أكّد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا قضية لها في الشرق الأوسط سوى النفط وأمن إسرائيل، مشيراً إلى أن هذا الكلام جاء على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، بينما رأى مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون »أصعدا نفسيهما إلى ذروة الشجرة ولا يعرفان كيف ينزلان عنه«. قال المقداد في حديث خاص لقناة »روسيا اليوم«، إن واشنطن ليست ملتزمة بحقوق الإنسان ولا بالقانون الدولي وليست صديقة للدول العربية بل هي حليفة للإرهابيين في سوريا، وأوضح المقداد أن الولاياتالمتحدة خرجت عن القانون الدولي منذ حربها على فيتنام وأنها لا تنصاع للشرعية الدولية لذلك ضربت العراق خارج أطر مجلس الدولي. وأضاف المقداد أن واشنطن تقوم حالياً بالتحالف مع أدواتها في المنطقة العربية كالسعودية ودول أخرى من أجل شن الحروب، مشيرا إلى أنه لو أرادت الولاياتالمتحدة أن تتدخل إنسانياً فكان أجدى بها أن تدعم الحكومة الشرعية في سوريا التي تحارب »الإرهاب« والتدخل لمنع عملائها في المنطقة من دعم »الإرهابيين«. ودعا نائب وزير الخارجية السوري، القوى العالمية التي تمارس ترسيخ الأمن والسلم الدوليين لثني واشنطن من القيام بمغامرات جديدة على نسق العراق وليبيا وأفغانستان على الأقل، وكشف المقداد عن أن فريق الأممالمتحدة قدم له ورقة تشير إلى أن الأسلحة الكيميائية استعملت 49 مرة في سوريا، من بينها الحادثة الأخيرة في الغوطتين، وأكد أن سوريا طالبت منذ أشهر بأن تأتي لجنة للتحقيق بحادثة خان العسل لكن الأطراف الغربية عرقلت قدوم اللجنة. وشدّد المقداد، على أن المجموعات المسلحة هي من استعملت هذا النوع من السلاح، مؤكداً أن الحكومة السورية لا يمكن ان تقوم بهذا العمل ضد شعبها وجيشها، في حال وجدت الأسلحة الكيميائية في البلاد، وأعاد للأذهان أن سوريا قالت أن غاز السارين استخدم ضد قوات الجيش عدة مرات. وفيما يخص الموقف التركي فقد أشار المقداد إلى أنه غارق في الدماء بسوريا، ولولا الدور التركي لما شهدت بلاده الدمار والقتل، وأوضح أن »تركيا تقودها حكومة إخوان متطرفة تحاول إعطاء وجه إنساني إسلامي لدورها لكنها لا تمت بصلة إلى الإسلام وهي تدعم الإرهابيين وفتحت حدودها لهم ليدخلوا إلى سوريا«. ورحب المتحدّث بالموقف الأردني الذي قال بأنه لن يسمح بأن تكون أراضيه منطلقاً لأي حل عسكري »لكننا نلاحظ ما يتناقض مع هذا الموقف«، وتابع القول إن أي تهديد لأمن سورية سيأتي من الجبهة الجنوبية سيتم الرد عليه بما يتناسب معه، وأنه في حال سقطت سوريا فإن التكفيريين سينقضون على الأردن. وفي الأخير، شدّد المقداد، على أنّ سوريا شعباً وقيادة مستعدة لجميع الاحتمالات وتؤمن بقدرات جيشها على المواجهة، كما أنها تؤمن بموقف حلفائها أيضا، وتوجه المقداد بالشكر إلى روسيا شعباً وحكومة لوقوفها في الجانب الأخلاقي من الأزمة التي تواجهها سوريا، مضيفا أن روسيا وقفت إلى »جانب الحق الذي يحارب الإرهاب« بعكس الأمريكي. من جانبه، رأى مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون »أصعدا نفسيهما إلى ذروة الشجرة ولا يعرفان كيف ينزلان عنها«، في إشارة إلى تورطهما بخصوص التدخل العسكري في سوريا. وأوضح الجعفري أمس الأول، أن أوباما يخضع لضغوط هائلة من اليمين المتطرف والصهيونيين الجدد ومن إسرائيل وتركيا وبعض العرب، معتبراً أنه أحسن صنعا بمحاكاة ما فعله كاميرون من حيث إحالة قرار العدوان على سوريا إلى الكونغرس. ولفت الجعفري إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري استخدم تعبير »دلائل ذات مصداقية عالية« عندما اتهم الحكومة السورية باستخدام الكيميائي، معيداً للأذهان أن ذات التعبير استخدمه كولن باول في مجلس الأمن عام 2003 لتبرير غزو العراق عندما قال إن لديه »دلائل ذات مصداقية عالية« وبالتالي فإن من أخطأ بحق العراق يعيد تكرار نفس الخطأ ويستخدم نفس المصطلحات. يشار إلى أنّ البيت الأبيض الأمريكي، أعلن أن الرئيس باراك أوباما أرسل الى مجلسي الشيوخ والنواب مشروع قرار بشأن الحصول على موافقة الكونغرس لإجراء عملية عسكرية في سوريا. ومشروع القرار مدون في صفحة واحدة، ويتضمن إشارة إلى قانون الصلاحيات الحربية الصادر عام ,1973 الذي ينص على منح الرئيس الحق في استخدام القوات المسلحة الأمريكية في عمليات خارجية لمدة لا تزيد عن 60 يوما، دون إعلان الحرب على تلك الدولة، لأن إعلان الحرب، بموجب دستور الولاياتالمتحدةالأمريكية، هو من صلاحيات الكونغرس فقط. وجاء في مشروع القرار »يستخدم الرئيس الحق الذي منحه إياه الدستور باستخدام القوات المسلحة للولايات المتحدةالأمريكية، لاعتقاده بضرورة وإمكانية ذلك بالنظر لاستخدام السلاح الكيميائي أو أي سلاح آخر من أسلحة الدمار الشامل في النزاع السوري«. وقال جون بينر، رئيس مجلس النواب والمسؤولون الجمهوريون الآخرون، في بيان إنهم يرحبون بكون الرئيس طلب الإذن لتدخل عسكري في سوريا، وأضافوا أنه بالتشاور مع الرئيس، فإنه من المتوقع أن يبحث الكونغرس هذا الإجراء خلال أسبوع في التاسع من سبتمبر.