سادت أجواء من الارتياح و التفاؤل أوساط عمال الصلب مركب الحديد والصلب » أرسيلور ميتال عنابة« وذلك عقب الإعلان يوم الثلاثاء الماضي عن مبدأ استعادة المجمع الصناعي العمومي سيدار ملكيته لمركب الحجار المرتقب قريبا من خلال رفع حصة رأسماله من 30 إلى 51 بالمائة. أعرب كل العمال سواء بمواقع العمل المرتبطة بسلسلة الإنتاج أو بالمرافق الإدارية والخدماتية التابعة لمصنع »أرسيلور ميتال« بعنابة عن تفاؤلهم بحلول مرحلة للاستثمار »الجدي« الذي لن يتجسد -كما أشاروا إليه- إلا بإقدام الدولة على إعادة بعث أحد أهم قواعد الصناعة الثقيلة في الجزائر . وفي هذا الصدد وصف أحد عمال المركب »ب- سليم« 49 سنة في استجواب أجرته وكالة الأنباء الجزائرية الشراكة التي تجمع منذ أكتوبر 2001 المجمع الصناعي العمومي سيدار بالشركة الهندية الأولى عالميا في مجال الحديد والصلب ب»الفاشلة« بالنظر -كما أشار إليه- إلى التراجع المسجل في مستويات الإنتاج ومناصب العمل . وأوضح بأنه على الرغم من أنه ليس مختصا في المجال الاقتصادي لتحليل وضعية المؤسسة لكن بالمقابل تساءل قائلا »هل نستطيع الحكم على تجربة الشركة الهندية منذ قدومها بالنجاح لاسيما إذا رأينا بأن أجواء العمل تدهورت«. من جهته ذكر عامل آخر عضو بالمجلس النقابي للمؤسسة »ع-جمال« أن مركب الحجار الذي دخل تجربة الشراكة بأزيد من 11 ألف عامل لم يحقق من المخطط الصناعي الذي أدرج لهذه الشراكة غير تقليص عدد العمال بنحو 50 بالمائة . وأضاف متسائلا » أين هي الأهداف الاستثمارية التي كانت مرتقبة «، معتبرا أن القرار المتخذ يعتبر »استقلالا لصناعة الحديد والصلب ومركب الحجار« الذي يبقى -كما أكد- القاعدة الصناعية الرمز للصناعة الثقيلة في الجزائر والوجهة الاقتصادية الواعدة لمنطقة عنابة وسكانها . وبالنسبة لجمال فإن المثال الحي الذي يعبر عن فشل الشراكة مع الشريك الهندي يكمن في الحركات الاحتجاجية التي عرفها منذ مدة مركب الحجار. يذكر في هذا الإطار أن الإضراب الأكثر تأثيرا على هذه الشركة كان في جانفي 2010 لما أقدم عمال المركب على الدخول في إضراب لمدة 9 أيام كاملة للمطالبة بتطبيق مخطط الاستثمار. وبكثير من التفاؤل والحكمة يعقب عامل آخر بمركب الحجار »ح-سعيد« ليؤكد بأن »الدولة الجزائرية لوحدها كفيلة ببعث الاستثمارات الضرورية والمستعجلة لإعادة بعث سلسلة الإنتاج«، لافتا في هذا السياق إلى» ضرورة إعادة تأهيل الفرن العالي رقم 2 الذي يشغل لوحده أزيد من 300 عامل ويمر حاليا بفترة استغلال حرجة لتجهيزاته، بالإضافة إلى تأهيل وتقويم مختلف تجهيزات سلسلة الإنتاج وعصرنتها«. نفس أجواء التفاؤل شهدتها أوساط مجموعة من الإطارات الجزائرية التابعين للمديرية العامة لمؤسسة »أرسيلور ميتال« عنابة والذين صرحوا أن مخطط الاستثمار المعد لتقويم المركب كفيل بالنهوض بصناعة الحديد والصلب وترقيتها بمنطقة عنابة.وقد رفض العديد من مسؤولي »أرسيلور ميتال« عنابة أي تعليق سابق لأوانه كون مشروع الاتفاق لا يزال محل تفاوض .