اليوم هي ليلة " الشك " ، فمن شهد الهلال فيفطر ويعلن يوم الأحد أول أيام العيد، ومن لم يشاهده فليتم الصيام ثلاثين يوما. ودائما يسكنني التساؤل لماذا يطلق عليها إسم " ليلة الشك " ..رغم أنها ليست كذلك ، بل هي ليلة لليقين، أي للتأكد قطعا فيما إذا كان العيد غدا أو بعد غد. إذن هي ليلة اليقين. وليلة اليقين سواء عشية رمضان أو عشية العيد تثير النقاش بين العلماء والخبراء والفلكيين ورجال الدين، كيف نتيقن من هلال العيد ؟ هل بالعين المجردة مثلما فعل أباؤنا وأجدادنا قبل ألاف السنين ؟ أم نستعين بالتكنولوجيا التي هي فرض كفاية في الدين الإسلامي ؟ أم نخضع لحسابات فلكية مثلما يثار بين الفينة والأخرى خلال هذه المواعيد ؟ هذه الأسئلة البسيطة فرقت العالم الإسلامي أمما وقبائل لكل منهم أمير المؤمنين ومنبر كما قال الشاعر. وبلغ الإختلاف والتباين في الرؤى حدا جعل المسلمين يعيّدون ويصومون مختلفين رغم أن ربهم واحد ودينهم واحد وقبلتهم واحدة وغيرها.. وحتى إن كان اختلاف العلماء والخبراء والآراء، وأن ذلك لا يفسد للود قضية، فإنني أعتقد أنه في زمن التكنولوجيا وتطور العلوم الفلكية سنبقى أضحوكة إن لم يحدث إجماع على حل إشكال الصيام والإفطار . إن الرؤية بالعين المجردة وسيلة هامة من وسائل القرن الأول الهجري والقرون التي تلته .. لكن اليوم يجب أن تحتكم الأمة الإسلامية إلى العلوم المختلفة .. فالعلوم اليوم أوكلت إليها كل أمور الحياة البشرية .. لكن المسلمين فشلوا في ذلك فشل ذريعا .. بدليل أنهم مازالوا من بين الأمم المتخلفة المسماة تهذيبا السائرة في طريق النمو. إن العلم هو الذي يقطع الشك باليقين .. وعندما يتفق علماء الدين والفلك والتكنولوجيا المسلمين على آلية تجمع بين العلم والشريعة للتأكد من يوم الصيام ويوم الإفطار سوف يصبح المسلمون جميعا يطلقون على ليلة شك تسمية جديدة إنها ليلة اليقين. صح رمضانكم .. وصح عيدكم .. كل عام وأنتم بخير .. أتمنى أن يعيده الله علينا وعلى جميع الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات والصحة والعافية والهناء.