تعود »صوت الأحرار« مرة أخرى إلى الدكتور محيي الدين عميمور، الوزير السابق للثقافة والاتصال والرئيس الأسبق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة، وهو يعتبر في طليعة المثقفين الجزائريين الذين يعرفون مصر حق المعرفة، وكان لا بد من أن نحاوره لنفهم إلى أين تتجه الأمور في أرض الكنانة، وفيما يلي نص الحوار . بداية دكتور، هل تعتبر ما حدث في مصر انقلابا ؟ في نظري، هو بالطبع انقلاب أساء إلى القيادة العسكرية الجديدة التي تضم شخصيات لا شك في كفاءتها العسكرية، لكنها بدت محدودة الخبرة السياسية، بحيث أمكن استعمالها كمخلب قط من قبل العاجزين عن الانتصارات في الانتخابات، وبفضل أموال هائلة من الداخل والخارج، مهمتها شراء البلطجية وتمويل تحركات الشبيبة المتمردة. السفير المصري في الجزائر يقول إن ما حدث ليس انقلابا إنما هو تصحيح لمسار ثورة 25 يناير. السفير رجل فاضل ودبلوماسي قدير يمثل حكومته ويصدع بأمرها وليس لي ولا لغيري أن يناقشه. أغير السؤال . الخطاب الرسمي للسلطة المصرية يقول إن الجيش استجاب لمظاهرات عارمة نادت بسقوط محمد مرسي، وهو ما جعله يستجيب لنداء الشعب فيعزل الرئيس ؟. أي تغيير لرأس الدولة خارج إطار الميكانيزمات التي يحددها دستور البلاد هو انقلاب، والقول بغير هذا نفاق وتلاعب بالألفاظ، لكيلا أقول ما يخرج عن أدب الحديث. ما حدث عندنا إذن في 19 يونيو 1965 كان انقلابا ؟ بالطبع، وهو ما أضفت إليه ما عرفته مصر في 23 يوليو 1952. ألفنا أن نسمي هذه ثورة يوليو وذاك تصحيحا ثوريا. ولقد أصبحا بالفعل كذلك. فعندما تتجاوب الأغلبية الساحقة من المواطنين مع ما حدث، سواء بعدم رفضه جماهيريا أو بالالتفاف حوله شعبيا، وعندما يتقدم النظام الجديد بمشروع مجتمع يلبي مطامح المواطنين، وعندما لا يلجأ إلى القتل والنفي والسجن والترهيب بأحجام هائلة تؤكد وجود معارضة شعبية قوية له، وبالطبع، عندما يكون التغيير بإرادة داخلية لا بإيحاء وترتيب خارجي، يتحول التغيير الانقلابي إلى ما هو أكبر من الانقلاب، أما الانقلاب الذي يكون مجرد انتزاع للسلطة فسوف يقضي عليه، إن آجلا وإن عاجلا، انقلاب آخر. وهكذا فإن انقلاب عبد الناصر في مصر وانقلاب بومدين في الجزائر وانقلاب كاسترو ضد باتستا لا يمكن مقارنتها بانقلاب حسني الزعيم في سوريا أو انقلاب بينوشيه في الشيلي أو انقلاب زاهدي وكيرميت روزفلت في إيران. من جهة أخرى، الحديث عن مظاهرات عارمة ضمت ثلاثين مليونا من المصريين فيه الكثير من المبالغة التي تخصصت في إبرازها قنوات تيليفيزيونية ما زال حليب مبارك في فمها، واستعملت الكثير من حِيَل الفوتوشوب، وتداولت أكاذيب مقرفة تسيء للأمة كلها لا للرئيس المعزول فحسب. ولقد نسب قبل أيام للفريق السيسي أنه أرسل رسالة تهديد للرئيس الأمريكي ينذره بأن أي تأييد للطرف الآخر سوف يؤدي إلى مسح إسرائيل من الخريطة في أربعة دقائق. وهذا مثال واحد من عشرات الأكاذيب الموجهة لاستمالة البسطاء والسذج، حيث أن الفريق السيسي شخصية رزينة تعرف حدود التعامل مع القيادات