دعا المؤرخ محمد القورصو إلى مد تواصل بين المؤرخ والسينمائي باعتبار السينما عاملا من عوامل إيصال المعرفة، وأشار إلى أن هناك عزوف عن المعرفة والدراسات التاريخية، مبرزا أهمية الغربلة في الكتابة التاريخية. ذكر المؤرخ محمد القورصو بخصال الأمير عبد القادر، وابرز أن مواقفه الإنسانية التي تميز بها لاسيما في تعامله مع أسرى الجيش الفرنسي، مشيرا إلى أن الدراسات الغربية ركزت على الجانب الإنساني للأمير. واعتبر الدكتور القورصو أن الأمير لم ينل حقه من الدراسات لكون الرجل كان متصوفا وأديبا وشاعرا وفيلسوفا، ورأى ضرورة استحداث معهد متخصص لدراسة شخصيته. وأشار القورصو إلى بعض الكتب التي تناولت شخصية الأمير على غرار كاتب دانماركي الذي تحدث عن المعاهدة التي أبرمها الأمير مع الجيش الفرنسي. وقال القورصو في الندوة الفكرية حول السينما والتاريخ التي نظمتها الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية ضمن نشاطها الفكري لسنة 20142013 بمقر يومية »صوت الأحرار« إن الكتابة عن الأمير عبد القادر تتطلب كثير من الشجاعة ودعا إلى الحديث عن من تسببوا في هزيمته ونقل كل الحقائق بموضوعية وبعيدا عن كل الحسابات. وأشار المؤرخ إلى بعض أفكار الأمير المتعلقة بالقضاء على الصراعات بين القبائل ودعوتهم إلى نبذ الخلافات وتوحيد الصفوف لمقاومة المحتل، كما أوضح بعض المفاهيم التي جاء بها الأمير على غرار الإدارة، الحكومة، البلاد، مضيفا أن »الأمير عبد القادر كان يتحدث بلغة السياسي و خرج من مفهوم القبلية«. وتحدث المؤرخ عن الاهتمام الفرنسي والأمريكي بالأمير، وأشار إلى إطلاق تسمية شوارع وساحات في باريس بمبادرة من رئيس بلدية أومبواز غيون وعمدة باريس برنارد لونوي والولايات المتحدةالأمريكية التي أمركت اسم الأمير على حد تعبيره. وتقاسم المؤرخ نفس موقف المتدخلين في الندوة حول ضرورة إسناد إخراج فيلم حول حياة الأمير عبد القادر إلى مخرج جزائري باعتبار أن تمويل الفيلم جزائري مئة بالمئة. وتحدث رئيس جمعية 8 ماي1945 الأسبق عن قضية الأرشيف التي تعتبر مادة أساسية في كتابة التاريخ، معتبرا أن المؤرخ يبقى رهينة، مبرزا أهمية الغربلة خاصة وأن أغلبية المؤرخين تعتمد على أرشيف المستعمر.