توفي المحامي وصديق الثورة الجزائرية «جاك فيرجيس» والشخصية الأكثر جدلا في فرنسا، أول أمس، عن عمر ناهز 88 عاما، الرجل المعروف بفارس الدفاع عن القضايا المثيرة والحساسة، مناهضا للاستعمار ومختلف أشكال الكولونيالية والهيمنة، والمدافع عن البطلة الجزائرية جميلة بوحيرد المجاهدة التي حكم عليها القضاء بالإعدام قبل أن يعفى عنها. ففرض الرجل نفسه مدافعا عن الشخصيات المدانة من التاريخ. ويعد جاك فرجيس الذي اشتهر بقناعاته المضادة للاستعمار، أحد الناشطين في شبكة الدفاع عن الثورة الجزائرية، ومن المدافعين عن المناضلين الجزائريين على غرار «جميلة بوحيرد» التي ألقي القبض عليها في أفريل 1957، وبعد الاستقلال في 1962 استقر فرجيس بالجزائر ليتولى منصب رئيس ديوان وزير الشؤون الخارجية، وأسس مجلة تحتضن قضايا العالم الثالث مولتها جبهة التحرير الوطني. هذه المبادئ التي تحلى بها جعلت منه مقربا من شخصيات سياسية في العالم، وكذا من المناضلين الذين كانوا يعملون في السر الفنزويلي الثائر كارلوس والناشط اللبناني جورج ابراهيم عبد الله. وكان الرجل قد تم تكريمه في جانفي الفارط لأعماله تجاه القضية الجزائرية ونضاله من اجل استقلال الجزائر حيث قدم له القنصل العام للجزائر باسم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شهادة اعتراف وميدالية شرف بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال، وهو التكريم الذي أثر فيه كثيرا.