الأجنبية. ولعلك تلاحظ في التظاهرات المضادة للرئيس محمد مرسي أربعة ظواهر لا يمكن أن يتجاهلها عاقل. أولها : نسبة التحرشات الجنسية في ميدان كان قد أصبح في العالم كله رمزا للقدسية الثورية، وقد وصل الأمر إلى حد اغتصاب عشرات من الفتيات، وهو ما يعطيك صورة عن نوعية آلاف المتسربين الذين حقنت بهم التجمعات الثائرة لتضخيم العدد، ومعظم المتسربين كانوا في أغلب الظن بلطجية مدفوعي الثمن، لأن المواطن المصري بطبعه كريم النفس وعفيف التصرفات ولا يسيئ لأي فتاة، حتى ولو كانت من نوعية خاصة تهوى التجمعات المريبة. والكاتب المصري القدير وائل قنديل يضع فلول النظام السابق وزبانيته في مقدمة الحشود التي خدعت الكثيرين بتحركاتها. ثانيها : اختفاء جماعة بلاك بلوك التي كانت تتصدر المظاهرات المضادة للرئيس المصري بأقنعتها وبملابسها السوداء، وهو ما ذكرني باختفاء الأمازونيات حول العقيد القذافي بمجرد اشتعال ثورة ليبيا، وقد تم تطويرها لتتجسد في حركة أسموها تمرد، لتضم عددا هاما من الشباب الغاضب على تصرفات الإخوان، وبوجود أعداد كبيرة من الشباب المسيحي، واعترف نجيب ساويرس بتمويلها، ويؤكد الافتعال أن تلك المجموعات لم تكن تتحرك تلقائيا تسجيل لوائل الإبراشي على قناة دريم أظهره وهو يُملي على الشاب أقواله عبر ورقة ظهرت للحظات على الشاشة. الظاهرة الثالثة هي تركيز الطائرات العمودية على نقل صور الحشود المؤيدة للعملية الانقلابية من كل الزوايا لإثبات ضخامتها، ويقال أن المخرج خالد يوسف هو الذي تولى تحريكها، ومعروف من يمتلك الطائرات العمودية في مصر. الظاهرة الرابعة والأكثر خطورة، هي اختفاء تعبير : ثورة 25 يناير لمصلحة 30 يونيو، مما يؤكد أن ما حدث ثورة مضادة. ولكن كيف استطاعت السلطة الانقلابية تجنيد كل هذه الجموع ؟ العامل الأول هو الأخطاء المتتالية لقيادات الإخوان المسلمين والتي كنت استعرضتها في أكثر من حديث، ولقد تجاوزت الحماقة كل الحدود وذكرتني ببعض ما عرفناه عندنا. أي أن هناك تشابها بين ما تعرفه مصر وما عرفناه نحن في الجزائر ؟ إذا كنت تقصد تشابها مع 19 جوان فليس هناك شبه كبير، ولعل التشابه أكثر مع أحداث بداية التسعينيات. والواقع أن أخطاء الإخوان سبقتها أخطاء المجلس العسكري الذي أدار مصر إثر تخلي مبارك، حيث تجاوز الدستور بعدم تولية رئيس البرلمان مهمة الرئاسة المؤقتة. ولم يتعظ المجلس بما حدث في تونس، ولم يبدأ بتكوين جمعية تأسيسية، وكان من أخطر أخطائه أنه لم يتصرف كما تصرف الرئيس عبد الناصر إثر هزيمة يونيو، حيث قام بتنحية المخابرات الفاشلة والقيادات العاجزة واستبدلها برجال أثبتوا عظمة الجيش المصري، الذي يكون خير أجناد الأرض عندما يجد القيادة الصالحة، وانتصرت مصر بفضل رياض والغمصي وسعد الدين الشاذلي وغيرهم، وهذا هو ما كان يجب أن يتم مع عناصر الأمن التي كانت وراء معاناة الشعب المصري ومثقفيه عقودا. وهكذا تركت الساحة خالية أمام أصحاب الأموال المشبوهة يفرضون إرادتهم على الشارع المصري، الذي يعاني أبنائه من مخلفات عقود ثلاثة من