دعا أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المجموعة الدولية على رأسها العالم المُصنع إلى تحمل المسؤولية في تدهور المناخ ومساعدة القارة الإفريقية على تأمين تنميتها الاقتصادية والوفاء بالتزاماتها إزاء الأهداف الإنمائية للألفية ومنه التمكن من مواجهة التغيرات المناخية, وأكد الرئيس أن إفريقيا لا تسهم في انبعاث الغاز إلا بنسبة 4 بالمئة. الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وفي مساهمة قدمها خلال قمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة العشر المكلفين بالتغير المناخي التي عُقدت أمس بالعاصمة الليبية طرابلس، أكد بأن القارة الإفريقية لا تسهم في انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلا بنسبة ضئيلة لا تتجاوز 4 بالمئة، وعي تُقدم بفضل منظوماتها البيئية وغاباتها الشاسعة، إسهاما لا يُقدر بثمن في الحفاظ على التوازن البيئي في العالم، لكنها رغم ذلك، يضيف، من بين أكبر ضحايا هذا التدهور باعتبارها تُكابد منذ سنوات العديد من الآثار المُضرة جراء هذا الاختلال، كالظواهر الخارقة التي أصبحت تضرب أكثر فأكثر سكان القارة متسببة في ظهور صنف جديد من النازحين واشتداد الفقر وذاك بالرغم من الجهود التي تم بدلها في السنوات الأخيرة للقضاء على هذه الآفات. وأكد الرئيس، الذي كان مرفوقا بكل من وزراء الخارجية، السياحة والبيئة والشؤون المغاربية والإفريقية، أن الفيضانات والجفاف وزحف التصحر تُشكل كلها عوامل تُهدد الأمن الغذائي لشعوب القارة وأوضح أنها ستكون أكثر قساوة في المستقبل ومنه يكون التكفل بها عبء متناميا على ميزانيات الدول ولجاما يكبح برامج التنمية ما لم يتم إسنادها بدعم دولي معتبر مشددا على أن القارة الإفريقية لا يمكنها التغلب على هذه المشاكل بمفردها. في هذا الإطار دعا بوتفليقة المجموعة الدولية إلى تحمل مسؤوليتها لمساعدة هذه القارة على تأمين تنميتها الاقتصادية ومنه الوفاء بالتزاماتها إزاء الأهداف الإنمائية للألفية. واعتبر المتحدث الاجتماع الذي جمع أمس لجنة الدول العشر المكلفة بالتغير المناخي وكذا الاجتماعات السابقة تُبين مدى الأهمية التي يوليها الاتحاد الإفريقي للتغيرات المناخية ومستوى النضج الذي يتحلى به وذهب يقول »إننا نشارك جميعا في تجسيد القرار الذي اتخذته مؤسستنا الموقرة بشأن إدراج استراتيجيات التكيف مع هذه الظاهرة ضمن سياساتنا وبرامجنا التنموية الوطنية منها والجهوية«، معربا عن أمله في أن تصبح النتائج الايجابية لهذه الاستراتيجيات واقعا ملموسا في الحياة اليومية للمواطنين في أقرب وقت، وأن يتم إشاعة وعي حقيقي بالتغيرات المناخية في أوساط هؤلاء عن طريق المنظومة التربوية وشبكات المجتمع المدني. وبعد تأكيده بأن اتفاقية الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية وبروتوكولها يؤكدان جليا مسؤولية العالم المصنع عما نعيشه اليوم، دعا إلى ضرورة أن يكون هذا الأخير في طليعة الكفاح من أجل إبطاء هذه التغيرات وتوقيفها باسم تضامن تتحمل فيه البلدان المسؤولية تاريخيا عن تدهور المناخ القسط الأكبر من الأعباء. وحسب الرئيس فإن المعلومات الموثوقة التي توفرها المؤسسات الدولية لم تُسجل إلا جهود قليلة في هذا المجال، فالالتزامات التي تم التعهد بها،يقول، بريو وكيزتو بقيت خبرا على ورق ومنه لم تستفد القارة الإفريقية لا من تمويل البرامج التكييفية ولا من تحويل التكنولوجيا التي تحتاجها لرفع التحديات التي تنتظرها. وانتقد بوتفليقة ما أسماه »محاولات تجري هنا وهناك من أجل إعادة النظر في المكاسب التي انتزعها الطرف الأكثر تضررا من ظاهرة التغيرات المناخية بشق الأنفس« مواصلا بقوله »هذا الأمر لا يُمكن القبول به البتة وأرى أنه يُقوض الجهود الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق توافقي«، وأوضح أن الموقف الإفريقي المشترك الذي تمت صياغته بمدينة الجزائر شهر نوفمبر من سنة 2008، وجرى تحيينه بنيروبي شهر ماي من 2009، يُقدم البرهان على الإرادة المشتركة في توحيد الموقف في منتديات التفاوض الدولية ويدل على عمق الإدراك للدور الذي ينبغي أن مضطلع به القارة الإفريقية في سبيل الحفاظ على حقها في التنمية وفي تأمين ازدهار شعوبها. وأعرب رئيس الجمهورية عن أمله في أن تتوصل المفاوضات الجارية إلى اتفاق منصف لصالح المجموعة الدولية برمتها خلال ندوة كوبنهاغن المقرر عقدها شهر ديسمبر المقبل مشددا على ضرورة أن تتم هذه المفاوضات التي تُعد العدة للجولة الثانية من التزامات البلدان المتقدمة لمرحلة ما بعد 2012، في كنف الاحترام الصارم لمبادئ الاتفاقية وتدابير بروتوكول كيوتو، وإلا يضيف، لن يُرجى خير من مواصلتها.