دعا المشاركون في ورشة العمل الإقليمية لمكافحة الغش في الملاعب والفساد في مجال كرة القدم، التي نظمتها المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع الانتربول والفيدرالية الجزائرية لكرة القدم ، إلى إصدار نصوص قانونية من شأنها الوقاية من هذا النوع من الجريمة واستحداث منظومة الإنذار المبكر لمساعدة المتدخلين على كشف الممارسات غير الشرعية، بالإضافة إلى إنشاء بنك للمعلومات يخصص للتلاعب بنتائج المقابلات ومصلحة شرطة مختصة في مكافحة هذه الظاهرة. صادق المشاركون في الملتقى الإقليمي حول النزاهة في الرياضة الذي اختتم أول أمس بإقامة الميثاق بالعاصمة، على عدة توصيات من أجل مكافحة أنجع للتلاعب بنتائج المقابلات والرشوة في كرة القدم. في هذا الصدد شجع الأمين العام لاتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم التونسي محمود الهمامي الذي قرأ التوصيات، البلدان المشاركة )الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا ومصر( على تعزيز تعاونها وتبادل المعلومات مع حثها على مضاعفة الجهود من أجل مكافحة التلاعب بنتائج اللقاءات الرياضية. كما دعا الهمامي إلى إصدار نصوص قانونية من شأنها الوقاية من هذا النوع من الجريمة في كرة القدم ووضع برنامج تحسيسي يخص جميع المعنيين، بالإضافة إلى إنشاء بنك للمعلومات يخصص للتلاعب بنتائج المقابلات و مصلحة شرطة مختصة في مكافحة هذه الظاهرة. و من التوصيات أيضا، إنشاء نظام إنذار مسبق بهدف تسهيل مهمة الشرطة بغية كشف هذا النوع من الممارسات غير المشروعة في الوسط الرياضي، دون إغفال إنشاء لجنة خاصة تتكفل بمكافحة الغش على المستويين الوطني والإقليمي. وقد سبق تدخل مسؤول اتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم كلمة رئيس لجنة النزاهة في الرياضة بالمنظمة الدولية للشرطة الجنائية )انتربول( الانجليزي جون أبوت، الذي وصف هذا الملتقى الإقليمي بالناجح و الهام، مضيفا أن التهديد الذي تشكله هذه الآفة العالمية »حقيقي لذلك علينا أن نكون على استعداد من أجل محاربته«، مشيرا إلى الحلول الخمسة التي تساعد على مكافحة ناجعة لهذه الظاهرة والتي تتمثل في الآليات، الوقاية، الجهود وتقاسم المعلومات والتنسيق الفعال. كما أكد المسؤول الأمني البريطاني بالاتحادية الدولية لكرة القدم »الفيفا« أن اللاعبين والحكام يعتبرون الأكثر استهدافا من قبل المجرمين لذلك ينبغي حمايتهم حتى يبلغون عن أي محاولة للتلاعب بنتائج المباريات، كما أن كل اتحادية مطالبة بالالتزام بميثاق شرف وآلية للدفاع دون إغفال تعيين مسؤول عن النزاهة. في هذا الصدد دعا أبوت المشاركين إلى التواصل فيما بينهم من أجل مكافحة الجريمة المنظمة والتلاعب بنتائج المقابلات. من جهته دعا مندوب أنتربول لمنطقة إفريقيا ومدير الشرطة القضائية، مراقب الشرطة عبد القادر قارة بوهدبة إلى اتخاذ إجراءات وقائية والرفع من حجم التعاون التقني والعلمي. واعتبر المشاركون في أشغال ورشة العمل الإقليمية المتعلقة بمكافحة الغش في الملاعب والفساد في مجال كرة القدم أن استحداث فريق دمج جهود معالجة هذه المعضلة على الصعيدين الوطني والإقليمي، من شأنه المساهمة في التقليص منها. وحسب المتدخلين، يضم الفريق المكلف بدمج الجهود كافة ممثلي الهياكل والقطاعات المعنية، مشددين بهذه المناسبة على ضرورة إنشاء قاعدة معطيات متخصصة في مجال الفساد الرياضي واستحداث فرق شرطة متخصصة في مجال مكافحة الغش في الملاعب والفساد في كرة القدم. ومن بين المشاريع التي يعتزم المؤتمرون إطلاقها، صياغة دليل الممارسات السليمة والنزاهة في الرياضة قصد الوقاية من الغش والفساد سيما في عالم كرة القدم، علاوة على إنشاء منظومة الإنذار المبكر من أجل مساعدة المتدخلين على كشف ومعاينة الممارسات غير الشرعية في الوسط الرياضي. وفي سياق متصل حث المشاركون، الدول على الانخراط والعمل على دعم مبادرة انتربول- فيفا، المتعلقة بمكافحة الغش والفساد في الملاعب والأخذ بها كمرجعية للعمل بمعايير الممارسات السليمة وكذا التشجيع على تكثيف التعاون والتبادل السريع والآني للمعلومات المتعلقة بهذا النوع من الإجرام. ويهدف هذا اللقاء الإقليمي الذي نظمته المديرية العامة للأمن الوطني بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية انتربول والاتحادية الدولية لكرة القدم و الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى تحسين معرفة وفهم التهديد المتعلق بالتلاعب بنتائج المقابلات والرهانات غير المشروعة ونتائجها على المستوى الوطني. كما يرمي إلى تحديد أفضل الممارسات الحالية والوسائل الكفيلة بتفادي التلاعب بنتائج اللقاءات والرشوة في الوسط الكروي وحماية فاعلة لمستقبل هذه الرياضة.