الإهمال والتسيب، وأذكرك بما حدث عند محاكمة مبارك، حيث جُمع المئات أمام المحكمة ليرفعوا شعار : آسفين يا ريس، وهو قمة الذل والعار من مواطنين تناسوا، مقابل حفنة جنيهات، غرق العبارة واحتراق قطار الصعيد وتصدير الغاز إلى إسرائيل وغير ذلك من مهازل الحكم. ولم يكن سرا أن النظام السابق كان يضم عددا هاما من أصحاب الملايير الذين كونوا ثرواتهم بفضل تواطؤ زبانية النظام، وكانوا يشترون أصوات الناخبين في الاستشارات الانتخابية، ويستأجرون البلطجية للتخلص من خصومهم ولإرهاب الباقين، وهذا سر النسبة العالية التي كانوا يحصلون عليها في الانتخابات. ويمكن أن نضيف إلى هذا تأثير الحجم الهائل من الأموال التي جاءت من الخارج لإعداد العمل الانقلابي، وذلك في بلد يوجد فيه ملايين تحت خط الفقر وعشرات الآلاف ممن يسمونهم أبناء الشوارع. والذي حدث هو بالضبط ما كنت حذرت منه في حوار متلفز مع قناة الحياة المصرية في 2011، وهو تمكن الطلقاء من التقاط أنفاسهم وإعداد العدة للانتقام من ثورة الشعب المصري ضد فساد عانى منه طويلا. يا دكتور، لا يمكن أن يكون كل هذا العدد الكبير من معارضي مرسي طلقاء حاقدين أو مرتزقة أو مجرد رافضين لكل ما هو إسلامي ؟ أنا لم أقل أن الأغلبية من المرتزقة، بل كان هناك مئات الآلاف من المواطنين المخلصين، لكن للحشود منطق مختلف، هو منطق كرة الثلج المتدحرجة، فتنطلق قلة منظمة ترفع شعارات تتدرج من المطالبة الهادئة إلى الهتافات الحادة وتغازل المطامح لتلهب الجموع، وتبرز هنا الصورة المعروفة التي تسمى جنون الحشود *la Psychose de masse* لكي أوضح الصورة أكثر. الجلجنايت مادة متفجرة بالغة الخطورة، لكنك إذا أشعلتها بعود ثقاب فإنه سيلتهب كأي حزمة ورقية، حيث أنه لا يعطي طاقته التدميرية إلا إذا استعملت المفجر الذي يطلق تلك الطاقة. هذا ما يحدث مع الحشود. وكان المفجر الحقيقي هو التحريض الممنهج الذي قامت به فئات مدفوعة الثمن، أحسنت استثمار أخطاء قيادات إخوانية سخيفة، واستفادت، كما يؤكد وائل قنديل وعلاء صادق، من دعم البلطجية، وراح الفقراء والعاطلون الذين تتضرروا من المليونيات المتواصلة يضخمون الجموع التي تندد بمرسي، والتي تكاثرت بفضل أعداء التوجه الإسلامي، جهلا أو تجاهلا، وخصوصا بعض الفنانين، الذين عرفنا سقوطهم وابتذالهم خلال أزمة الكرة. وكل هذا ضخمته وسائل الإعلام المعادية لمرسي، والتي تضم أكثر من عشر قنوات فضائية يملكها أصحاب ملايير منهم متهربون من الضرائب ومتعاملون مع الخارج، بالإضافة للعديد من الصحف الخبيرة في الإثارة، وهكذا راح الإعلام المصري، الذي عرفناه جيدا، راح يصب الزيت على النار. واستعاد قول القرءان: فاستخف قومه فأطاعوه، وتم استغلال جنون الحشود/Psychose de masses/ الذي ألغى كل احتكام للعقل أو للمنطق، وتزايد حجم كرة الثلج. ودعم ذلك عجز الرئيس مرسي عن التعامل مع الإعلام، حيث لم يحاول استمالة قيادات إعلامية فاعلة مثل حمدي قنديل ومنى الشاذلي وغيرهما، وكنت قلت ذلك لحمدي منذ شهور، وأحسست بمدى ضيقه من سوء تعامل الرئيس