اقتراح هيئة مؤقتة لجمع السينمائيين المغاربة ودعم الإنتاج المشترك التقى سهرة أمس الأول بفندق الروايال بوهران مجموعة من السينمائيين المغاربة في ندوة خاصة للنظر في كيفية جمع شمل كل العاملين في القطاع السينمائي وتحديد أفق التبادل والتعاون المشترك للنهوض بهذا الفن وإعطائه صبغة مغاربية تعكس الطموحات المشتركة بين الشعوب وتساهم في ترقية المجتمعات،حيث أوضح المخرج الجزائري العربي لكحل خلال مداخلته في الندوة الصحفية للسينمائيين المغاربة أن المغاربة في أمس الحاجة لخلق ظروف جديدة للتعاون المشترك. و قال بأن السينما المغاربية يجب أن تتماشى مع احتياجات وانشغالات الشعوب وتحولات الواقع، مشيرا إلى أنه على الفنانين خلق جسور تواصل بينهم كونهم يشتركون في العديد من الأمور منها الموروث الثقافي والبعد الحضاري. و أضاف مسترسلا بأنه من مسؤولية الفنانين التاريخية ربط العلاقات بعيدا عن السياسيين مقترحا تأسيس هيئة مؤقتة تجتمع قريبا في أية دولة مغاربية لتحديد برنامج عمل مشترك من أجل دعم نهضة السينما المغاربية . من جهة أخرى، قال المخرج التونسي محمود محمود ، أن اتفاقيات إنتاج مشترك بين الدول المغاربية موجودة لكن التشريعات المختلفة في كل دولة عرقلت تجسيد هذه الاتفاقيات وحرمت بعض الإنتاج من الدعم وتقديم منتوج جيد، مؤكدا بأنه لأجل تفعيل هذه الاتفاقيات يجب التنسيق بين التشريعات و إلغاء بعض القوانين الاحتكارية لفتح المجال للسينمائيين للحصول على الدعم. و اعتبر المتحدث أنه لا توجد علاقة خاصة بين حرية التعبير وجودة العمل الفني معلقا:» كل من يظن بأن مستوى الأفلام سيرتقي بعد الثورة فهو مخطئ، كون الإنتاج التونسي يعاني من أزمة الجودة من حيث ضعف السرد و تناول المواضيع»، و استرسل بأن الأمور لن تعالج إلا بخوض معركة الصناعة السينمائية و الأفلام الوثائقية الرائدة حاليا رغم اقترابها من العمل الصحفي منه للسينما . أما المخرج المغربي سعيد شويكة فيرى بأنه يوجد في المغرب صندوقان مستقلان لدعم السينما الأول خاص بالقاعات السينمائية من أجل رقمنتها وتجهيزها بأحدث التقنيات وهذا في ظرف زمني يمتد على مدى السنوات الخمس القادمة، فيما يعنى الصندوق الثاني بمساعدة المستثمرين على إنشاء قاعات سينما جديدة مؤكدا وجود صندوق دعم إضافي لتنظيم المهرجانات السينمائية في المغرب و التي أوضح بأن عددها يصل إلى 50 مهرجانا 12 منها مصنفة كمهرجانات دولية. و من جهته اعتبر حسان كشاش الممثل الجزائري البارز الذي يعد أحسن مثال على التعاون الفني بين دول المغرب العربي لمشاركته في فيلم «النخيل الجريح» للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار و المتوّج كأفضل فيلم خلال الطبعة الرابعة لمهرجان وهران، التجربة بالمهمة ليس فقط بالنسبة له و لغيره من الممثلين و التقنيين الجزائريين الذين شاركوا في الفيلم، لما تعلموه و اكتسبوه من خبرات جديدة بفضل الاحتكاك بالفنانين التونسيين رغم اشتراكهم في العديد من نقاط. و أضاف كشاش أن ثاني تجربة مغاربية له كانت في المغرب مع المخرج كمال كمال في عمل من إنتاج التلفزة المغربية الأولى ، موضحا بأن السينما العالمية الآن لم تعد لها حدود فيمكن لأي مخرج أن يختار ممثلا أو وجها فنيا يناسب عمله ولا يهتم بجنسيته أو بلده لأن طموح أي ممثل هو الانتشار و الشهرة والعمل المشترك فرصته لفتح نوافذ جديدة على الجمهور، لكن لا يمكن تجسيد هذا إلا عندما يضبط بقوانين من شأنها إبرام اتفاقيات محددة للعمل المشترك .و انتهت الندوة على أمل إيجاد مناخ ملائم للانطلاق في تفعيل وتجسيد هذه الطموحات المشتركة التي هي مجرد كلام ندوات منذ سنين كما قال المتدخلون. هوارية/ب موسيقى زرياب تنعش ألوان المهرجان وحلم العودة يخيّم على «لما شفتك» في أول عمل سينمائي طويل لها ، تحاكي المخرجة المغربية سلمى بركاش خبايا الموسيقى الأندلسية و تجذرها في المجتمع المغربي و المغاربي عموما لقربه من قرطبة الاسبانية ، من مدينة السويرات المغربية التي تعد معه أكبر الموسيقيين. في المغرب تبدأ الحكاية مع الشاب الموهوب مالك الذي يريد أن يصبح عازفا عالميا على العود وينتصر لوالده الذي لم يستطع تحقيق حلمه مع الموسيقى، ولهذا السبب ترفض والدته أن يضيع مالك مستقبله في الفن الذي لا