يشرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، السبت المقبل، بورقلة على ندوة جهوية لمناضلي الحزب بولايات الجنوب، تندرج في سياق التواصل المباشر مع القاعدة النضالية، عبر عقد ندوات للإطارات والمناضلين في مختلف جهات البلاد، كانت بدايتها من وهران ثم سطيف وأخيرا البليدة التي، ستحتضن ولايات الوسط في الرابع والعشرين من هذا الشهر. وتكمن أهمية هذه الندوات التي تجرى تحت الإشراف المباشر للأمين العام، في أنها تأتي بعد دورة اللجنة المركزية التي فصلت نهائيا في مسألة الشرعية، كما أنها تأتي قبل استحقاقات سياسية حاسمة، تتطلب من حزب جبهة التحرير الوطني الاستعداد لها من الآن. أيضا، فإن الأهمية التي تكتسيها هذه الندوات تنبع من أنها بادرة، جديرة بالتنويه، إذ أن هذه اللقاءات تمكن القيادة، ممثلة في شخص الأمين العام، من التواصل المباشر مع القاعدة النضالية دون وسائط، مما يسهم في إرساء ثقافة الاتصال وتقاليد الحوار. وهذا ما يتوق إليه المناضلون، بغية إسماع صوتهم وتبليغ انشغالاتهم والتعبير عن آرائهم. إن اعتماد الأمين العام لهذا الأسلوب نابع من الإيمان الراسخ بأن إعادة اللحمة وتحقيق المصالحة ولمّ الشمل وتوحيد صفوف الحزب هي الضامن الأكبر للحفاظ على قوة وقدرة الأفلان على لعب دوره الريادي في الساحة السياسية الوطنية، بالنظر إلى المواعيد والاستحقاقات السياسية المقبلة، وفي مقدمتها تعديل الدستور والانتخابات الرئاسية. إن الحوار والتواصل المباشر مع القاعدة يمكّن المناضلين من الإطلاع أكثر على خارطة الطريق التي ينتهجها الحزب في المرحلة القادمة، كما تجعلهم على بيّنة من مواقف الحزب من مختلف القضايا الداخلية والإقليمية والدولية، وهذا حتى يكون المناضل عن دراية ووعي بما تقتضيه المستجدات من قرارات لمواجهة التحديات الراهنة. لعل من بين هذه التحديات الكبرى التي يتعين على مناضلي وإطارات الأفلان العمل على إنجازها على المستوى الداخلي، هي التعجيل بتكريس الوحدة ولمّ الشمل وإعطاء المصالحة بين أبناء الحزب الأولوية التي تستحقها. ضمن هذا السياق لا يخفي الأمين العام للأفلان توجهه الواضح، من خلال تأكيده على أن وحدة الحزب أولى من تشكيل المكتب السياسي. الأفلان لا يتوانى في ترتيب البيت الداخلي والعودة القوية إلى قيادة العمل السياسي الوطني، عبر تنشيط العمل الجواري للهيئات القاعدية النضالية، وإقامة روابط وتحالفات متينة مع القوى السياسية التي تتقاسم معه ذات المبادئ والقيم والتوجهات، أو تلك التي تشاطره في المواقف. إن حزب جبهة التحرير الوطني ومن منطلق الحرص على أن يكون فاعلا أساسيا ومحركا للحياة السياسية في المرحلة الراهنة والقادمة، لا يمكنه إلا إنجاز الوحدة وتجاوز الخلافات الداخلية، فالساعة هي لرأب الصدع وتوحيد الحزب الذي، هو مطالب قبل غيره من القوى السياسية بالمبادرة وقيادة الحركية السياسية في البلاد باتجاه إنجاز المهام الوطنية، في إطار من التوافق والتوازن والانسجام والأمن والسلمية. تلك هي الرسالة التي يحملها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في لقائه مع المناضلين في ولايات الجنوب، تحدوه إرادة قوية في تحقيق المصالحة ووحدة الصف، ليس فقط من أجل الحزب، ولكن وقبل كل شيء، من أجل تطور الجزائر واستقرارها.