احتضنت أول أمس، قاعة الموقار في افتتاح المهرجان الثقافي المغاربي للسنيما، عرض الفيلم الطويل »الوتر الخامس« لسلمى برقاش وهو دراما اجتماعية تمنح فيه الموسيقى للشباب الذي يغريه العالم الجديد بدائل لتغيير حياته. ويروي هذا الفيلم الذي تحصل على عدة جوائز وشارك في لقاءات دولية والذي يدعو إلى ضرورة تصور جديد حول ثقافة متجذرة منذ قرون المسار الإبداعي لمالك المولع بآلة العود. يذهب مالك الذي أراد تحسين أدائه في التلحين عند خاله أمير أستاذ في الموسيقى والذي يملك سر الوتر الخامس وهو رمز التجديد الذي اضافه زرياب لعودهفي القرن الثامن. وبعد لقائه بلورا يبدي مالك تعنته في اكتشاف سر الوتر الخامس مما يعبر عن إرادة صارمة في التحرر من محافظة خاله الذي يغضب بشدة حين يسمع ابن أخيه يعزف تأليفه الأول حيث تخرج آلة العود من اللحن التقليدي لتمتزج بالحان الجاز العصرية. وأوضحت سلمى برقاش أن مسار مالك المتميز بالمحن هو نفسه بالنسبة لمئات الشباب المهمشين مضيفة »وهو أيضا مسار أولئك الذين لم يفقدوا الأمل والذين عرفوا كيف يعيشون حياة مثمرة«. إن حضور الممثل التونسي علي اسميلي في دور مالك وصافي بوتلة مؤلف موسيقى الفيلم يبرز هذا التفاعل الثقافي الذي ساعد على إنجاح المشروع« حسب ملاحظ. سلمى برقاش التي ولدت بالدار البيضاء تدرس الفن والسينما التجريبية بجامعة لا سوربون بباريس. وقد أنجزت أفلام قصيرة قبل أن تنطلق في تجربة الأفلام الطويلة وهي متحصلة على دكتوراه وكان موضوع رسالتها »وضع ودور المرأة في السينما المغربية«. وسيعرض في المهرجان الثقافي المغاربي الاول للسينما 15 فيلما قصيرا و11 فيلما طويلا و9 أفلام وثائقية تمثل فضلا عن الجزائر التي تشارك ب11 إنتاجا تونس والمغرب ب10 انتاجات لكل واحد منهما وموريتانيا ب4 انتاجات. وسيتم عرض يوميا 4 أفلام قصيرة واثنين إلى ثلاثة أفلام طويلة بقاعة الموقار وفيلمين وثائقيين في اليوم بمتحف السينما الجزائرية حيث سيتم تنظيم كل النقاشات التي تخص العروض. وسيرأس لجان التحكيم للفروع الثلاثة والمتكونة من جامعيين ومحترفي السينما في المغرب العربي لمين مرباح بالنسبة للفيلم الطويل ورابح لعراجي بالنسبة للفيلم القصير وفضيلة مهل بالنسبة للفيلم الوثائقي. وفي فرع الأفلام الطويلة سيسلم الامياس الذهبي لأحسن فيلم وأربعة جوائز أخرى لأحسن دور نسائي ورجالي وأحسن سيناريو وجائزة التحكيم الخاصة. وبالنسبة لفروع الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية فستتوج على التوالي بالامياس الذهبي والجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي. وعلى هامش المهرجان سيتم تنظيم ندوة حول موضوع ما بعد الانتاج. ويرمي المهرجان الثقافي المغاربي للسينما بالجزائر إلى تعريف الجمهور بالأعمال السينمائية الأخيرة للمخرجين الشباب والسينمائيين المغاربيين على وجه الخصوص وترقية وتطوير التبادل في مجال الإنتاج السينمائي بين بلدان المغرب العربي.