قدّم طاقم فيلم الأمير عبد القادر القليل من المعلومات حول الفيلم الذي من المقرر أن ينطلق تصويره شهر نوفمبر المقبل، إذ لم يتم الفصح عن أسماء الفنانين المشاركين ولا الميزانية المخصصة له، في حين تم التأكيد على أهمية هذا المشروع الذي سيرتدي حلة عالمية. عقد كل من مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مصطفى عريف والمخرج الأمريكي شارل بورنت والمنتج الأمريكي فيليب دياز، ندوة صحفية أمس بفيلا عبد اللطيف، للحديث عن حيثيات فيلم "الأمير عبد القادر". وقال عريف إن شخصية الأمير عبد القادر لا تتطلب إنجاز فيلم واحد فقط بل عدة أفلام، متمنيا أن يكون فيلم "الأمير عبد القادر" أول سلسلة من الأفلام حول نفس الشخصية. ولم يشأ ممثل الوكالة المشاركة في إنتاج العمل برعاية وزارة الثقافة، تقديم تفاصيل عن الممثلين المشاركين في الفيلم؛ بحجة عدم الوصول بعد إلى التوقيع على اتفاقيات مع الفنانين.بالمقابل، قال إن تصوير الفيلم سيكون في الغرب الجزائري مع بناء ديكور كامل لتصوير بعض المشاهد. وأشار عريف إلى أنه تم اختيار المتخصص في التصوف زعيم خنشلاوي لكتابة السيناريو رفقة فيليب دياز؛ لأن هذا الأخير متخصص في تقنيات الكتابة التي تجذب المشاهد العالمي، مضيفا أن كل تقني عالمي يشارك في الفيلم سيكون بجانبه تقني جزائري بهدف التكوين وتحبيب المهنة للشباب الجزائريين. من جهته، قال فيليب دياز منتج الفيلم والمشارك في كتابته رفقة زعيم خنشلاوي، إنه على يقين بأن موضوع فيلم الأمير عبد القادر هو الأجدر بأن يقدَّم للعالم أجمع؛ نظرا لشخصيته المتسامحة وكذا لرؤيته الثاقبة والاستشرافية للأمور، مضيفا أن الأمير كان يؤمن بتشابه الديانات السماوية الثلاثة، كما كان يفنّد قيام الحروب بسبب ديني، بل كان يرى أن الاقتصاد وحب السيطرة هما السببان الرئيسان لذلك. وأضاف دياز أنه في زمن الصراعات الكبرى والاتهامات المسلطة على الإسلام، يأتي هذا الفيلم ليغيّر من المفاهيم الخاطئة؛ حيث سيتم تصويره ابتداء من شهر نوفمبر المقبل، وسيستمر التصوير 18 أسبوعا، وهذا من خلال ثلاث فرق تقنية، الأولى تصوّر لمدة 14 أسبوعا، وفرقة ثانية تصوّر المعارك لمدة 3 أسابيع، وفرقة ثالثة قد تصوّر بعض المناظر الخارجية في سوريا ولبنان إذا أمكن تحقيق ذلك. وأشار دياز إلى أن الفيلم أصلي وذو خصوصيات؛ فهو لن يكون فيلما من نوع الحركة أو الويستارن ولكنه في نفس الوقت سيكون موجَّها للجمهور العالمي. بالمقابل، أضاف أنه قام بمطالعة أكثر من 35 كتابا عن الأمير عبد القادر، علاوة على أرشيف الجيش الفرنسي وما كُتب عن الأمير، وهكذا ستكون بداية قصة الفيلم انطلاقا من استقرار الأمير عبد القادر في سوريا مع فلاش باك إلى ماضيه، وبالضبط منذ تولّيه قيادة عشيرته، وهذا باللغتين العربية والفرنسية. وأكد دياز أن التقارير التي كتبها الجنود الفرنسيون تتحدث عن فظاعة ما فعله الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين، وهو ما سيتم تناوله في الفيلم، الذي تم الإعداد له طيلة سنتين، مضيفا أن أمهر التقنيين الذين شاركوا في نجاح عدة أفلام سينمائية كبيرة مثل فيلم "ذي آرتيست" و«جامس بوند" و«الخارجون عن القانون"، سيشاركون في صنع الفيلم رفقة أوليفر ستون، الذي قال إنه فخور بهذا العمل. أما المخرج الأمريكي شارب بورنت المتخصص في الأفلام الملتزمة، فقال إنه تعرّف على شخصية الأمير عبد القادر حينما زار الجزائر لأول مرة للمشاركة في مهرجان لعرض فيلم "تحرير ناميبيا"، مضيفا أنه أُعجب كثيرا بها، ولهذا فهو سعيد بإخراج هذا الفيلم. وأضاف المخرج شارل أنه طالما عانى من المشاكل العويصة التي يتخبط فيها سود الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ ولهذا فهو ضد الاتهامات التي تطال المسلمين في العالم، وهكذا يحاول عبر أفلامه، تغيير المفاهيم الخاطئة، وهو ما سيقوم به خلال هذا العمل، إضافة إلى إبراز الوجه الحقيقي للإسلام، معتبرا أن فيلم "الأمير عبد القادر" ليس فيلمه بل فيلم كل الجزائريين. وعلى هامش الندوة الصحفية قال رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر السيد محمد بوطالب ل "المساء"، إنه لم يتم الاتصال بالمؤسسة بشأن الفيلم، مضيفا أن لا فكرة لديه حول حيثيات إنجاز هذا العمل، كما تمنى أن يكون الفيلم عن الأمير عبد القادر في شكل فيلم "عمر المختار". كما عبّر عن مخاوفه بشأن السيناريو الذي كتبه زعيم خنشلاوي، قائلا إن خنشلاوي متخصص في التصوف بينما الأمير عبد القادر رجل دولة ولم يكن متصوفا وكفى، مطالبا بأن تكتب عن الأمير لجنة تتشكل من متخصصين في شتى المجالات.