ما زال سر انتحار الضحية التي عثرت عليها مصالح الحماية المدنية لولاية قسنطينة مشنوقة بحبل ومعلقة على شجرة بالخروب يوم الخميس من نهاية ألأسبوع تشكل لغزا من الصعب فك طلاسمه لدى أهل الضحية والجيران لاسيما والضحية حسب الجيران يتمتع بسمعة طيبة ولا يعاني من أي مشاكل. فقد كشف لنا إحدى جيران الضحية أمس السبت أن الضحية ( ب.ع) البالغ من العمر 52 سنة يقطن بمنطقة سيدي عمر مدخل المدينةالجديدة ماسينيسا، ويعمل حارسا في بلدية قسنطينة وأب لسبعة أطفال 04 ذكور و03 بنات، أكبرهن تحضر لشهادة البكالوريا للموسم الدراسي الحالي 2009/2010، أن الضحية قبل انتحاره، اشترى لابنته الكبرى لوازم الدراسة من ألبسة وأدوات مدرسية وقدمها لها في الليلة الأخيرة من وفاته، تروي ابنة الضحية إلى إحدى الجارات حسب ما روته مصادرنا، وكان ما يُحَيِّرُهَا أكثر الكلام الذي وجهه والدها لها، وهي تشكره على ألبسة الدخول المدرسي قائلة (ربي يعيشك لنا يا بابا) فرد الوالد الضحية بالقول: »أنا لن أعيش معكم ولكن جهزي لي نعجتي واعتني بإخوتك الصغار«، تلك هي الكلمات الأخيرة التي سمعتها البنت الكبرى من أبيها قبل أن يأتيهم الخبر بأن والدهم عثر عليه مشنوقا بحبل. ويؤكد مصدرنا أن الحبل الذي كان ملفوفا على رقبة الضحية لونه ابيض ومخصص لنشر غسيل الملابس، غير أن مسالة الانتحار ما زالت تشكل لغزا كبيرا لدى الأهل والجيران، كون الضحية يتمتع بسمعة طيبة ولا يعاني من مشاكل عائلية، فيما راحت بعض المصادر تقول أن أسباب الانتحار قد تعود إلى مشاكل مهنية، أو أن الضحية لم يجد ما يعيل قوت أولاده، وقد وجد هذا الأخير نفسه محاصرا بين مصاريف الدخول الاجتماعي وعيد الفطر إضافة إلى مصروف رمضان، لاسيما وهو رب أسرة أمام الأجر الزهيد الذي يتقاضاه الحراس والذي لا يسمن ولا يغني من جوع، رحل الوالد وترك لأسرته حكاية النعجة لغزا يصعب حله.