أبى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، خلال إشرافه على ندوة جهوية لمناضلي شرق البلاد، احتضنتها مدينة سطيف، إلا أن يشيد بعاصمة الهضاب العليا، المدينة التي نجحت باقتدار في عمرانها ولما تتمتع به من ثقافة فعلية موروثة وتقاليد عمرانية مرموقة. مدينة التاريخ وعرين الوطنية وحصن النضال وقلعة من قلاع جبهة التحرير الوطني. وحيى الأمين العام الحضور من المناضلين والإطارات ومن خلالهم كل المناضلين والمناضلات في ولايات شرق البلاد، داعيا إياهم إلى التجاوب بفعالية مع الحركية الجديدة التي يعرفها الحزب والتي تقوم على مجموعة ركائز أساسية، أولها، إعادة توحيد صفوف الحزب، ليس كتصور أو خيار ، بل كشرط لا غنى عنه لمواجهة التحديات. وثانيها، إعادة إحياء هيئات الحزب وهياكله، وهذا الهدف يفرضه واقع الحال، الذي يقول بأن هياكل الحزب المحلية وهيئاته المركزية في أمس الحاجة إلى تنشيط وبعث الحيوية في مفاصلها. وثالثها، توسيع القاعدة الاجتماعية للحزب، ذلك أن قوة أي حزب إذا كانت تقاس بنتائجه في الانتخابات فإنها تقاس أيضا بمدى تجذره الشعبي وانتشار أفكاره ومواقفه، في القرى والمدن والجامعات. لقد كان اللقاء مع مناضلي ولايات الشرق فرصة سانحة للأمين العام ليجدد التأكيد على إرادته في ترقية دور الحزب والحفاظ على هيبته، بالارتكاز على خارطة طريق، محددة المعالم واضحة الأهداف، ترمي في دوافعها وأهدافها إلى التمكين لحزب جبهة التحرير الوطني، وجودا وتأثيرا وإشعاعا وقدرة على استقطاب الكفاءات والطاقات الشابة. وكان لقاء سطيف، الذي جرى في ظروف هادئة، ميزها الحضور القوي والنوعي للمناضلين، مناسبة مواتية للأمين العام، حيث أكد على الأولويات الأساسية التي يحظى بها الشأن الحزبي الداخلي وكذا تحديد رؤية ومواقف حزب جبهة التحرير الوطني من عديد القضايا الوطنية، وفي مقدمتها الاستحقاقات السياسية المقبلة. ومن الطبيعي جدا أن يجدد الأمين العام دعمه لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، باعتباره رئيس الحزب، هذا أولا. وثانيا، لأن الرئيس أثبت جدارته في موقعه. وهكذا فإن الأجواء التي ميزت لقاء سطيف قد أفحمت مجددا تلك الأصوات التي راهنت على الفشل، حيث كان رهانهم خاسرا، لأن المناضلين يدركون بأن حزبهم أكبر وأسمى، وهذا ما حرص الأمين العام تأكيده بقوله إن الأمانة التي يتحملها تملي عليه بأنه لا يمكن أن يخون ثقة المناضلين أو يخذل الآمال التي يعلقونها عليه، وكل ذلك يعزز إصراره ، بمعية كل المناضلين والمناضلات، لخدمة الحزب الموحد والقوي بمناضليه الأوفياء. لقد كان لقاء سطيف ناجحا بكل المقاييس، إذ تميز بكثافة ونوعية الحضور وحرص الجميع على تعزيز مكانة الحزب وتقوية صفوفه وتكريس وحدته وتثبيت استقراره وتأكيد ريادته في الساحة السياسية الوطنية.. فشكرا لمناضلي حزب جبهة التحرير الوطني بشرق البلاد، على انضباطهم وتجندهم وحرصهم الكبير على الوحدة وإرادتهم القوية في التمكين لحزبهم . وإذا كانت سطيف أمس في الموعد، كما كانت وهران قبلها، فإن ورقلة التي ستحتضن الندوة الجهوية لمناضلي ولايات الجنوب ستكون هي الأخرى في مستوى الحدث.