يعطي صباح اليوم من وهران وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد إشارة انطلاق امتحان شهادة التعليم المتوسط، وسيتواصل على مدى ثلاثة أيام، عبر كامل أرجاء الوطن، وسيشارك في هذا الامتحان أزيد من 600 ألف مترشح، أغلبيتهم الساحقة من المتمدرسين، عدد بسيط منهم من المتمدرسين في المدارس والمراكز الخاصة، وقد أعدت لهذا الامتحان كافة الترتيبات، وجندت له طاقات مادية وبشرية ضخمة، ومقرر أن يعلن الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات عن النتائج يوم 2 جويلية القادم، عن طريق »الأنترنيت«، ويسلمها في نفس الوقت إلى كل المديريات الولائية للتربية، ومنها إلى كل المؤسسات التربوية المعنية. ينطلق صباح اليوم امتحان شهادة التعليم المتوسط ، عبر كامل ولايات الوطن، في أجواء عادية وطبيعية، وقد أعلنت أمس وزارة التربية الوطنية أنها اتخذت كل التدابير اللازمة لإجراء هذا الامتحان ووفرت له كل الطاقات المادية والبشرية اللازمة، من أجل ضمان سيره الطبيعي والعادي، ومُسبّقا أعطت الوزارة تعهدها، من أن كل الأسئلة التي سترد في هذا الامتحان الذي سيتواصل على مدى ثلاثة أيام هي من المقرر الدراسي، الذي تلقاه التلاميذ في دراستهم للسنة الجارية. ومن أجل طمأنة الممتحنين وأوليائهم من الآن قال الوزير بابا أحمد، أن الامتحان:» لن يخرج عن المقرر«، ومعنى هذا أن الأسئلة التي ستطرح على الممتحنين في مختلف المواد المقررة ستكون معقولة وفي متناول الجميع، ومن تابع دراسته، وأكملها بالمراجعة بشكل موازي عادي سوف ينال مبتغاه. وحسب ما يبدو من الآن أن الأسئلة التي ستلقى على الممتحنين قد تكون أسئلة واقعية، وتبتعد بعض الشيء عن التسييس، وفق ما كان الحال عليه في السنوات الماضية، التي كانت وزارة التربية الوطنية والحكومة الجزائرية تحرصان أشدّ الحرص على إنجاح أكبر عدد ممكن من الممتحنين، وقد كان لهما ذلك، وتم أساسا عن طريق تبسيط أسئلة الامتحانات، ووضع برنامج تنقيط خاص في التصحيح، مع التحكم في توزيع النقاط توزيعا مدروسا، الغاية منه رفع عدد الناجحين من جهة، ومن جهة ثانية تمكينهم من الاستمرار في دراستهم، وإبعاد شبح التسرب الدراسي عنهم، ورفع مستوى معدلاتهم، وهو ما كان عليه الحال في بكالوريا السنة الماضية، وكذا شهادة التعليم المتوسط لنفس السنة، التي بلغت فيها نسبة النجاح 10,72 بالمائة من مجموع الممتحنين، وأيضا امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، التي قاربت فيه نسبة النجاح العامة 93 بالمائة.وما يمكنُ تسجيله على هذا المستوى، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كان له الفضل الأكبر في تقليص نسبة التسرب المدرسي بشكل كبير، والرفع من نسب النجاح، لاسيما في امتحان شهادة التعليم المتوسط،، وامتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، وكان ذلك حينما أمر بتغيير حسابات النجاح التي تنبني عليها معدلات النجاح في هذين الامتحانين بالنسبة للممتحنين الذين لم يحصلوا فيهما على معدل 10 على 20 ، حيث كان كلا المعدلان يُحسبان على أساس جمع المعدل المحصل عليه في هذين الامتحانين زائد المعدل السنوي للسنة الجارية، مقسوم على ثلاثة. وحين عُدّل بأمر من رئيس الجمهورية أصبح مجموع المعدلين يُقسمُ على اثنين، وليس على ثلاثة، وهو ما ساهم بالفعل وبشكل كبير في الرفع من نسبة النجاح، وتمكين أكبر عدد ممكن من المرور إلى السنتين الأولى متوسط، والأولى ثانوي، ومعلوم أن كل الأولياء والتلاميذ آنذاك استحسنوا هذا الإجراء، الذي كان في نظرهم، وفي نظر العارفين بالشأن التربوي إجراء منطقيا وموضوعيا، لاسيما إذا كنا نعلم أن في سنوات ما قبل الشروع في تطبيق هذا الأمر كانت النتائج كارثية، وأغلبها لم يصل حتى إلى نسبة 40 بالمائة من المجموع الكلي للمتحنين. ومثلما قلنا في عدد أمس، سيشارك اليوم في امتحان شهادة التعليم المتوسط 239,603 تلميذ متمدرس في السنة الرابعة متوسط ، وقد جندت وزارة التربية لذلك 145 ألف مدرّسا، منهم 110 مدرسا سيتولون الحراسة في أقسام الامتحانات، و35 ألف مدرسا لتصحيح أوراق الامتحان. وما يمكنُ ملاحظته في امتحان هذه السنة، أن نسبة الممتحنين في مادة التربية البدنية والرياضية قد ارتفع بشكل كبير عما كان عليه الحال في السنوات السابقة الماضية، حيث بلغت 09,97 بالمائة، وهو ما يعني أن كل المترشحين وبمن فيهم الإناث، أصبحوا كلهم تقريبا يمتحنون في هذه المادة، ولا يُعفى منهم إلا من هم عاجزين عن أداء هذه المادة، وحالتهم مُثبتة طبيا.