يعتبر جاك فارجيس من أهم المحامين الفرنسيين والأكثر قوة وإثارة للجدل وشهرة في العالم بدءا بمرافعاته الشهيرة عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد إبان حرب التحرير الجزائرية أين دافع عنها حتى نالت حريتها بعد أن كاد ينفذ عليها حكم الإعدام من قبل السلطات الفرنسية، ثم تزوجها شاهرا إسلامه وأنجب منها طفلين مريم وإلياس. فارجس الذي ناهض الاستعمار الفرنسي للجزائر، هو من أم فيتنامية و أب من جزر الريونيون الفرنسية، ولد في 5 مارس 1925 في تايلاندا وألّف عددا من الكتب ونشر كتابا في تلك الفترة بعنوان »فدائيون«. وقد عاش المحامي فارجس المتخصص في القانون الجنائي حياة شخصيات روائية، فقد كان مقاوما ضد النازية وانتسب إلى الحزب الشيوعي لكنه تركه في 1957 لأن مواقفه لم تكن حازمة بما فيه الكفاية إزاء الجزائر. وقد فرض نفسه مدافعا عن الشخصيات المدانة من التاريخ للاستعمار، حيث تزوج البطلة الجزائرية »جميلة بوحيرد« المناضلة في جبهة التحرير، و كان لا يبالى بالقضاء الفرنسي حيث كان يستفزه من خلال إنشاد النشيد الوطني الجزائري إضافة إلى اعتزازه بالعلاقة القديمة والتاريخية مع منظمة التحرير الفلسطينية ورموزها . وكان الرجل القصير القامة صاحب الوجه الساخر والنظارات المستديرة والشعر القصير المولع بالسيجار، مقربا من شخصيات سياسية من العالم أجمع وكذلك من سائر المناضلين الذين كانوا يعملون في السر، مثل الحركات التي نفّذت هجمات في السبعينيات والثمانينينيات و»الثوري« الفنزويلي كارلوس والناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، إلى جانب مجرم الحرب النازي كلاوس باربي والدكتاتور اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسفيتش وقائد الخمير الحمر السابق كيو سامفان. وردا على سؤال لصحيفة فرانس سوار في 2004 »كيف تكون محامي صدام حسين؟« قال جاك فيرجيس إن »الدفاع عن صدام حسين ليس قضية ميؤوس منها، بل الدفاع عن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش هو الميؤوس منه« وأعرب العديد من المحامين الفرنسيين عن تقديرهم لهذا »العملاق« في نقابة المحامين. حيث قالت ايزابيل كوتان بيري محامية كارلوس التي بدأت مشوارها إلى جانبه سنة 1981 لوكالة فرانس برس »كانت فرصة لا تصدق«، وأضافت ايزابيل»كانت له نظرة سياسية مثالية لمهمة المحاماة وتجربة فريدة من نوعها في اكبر صراعات القرن العشرين«. وفي 1970 ترك عائلته واختفى ثماني سنوات وقد ترك اللغز يحوم حول تلك الفترة و التساؤلات »هل كان إلى جانب الفلسطينيين؟ أم في كونغو ما بعد باتريس لومومبا؟ أم في كمبوديا بول بوت؟ هل التقى كارلوس، كما توقعته اجهزة الاستخبارات الفرنسية لكنه اكتفى بالإشارة إلى عطلة كبيرة في مكان بعيد جدا في شرق فرنسا. عقب وفاة المحامي جالك فارجاس تومي تشيد بمدافع مستميت عن القضايا العادلة أعربت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن تعازيها الخالصة عقب وفاة المحامي جاك فارجاس يوم الخميس الماضي بباريس واصفة إياه بالمدافع المستميت عن القضايا العادلة. وكتبت تومي في برقية التعازي أن الفقيد كان محاميا شابا كله التزاما وقناعة، حيث ساند منذ سنة 1957 القضية الوطنية )...(، معززا الكرامة الانسانية بفضاءات أوسع ضد الظلم والاستعباد. وذكرت الوزيرة أن من بين أشهر محاكمات القرن ال 20 التي ترافع فيها المحامي جاك منصور فارجاس كانت قضية جميلة بوحيرد مناضلة المنطقة الحرة للجزائر العاصمة التي أصيبت بجراح بليغة وتم اعتقالها بقصبة الجزائر العاصمة. كما أكدت تومي أن نضال والتزام الفقيد قد ميزا القرن ال 20 وسيطبعان بكل تاكيد تطور العالم باتجاه تحرره من خلال كسب فضاءات جديدة اكبر من الكرامة والعدالة والإنصاف كما كان يناضل من أجله الأستاذ فارجاس. هذا ما قاله فارجيس وهو يدافع عن المجاهدة جميلة بوحيرد ''علاقة محبة كانت تربطني بالجزائريين'' »علاقة محبة كانت تربطني بالجزائريين« ذلك ما صرح به المحامي المناهض للاستعمار جاك فارجيس عندما قدم إلى الجزائر ليدافع عن المجاهدة جميلة بوحيرد، الذي توفي الخميس الماضي بباريس إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 88 سنة. وحسب المؤرخين يشكل شهر أفريل 1957 منعرجا حاسما في مسار المحامي الشاب الذي لم تكن له سوى خبرة 18 شهر عندما استدعي للدفاع عن المجاهدة. وكان في بادئ الأمر مناضلا في الحزب الشيوعي الفرنسي الذي غادره لموقفه أنذاك حيال القضية الجزائرية ليلتحق بجبهة التحرير الوطني التي نضال في صفوفها تحت اسم »منصور«. وغداة الاستقلال تحصل جاك فارجيس على الجنسية الجزائرية وأصبح فيما بعد مسؤولا بديوان وزير الشؤون الخارجية. وفي جانفي الفارط تم تكريمه لأعماله النبيلة لصالح القضية الجزائرية ونضاله من أجل استقلال الجزائر. وسلم القنصل العام للجزائر رشيد والي باسم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للمناضل شهادة اعتراف وميدالية تشريفية، وهذا خلال حفل إحياء للذكرى المزدوجة لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 و استقلالية الجزائر. رائد من رواد المحاماة ومدافع متحمس عن حقوق الإنسان أشادت هيئة المحاميين الفرنسيين غداة وفاة جاك فرجيس بهذا الفارس المغوار في مجال المحاماة معتبرة إياه مدافعا يتميز بالشجاعة والاستقلالية. وأشار المحامي جورج كيجمان إلى أن جاك فارجيس كان عملاق هيئة المحاميين في باريس. وحيا زميله الأستاذ شاريير بورنازيل هذا المحامي المتألق والشجاع والمستقل. واعتبر من جهته رئيس نقابة المحاميين في هذا الصدد أن المحامي ليس بالمرتزق بل هو فارس وجاك فارجيس يعد فارسا من هؤلاء الفرسان. وأكد الأستاذ بول لومبار أحد المحامين المشهورين في هيئة المحاميين بباريس في رده عن أولائك الذين كانوا يلقبونه بمحامي القضايا الميؤوس منها أنه من حق كل شخص أن يكون له محاميا مهما كانت التهم المنسوبة إليه. أما الأستاذ ريمي بونيفاس فذكر بمناقب وخصال جاك فرجيس، بحيث أكد في هذا الشأن »لقد خسرنا محاميا مميزا بوعيه وذكائه وشجاعته.