروج خير الدين وبربروس" بالعاصمة لمعاينة الأجواء التي تلت إجراء امتحان اللغة العربية في كلا النظامين الجديد والقديم، حيث أبدى معظم المترشحين أمام باب الثانوية ارتياحهم للظروف الجيدة التي طبعت إجراء الامتحان خاصة من الناحية التنظيمية، لاسيما فيما يخص الإجراءات التي تم تحديدها السنة الماضية كحق التلميذ المقبل على الامتحان في الاختيار بين موضوعين مختلفين على أن تضاف له نصف ساعة من الزمن لكي يستدرك الوقت الذي استغرقه في قراءة واختيار الأسئلة، ومن خلال معاينتنا لأسئلة امتحانات مادة الأدب العربي بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية تضمنت موضوعين اختياريين، حيث تمحورت أسئلة الموضوع الأول حول قصيدة لإيليا أبو ماضي، في حين دارت أسئلة الموضوع الثاني حول مقالة مختارة من أحد مؤلفات الأديب المصري أحمد أمين. الأسئلة قال أغلب التلاميذ بأنها كانت في متناولهم ، مؤكدين بأنها لم تخرج عن إطار المقرر الدراسي، وهو ما أكدته "صونيا" التي بدت في معنويات مرتفعة وهي تتحدث إلينا بنبرة الواثقة من نفسها عن تمكنها من الإجابة الصحيحة عن معظم الأسئلة التي تضمنتها قصيدة إيليا أبو ماضي، مؤكدة في هذا السياق أملها في أن تكون أسئلة امتحان اللغة الانجليزية في نفس مستوى أسئلة الأدب العربي التي ستجري في الفترة المسائية. نفس الانطباع لمسناه من مترشحي النظام القديم بالنسبة للشعبة الأدبية الذين أكدوا أن الأسئلة كانت في متناول الجميع خاصة فيما يتعلق بالموضوع الإجباري الذي تناول إحدى الأبيات لأبي الطيب المتنبي والتي لم تخرج عن سياقها الاعتيادي الذي يشمل الإعراب، واستخراج مختلف الصور البيانية، وكذا المحسنات البديعة، فضلا عن تقطيع الأبيات واستخراج البحر، أما الموضوع الاختياري فقد شمل موضوعا يتمثل في كتابة مقالة تتحدث عن تطور الشعر الاجتماعي وأهم خصائصه، وتمحورت أسئلة الموضوع الثاني حول تحليل نص لعباس محمود العقاد. لقاء الجزائر-مصر يشد قلوب المترشحين إلا أن الشيء اللافت الذي استقيناه من خلال حديثنا مع بعض المترشحين الذين كانوا يتبادلون أطراف الحديث ويتناقشون حول أسئلة اللغة العربية أن معظم تفكيرهم كان منصبا حول لقاء الجزائر- مصر أكثر من انشغالهم بامتحانات البكالوريا التي تعد مفتاحا للولوج عبر أبواب الجامعة، حيث ابدوا استيائهم من برمجة اللقاء مع بداية أول أيام امتحانات شهادة البكالوريا، وهو ما عبر عنه ياسين الذي وجدناه يتناقش مع بعض زملائه حول أسئلة مادة الأدب العربي حيث قال "ليس من العدل أن يتزامن هذا اللقاء الهام الذي ينتظره ملايين الجزائريين مع هذه الامتحانات المصيرية"، في حين أكد معظمهم بأن التوتر، وكذا الضغط النفسي الذي كانوا يعيشونه قبل بداية الامتحانات قد زال وتلاشى مع بداية الدقائق الأولى لامتحان مادة الأدب العربي، خاصة وأن الأسئلة كانت سهلة على العموم بحسب تعبيرهم إلا أنهم عبروا عن تخوفهم من تعثر الفريق الوطني أمام نظيره المصري، الشيء الذي سيؤثر دون شك على معنوياتهم مع ما تبقى من امتحانات البكالوريا.