تستقبل صباح اليوم وزارة التربية القيادة الوطنية لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم والثانوي والتقني )كناباست(، بعد أن عمّقت هذه الأخيرة إضرابها الوطني المتواصل منذ يوم 7 أكتوبر الجاري بتجمع احتجاجي أمام ملحقة وزارة التربية في رويسو، الذي لم تسمح السلطات العمومية بتنظيمه، واستخدمت في ذلك قوات الشرطة، التي أوقفت صباح الأربعاء الماضي أزيد من 400 أستاذ، قبل أن يبلغوا مكان التجمع، وهو ما كان ومازال محل تنديد نقابي وعمالي. مقرر أن تجتمع صباح اليوم وزارة التربية الوطنية بالقيادة الوطنية لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع )كناباست( ، ويأتي هذا اللقاء بعد انقضاء ستة أيام عن الإضراب الوطني الذي يشنه أساتذة الأطوار الثلاثة من التعليم، تحت لواء نفس النقابة، الذي تضاربت نسبة تقدير المشاركة فيه بين الوزارة والنقابة من 08,6 بالمائة للوزارة إلى 90 بالمائة للنقابة، والفرق شاسع بين التقديرين مثلما تبين النسبتان نفساهما، وأيضا يأتي مباشرة عقب عملية منع تنظيم التجمع الوطني الذي كان مقررا تنظيمه يوم الأربعاء الماضي أمام مقر ملحقة وزارة التربية الوطنية في رويسو، وما رافقها من توقيفات واسعة واستجوابات لقوات الشرطة للأساتذة الوافدين على العاصمة من أجل المشاركة في التجمع، وقد أكدت »كناباست في بيان لها تسلمت »صوت الأحرار« نسخة عنه أن »قوات الشرطة أوقفتهم بمحطات الحافلات، و»الميثرو« و»الطرامواي« بمجرد الاطلاع عن أنهم أساتذة ومن ولايات أخرى غير العاصمة، وعرضت الكثيرين منهم إلى حالة من الإهانة وسوء المعاملة والتعنيف. وقالت النقابة في نفس البيان: »إن عدد الأساتذة المحتجزين والموقوفين بلغ 400 أستاذ من مجموع 1000 أستاذ كانت أسماؤهم مدونة للمشاركة في التجمع بصورة سلمية ونظامية أمام مقر ملحقة الوزارة«. وحسب قيادة »كناباست«، فإن »هذه المعاملة التي قوبل بها الأساتذة مرفوضة، وغير مقبولة، ومُندد بها أمام الوصاية وكافة السلطات العمومية المعنية«، ومقرر أن تطرح قيادة »كناباست« بقوة هذا الوضع الخطير اليوم أمام ممثلي وزارة التربية، الذين يجتمعون بها صباح ، وهي عازمة على أن تسمعهم اليوم تنديداتها، وأن تنقل لها بشكل مباشر حالة الغضب والتذمر التي يوجد عليها الأساتذة وكافة عمال القطاع. وستؤكد لممثلي الوزارة، أن على وزارة التربية والسلطات العمومية المعنية الأخرى أن تتحمل مسؤولياتها، ولا يجب أن تُحيل قوات الشرطة على الأساتذة والعمال بالتوقيف والاستفزاز والعنف وتحرير المحاضر.وكرد فعل نقابي عما حصل يوم الأربعاء الماضي، أصدرت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، التي يرأسها مزيان مريان »بيانا استنكاريا« ، تسلمت »صوت الأحرار« نسخة عنه أمس، قالت فيه : »إنها تابعت بقلق شديد وباستياء عميق حلقة من حلقات مسلسل ضرب الحقوق والحريات النقابية المجسدة في القمع والتضييق المنتهج من طرف السلطات العمومية«، وهذا وفق ما أضافت في بيانها »هو سابقة خطيرة من نوعها في الظرف الحالي، الذي تعرض خلاله الزملاء الأساتذة والعمال إلى تعنيف قوي، ومضايقات شديدة، وممارسات، وإجراءات بوليسية تعسفية لمنعهم من تنظيم اعتصامهم السلمي المقرر أول أمس«.وأمام هذا الوضع، عبرت نقابة »سناباست« عن »احتجاجها واستنكارها الشديدين« ضد ما وصفته ب »الممارسات البوليسية، والأساليب القمعية المنتهجة من قبل السلطات العمومية«، ونددت ب »ضرب الحقوق والحريات النقابية، والتضييق على ممارسة الحق في الإضراب، وتنظيم الاعتصامات السلمية دفاعا عن العمال«، وأكدت »دعمها المطلق لزملائها الأساتذة والعمال«، مع »تضامنها معهم بشكل مبدئي ونضالي من أجل افتكاك حقوقهم المشروعة«. وحذرت »سناباست« الوصاية من »مغبة الإجهاز على الحقوق والحريات النقابية، مع دعوتها لها »بفتح حوار جاد ومسؤول، بعيدا عن لغة الوعود والتسويف، ضمانا لاستقرار القطاع، وتوفيرا لتمدرس حسن للتلاميذ«.