معه. وزاد الطين بلة أن الإعلام المؤيد للرئيس انحصر في التهريج الذي تقوم به قنوات تتمسح في الدعوة الإسلامية، وتمارس الإعلام بشكل مقرف. وربما كان من أخطاء مرسي تعريضه بالرئيس جمال عبد الناصر، الذي يحمل له الإخوان المسلمون الكثير من الحقد نتيجة لما عانوه خلال حكمه، وحتى لو كان ذلك نتيجة لبعض تجاوزاتهم وأخطائهم، وهكذا فقد الرئيس تعاطف قطاع هام من الشارع المصري الذي ما زال يحن لعهد عبد الناصر، الذي حملت بعض الفلول صورته خداعا وتضليلا. إذن، هناك شعب يرفض وشعب يقبل، ألم يكن الجيش المصري على حق في التدخل لفض الاشتباك كما يقال ؟ لو كان ذلك هو ما حدث لكان إنجازا سليما، لكن الجيش انحاز، وكان واضحا أن من يهاجمون مرسي يلقون التفهم الكامل بل والتأييد العملي، وهو ما شاهدناه عندما حملت دبابات الجيش شبابا يصرخ ضد الرئيس المنتخب، ورفعت عليها لافتات تطالب بتنحيه. ما الذي كان بوسع الجيش أن يفعله ؟ لا أعرف، القيادة تقدر الموقف وتتصرف على أساس ذلك، لكن المهم ألا يُستغل الجيش من قبل تيار نعرف جميعا أنه يمثل أقلية نشطة ليس لها عمق جماهيري، ولا تمثل الشرعية الشعبية بأي حال من الأحوال، وارتباطها بفلول النظام السابق وبلطجيته أكثر من مؤكد. هل ترفض إذن الشعار الذي رفعته المعارضة من أن الشرعية الشعبية هي فوق شرعية الصندوق التي يتمسك بها الرئيس المنتخب ؟. بالعكس، الشرعية الشعبية هي التي أسقطت حكم مبارك، لأنها كانت تجسد إجماعا وطنيا ضد رئيس كانت شرعيته تحت مستوى الشبهات، لكن واقع اليوم يقول أن هناك شرعيتان، ومن العسير أن ينكر أي إنسان ضخامتها عند هذا الطرف أو ذاك. لكن مطالبة المعارضة بتكوين حكومة ائتلافية فيها الكثير من المنطق ؟ بل فيها الكثير من المزايدة، إذ أن الحكومة الائتلافية لا يمكن تكوينها إلا بعد انتخاب مجلس وطني تتعدد فيه الاتجاهات الحزبية، وهو ما كان يفترض أن تعمل المعارضة على انتزاع أكبر حجم ممكن من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، أي انتزاع أغلبية تمكنها من سحب الثقة، ديموقراطيا، من الرئيس المنتخب، لكن هذه الانتخابات ميعتها قرارات قضائية بدت مسيسة ومنسجمة مع إرادة متناقضة مع مسعى الرئيس. ولكن، من يضمن نزاهة الانتخابات ؟ ومن قام بضمان نزاهة الانتخابات والاستفتاءات السابقة وحيادها، أليس هو الجيش ؟ وبالتالي، ما الذي كان يمنعه من الإشراف على عملية الانتخابات، بل ودعوة مراقبين دوليين للاطمئنان إلى نزاهتها، وإذا انتزعت المعارضة أغلبية المقاعد أمكنها إزاحة الرئيس ديموقراطيا بنزع الثقة منه في البرلمان. غير أن المعارضة، التي لم يكن يجمعها إلا كره مرسي بل والشعب الذي جاء به على حسابها، راحت تطالب بحكومة وطنية. وما العيب في ذلك ؟ من الذي سيختار أعضاء الحكومة الوطنية لتكون فعلا حكومة وطنية. هذه ديماغوجية، وراءها محاولة البعض انتزاع مواقع لا تؤهلها لهم الاختيارات الشعبية. أنت تشكك إذن في نزاهة المعارضة ؟ في قرون ماضية كان اليابانيون يضعون أقدام الفتيات في أحذية حديدية لتظل صغيرة، وتلبس الفتيات سنوات طويلة تلك الأحذية، التي تعطي، عند نزعها بعد البلوغ، أقداما صغيرة مشوهة، ولا يستطيع العضو الذي أبدع الخالق جل شأنه في تصويره القيام بدوره العادي، سيرا وحفظا للتوازن. هذا ما حدث للمعارضة، فقد حولتهم سنوات القمع الطويلة التي تعرضوا لها من نظام كان يريدهم مجرد ديكور ديموقراطي إلى أفراد حاقدين عندما لم يجدوا موقعا في النظام الجديد، ولهذا تصرفوا بإسفاف يخجل منه الإسفاف، وراحوا ينتقصون من أهمية صندوق انتخابات يعرفون أنه لن يمنحهم حتى الهزيمة المشرفة، ووضعوا أنفسهم في خدمة الثورة المضادة. لكن نظام مرسي فشل في تحقيق الكثير مما وعد به، واتجه نحو أخونة الدولة ؟ هذا الكلام غير صحيح بشكل مطلق، وأي مراقب نزيه يعرف جيدا أن الرجل كان يبذل قصارى جهده وهو بين نارين من الضغوط، ضغوط جماعة الإخوان المتكلسة، وضغوط المطالب اليومية الملحة، وضاعف من متاعبه ما واجهه، منذ اليوم الأول، من حملات التشويه والاستفزاز بل والإهانات المتعمدة. وعندما أهديت له درجة جامعية في باكستان راح أحد المشبوهين أخلاقيا يسخر منه بارتداء نفس العمامة الباكستانية، وهي من طقوس الدكتوراه في باكستان. ولست أدري كيف يحترم الناس أمة تهين رئيسها بهذا الشكل. ولكن، ما هي إنجازاته ؟ ليست إنجازات هائلة، ولكن مجرد عدم انتقام مرسي ممن أهانوه هو إنجاز يشرفه، والواقع أن من أخطاء الرئيس أنه أسرف في إعطاء الوعود، بالإضافة إلى أن كل إنجاز استفاد منه المواطنون جاء معه بآلاف المتضررين منه، وهم اليوم جزء من الثورة المضادة التي تحركت بهذا الضجيج الهائل ضده. ويجب ألا ننسى أن مرسي استطاع إنهاء سيطرة العسكر على الحياة السياسية بإحالته سبعين جنرالا في يوم واحد إلى التقاعد، ومن حقك أن تتساءل هل أن كل أولئك ركنوا إلى حياة التقاعد، أم أن زوال السلطة التي كانت توفر لهم مجالات نشاطات مربحة جعلت منهم أعداء شرسين يتحينون الفرصة للإطاحة بالرئيس الإخوانجي. ولقد استطاع مرسي أن ينهي أزمة طوابير الخبز التي ضاعت فيه أرواح مواطنين عبر السنوات الماضية، لكن هذا أثار أصحاب المخابز الذين كانوا يستفيدون من دعم الدولة للقمح، ويبيعون كميات منه في السوق السوداء على حساب الخبز الموجه للمواطنين. وكان اتجاه مرسي لتنظيم سوق المازوت والبنزين والسولار (المستعمل في إدارة الآلات الزراعية وغيرها) استعداء لجموع المستفيدين من تهريب المحروقات لبيعها في السوق السوداء، ومن بينهم أصحاب محطات وقود لا توجد إلا على الورق، ولكنها تتلقى أطنانا من المحروقات، وانضمت كلها، أو من استطاعت تأجيره من العاطلين، إلى حشود المنادين بسقوط مرسي. وكانت استعادة الحكومة للأراضي الزراعية التي أقيمت عليها مبان عشوائية واحدا من أسباب السخط على مرسي، كما أن إفلات مجرمين من العقاب حُسب على الرئيس في حين أنه ناتج عن قصور في الأداء القضائي، وسواء كان مقصودا أم غير مقصود.عدد مرات القراءة الكلي : 1 مرة | عدد مرات القراءة اليومي : 1 مرة أضف إلى: التعليقات (0 مرسل): أضف تعليقك اسمك: أضف تعليقاتك: