أكد خليفة بن جديد شقيق الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، أمس، أن هذا الأخير لم تتم إقالته وإنما قدم استقالته يوم 11 جانفي,1992 فيما أوضح اللواء حسين بن معلم أن بن جديد لم يُفرض لقيادة البلاد بعد وفاة هواري بومدين وقد قبل بالمسؤولية للظروف التي كانت تعيشها البلاد آنذاك. ● بصعوبة كبيرة وبتأثر شديد تناول خليفة بن جديد الكلمة في الذكرى الأولى لوفاة الرئيس الشاذلي بن جديد، افتتحها بعلاقة المرحوم بالرئيس الراحل هواري بومدين التي كانت مبنية حسبه على الوفاء، ليقول إن بن جديد كان الذراع الواقي لبومدين، مستدلا بوقوفه ضد محاولة الانقلاب سنة .1967 وأوضح ذات المتحدث في الوقفة التي نظمتها جمعية »مشعل الشهيد« بقصر الثقافة أنه كان من الصعب أن يحكم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد بعد هواري بومدين باعتبار هذا الأخير كان »زعيما للأمة العربية«، ليصف الظروف التي تحمل فيها أخاه المسؤولية ب»الصعبة جدا«، وأشار إلى أنه بلغ شقيقه الانتقادات التي طالته من قبل مسؤول سام عقب تعيين قاصدي مرباح أمينا عاما لوزارة الدفاع الوطني، وإطلاق سراح الرئيس الأسبق الراحل احمد بن بلة والسماح للمعارضين السياسيين بالعودة إلى أرض الوطن، إلى جانب حرية السفر، مضيفا أن الرئيس بن جديد أجابه حينئذ قائلا» قله نعم أنا الذي قمت بكل هذا ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا«. ورثي خليفة بن جديد الرئيس الراحل بالقول» يكفيك فخرا أن تحمل لقب أب الديمقراطية وتأسيس الجمهورية الثانية في الجزائر بموجب دستور1989 «. وحول جدل الإقالة أو الاستقالة للرئيس بعد توقيف المسار الانتخابي في شتاء ,1991 أشار المتحدث إلى أن الرئيس الراحل قدم استقالته ولم يقل كما يروج له، ليضيف أنه علم بالقرار من عند أخيه شخصيا قبل أن يبث على التلفزيون بثلاثة أيام، ورأى أن ذلك كان على أساس القسم الذي أداه واحترام الدستور وقوانين الجمهورية، مشيرا إلى أن الفقيد كان يقول لن أتحمل هذه المسؤولية لأنني سأحاسب وحدي أمام الله«. واعتبر خليفة بن جديد القول إنه تم انقلاب ضد الرئيس بن جديد» خطأ وتزييفا للتاريخ«، ليشن هجوما ناريا على خصومه الذين » شتموه وحملوه كل مصائب الدنيا«. أما اللواء حسين بن معلم فقد قال أن الشاذلي بن جديد لم يفرض لخلافة الرئيس الراحل هواري بومدين، واعتبر ما تم تداوله في هذا الموضوع خطأ تاريخيا، بل ذهب إلى القول أن الظروف آنذاك هي التي جعلته يقبل بحكم البلاد. وتحدث بن معلم الذي كان قائدا للناحية العسكرية الرابعة عن علاقته بالرئيس الذي كان في اتصال دائم معه بعد نشوب مشاكل الحدود مع ليبيا، إلى جانب قرار ترقية اليزي إلى ولاية بعد 3 اجتماعات للحكومة في الجنوب لدراسة المشاكل الإستراتيجية. وأوضح ذات اللواء أن الرئيس الراحل تأثر كثيرا معنويا بأحداث 5 أكتوبر خاصة وانه كان يقوم بمجهودات كبيرة لخدمة الشعب، مشيرا إلى أن همه الوحيد كان خدمة مصلحة البلاد العليا. وفي تدخله أبرز اللواء عبد الحميد جوادي خصال الشاذلي بن جديد في مقدمتها التعقل والإنصات للآخرين ومرونة في التعامل مع مرؤوسيه عندما كان قائدا على الناحية العسكرية الثانية، مبديا مدى حرص الرئيس على الحفاظ على مصالح الجزائر. من جانبها، عادت الوزيرة السابقة زهور ونيسي إلى الحديث عن تواضعه و كيفية عرض المنصب الوزاري عليها، وكيف كان يساعدها ماديا ومعنويا لإنجاح المهمة التي أوكلها إليها، موضحة انه رد عليها قائلا عندما أخبرته بعدم قدرتها على المسؤولية» هل خلقنا نحن مسؤولين، علينا كلنا أن نخدم الشعب«. وبدوره، سرد الإعلامي سعد بوعقبة بعض الحوادث تعكس تعامل الرئيس الراحل مع أسرة الإعلام، وقال انه لم يمارس الصحافة بحرية مثلما مارستها في عهده، وأضاف أنه »لم يتابع قضائيا إلا بعد رحيله«. وفي كلمته، كشف الأمين العام لاتحاد الفلاحين محمد عليوي العلاقة التي كانت تجمع الشاذلي بن جديد بالفلاحين ، ودعوته إلى الحفاظ على ارض الجزائر والقرارات التي اتخذها من اجل النهوض بالقطاع الفلاحي.