يغني ولا يذر، لكن أمام إصرار ابنها توقفت عن توجيه النصائح و اكتفت بتشجيعه عن بعد خاصة بعدما تركها وترك «لورا» التي كانت تحبه وأعطته دفعا قويا لمواصلة المشوار، وتفرغ للموسيقى والبحث عن أسرار الوتر الخامس في العود الذي أضافه الموسيقار الأندلسي «زرياب» ويكتشف مالك الذي كان تلميذا في مدرسة عمه للموسيقى ، أن زرياب ينحدر من بغداد لكنه هرب إلى الأندلس فرارا من معلمه أبو إسحاق الموصلي لأن زرياب كان متفوقا عليه وهذا ما كان يحدث لمالك حيث أراد عمه السيطرة عليه وعدم تركه يتفوّق عليه وكان يوجه له الانتقادات ويحاول خلق لديه عقد نفسية لوقف مسيرته الفنية ولكن لما اكتشف زرياب سر الوتر الخامس، يغامر وينجح ويصبح موسيقيا عالميا. ما يقارب الساعتين من الألحان الأندلسية أمتعت الجمهور بقاعة المغرب في اليوم الثالث من فعاليات الطبعة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي . من جهة أخرى، كانت السينما الفلسطينية حاضرة أول أمس بفيلم «لما شفتك» للمخرجة «آن ماري جاسر» التي لم تحضر لمهرجان وهران وناب عنها أحد الممثلين في هذا العمل و أوضح أن الفيلم حاز على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان أبوظبي الأخير حيث يحمل الموضوع حلم عودة الفلسطينيين لديارهم بعد تشتتهم على المخيمات سنة 1967 ولجوئهم خاصة إلى الأردن عبر الحدود مع فلسطين حيث خرجوا من ديارهم مشيا على الاقدام ليقطنوا في المخيم لسنوات فاقت العشرين سنة.طارق الطفل البطل الذي يسكن وأمه في المخيم و يفتقد والده ومعلمته التي كانت تحبه لأنه ذكي جدا، يسأل أمه يوميا عن والده و متى يلتحق بهم، حتى والدته لم تكن تعرف متى يعود أو هل سيعود ذلك الأب الفدائي. و في لحظة يقرر الطفل طارق العودة لبلدته بفلسطين ويمشي لعدة كيلومترات ليجد نفسه بين الأدغال في مخيم آخر لتدريب الفدائيين الفلسطينيين لتحرير أراضيهم. و رغم التحفظ على قبول الطفل في البداية إلا أنه استطاع بفضل نباغته و ذكائه من فرض نفسه بين جنود المخيم و أصبح الذراع الأيمن للقائد الذي قال «كل فرد له المهمة المناسبة له» في إشارة إلى تعامله مع الطفل طارق كبقية الجنود. ويكبر حلم العودة عند طارق ، لكن تلتحق به أمه التي خرجت هي أيضا من المخيم بحثا عنه وبالتدريج تقتنع بضرورة العودة. امتزجت الحياة العسكرية والتدريبات القتالية ومرارة انتظار الهجوم العسكري للعودة ،بلحظات الأمل المعبر عنها بالجلسات الموسيقية وترديد الأغاني الثورية وأغاني الحب والأمل في حياة أفضل ولحظات تذكر الأهل والحنين إليهم . ذات صباح يهرب طارق ليصل للحدود وتأتي أمه هذه المرة أيضا بحثا عنه لكن يقرران تخطي الحدود التي كانت شائكة والمغامرة بالعودة الى الديار أو الاستشهاد عوض معاناة الشتات في المخيم . هوارية/ب كواليس خليدة تومي تحضر المهرجان رغم عدم حضورها لافتتاح أو اختتام أية طبعة من مهرجان وهران ما عدا الطبعة الرابعة ،إلا أن المخرج رشيد بن حاج استطاع إحضار خليدة مسعودي للطبعة السادسة من خلال ظهورها في فيلمه الذي عرض قبل يومين «عطور الجزائر» الذي يروي معاناة المرأة الجزائرية وبما أن خليدة مسعودي مناضلة من أجل حقوق المرأة كما أكد المخرج فكان لزاما عليه إدراج مقطع من تصريحاتها الإعلامية أثناء المسيرات التي كانت تنظم في العاصمة في نهاية التسعينات وبرر المخرج إدراج هذا المقطع ليس من أجل الوزيرة بل كون التصريحات أكثر تعبيرا عن موضوع الفيلم . القنصل المغربي يشاهد «الوتر الخامس» حضر القنصل المغربي بوهران لقاعة سينما المغرب في اليوم الثالث من المهرجان وتابع «الوتر الخامس « تشجيعا لمخرجته الشابة سلمى بركاش ، كما تدخل بعد العرض وتحدث على الموسيقى الأندلسية التي بدا عارفا بخباياها . تلاميذ المدارس جمهور خاص حضر عشية الثلاثاء الماضي مجموعة من تلاميذ المدارس في الأطوار الأولى وعندما اقتربنا منهم في قاعة المغرب علمنا أن أغلبهم من مرتادي قاعات السينما في وهران أيام المهرجان حتى في طبعاته الماضية لدرجة أنهم يتذكرون عدة أعمال عرضت و على رأسها الأفلام التي تعالج مشاكل الأطفال داخل أسرهم والمجتمع وكان الفيلم الفلسطيني «لما شفتك» و بطله الطفل مناسبا لهم تلك العشية حيث طرحوا عدة أسئلة في المستوى لفتت انتباه الجميع. هوارية/ ب