أجمع المشاركون في ورشة العمل الإقليمية لمكافحة الغش في الملاعب والفساد في مجال كرة القدم، التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع الأنتربول والفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، على ضرورة التعاون الدولي والإقليمي لمكافحة الفساد في كرة القدم، وإن كانت الجزائرلم تسجل أية حالة، إلا أنها بادرت باتخاذ إجراءات وقائية من هذه الجريمة المصنفة ضمن الإجرام المنظم، حيث كشف المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، عن إنشاء بطاقية وطنية،عبارة عن بنك معلومات بأسماء وهوية المناصرين المشاغبين لمنعهم من الدخول إلى الملاعب، والتي يجري تحيينها في كل الأوقات. إنطلقت أمس، بإقامة الميثاق بالعاصمة، أشغال ورشة العمل الإقليمية حول النزاهة في الرياضة ، التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربول والفيدرالية الجزائرية لكرة القدم ، والتي تهدف إلى تحسين المعرفة وفهم التهديد العالمي المتعلق بتزييف المقابلات والرهانات غير الشرعية ونتائجها على الصعيد الوطني، والكشف عن الخطط المعتمدة حاليا من طرف المجرمين من أجل التلاعب بنتائج مقابلات كرة القدم والإتجاهات المستقبلية الممكنة المتعلقة في هذا الشأن. وفي كلمة لوزير الشباب والرياضة محمد تهمي، اعتبر مناقشة مكافحة الغش في الملاعب والفساد في مجال كرة القدم موضوع بالغ الأهمية، قصد تنظيم هذه الرياضة وأوضح الوزير أن ظاهرة الفساد في هذا المجال ليست حكرا على دول معينة فقط بل هي ظاهرة عابرة للحدود، مؤكدا أن سمعة الرياضة تتمثل في احترام القيم والروح الرياضية وهنا تكمن مسؤولية لحركة الرياضية في محاربة الظاهر ، مضيفا أنه يصعب ايجاد تعريف صحيح للرشوة في هذا المجال لاختلاف ممارساتها في الرياضة، والكثير من الخبراء يعتبرون الرياضة ليست فاسدة لكنها تشكل هدفا للمجرمين، مشيرا إلى أن أشكال الفساد الرياضي عديدة، منها اختلاس الأموال الموجهة للرياضة، التلاعب في تحويل الرياضيين، هذا ما يفرض حسب وزير الشباب والرياضة، تعاون بين جميع المؤسسات المعنية بمجال الرياضة. وفي ذات السياق أكد محمد تهمي، أن الجزائر اتخذت تدابير وقائية في هذا الشأن، تلخصت في قانون 23 جويلية ,2013 القانون الجديد للرياضة الذي يجرم ويحارب الرشوة والذي ينص على عقوبات مشددة، موضحا أن ظاهرة الفساد الرياضي، لا يمكن استئصالها بصورة نهائية، لكن عن طريق العمل على المدى البعيد، من خلال عمليات منسقة بين الحكومات والتنظيمات، من أجل تأمين محيط رياضي سليم لشبابنا. من جهته ركز المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل في تدخله على ضرورة التعاون الأمني الدولي والإقليمي لمحاربة ظاهرة الفساد الرياضي، مشيرا إلى مبادرات الشرطة الجزائرية في هذا المجال، بوضع بطافية بأسماء المناصرين المشاغبين لمنعهم من دخول الملاعب )بنك معلومات(، بالإضافة إلى تعزيز حضور الشرطة في الأنشطة الرياضية الجوارية والتعاون بين الفيدراليات والمجتمع المدني وكافة المصالح المختصة. وتطرق اللواء هامل إلى ميثاق الشرطة الموقع عام 2000 من أحل فرض ممارسة الرياضة في سلك الشرطة وتكثيف إجراءات الدعم لترقية الرياضة في الجزائر. وقال اللواء هامل »تمكننا من بلورة هذه المبادرة دليل على تعاون بين الشرطة والفاف والانتربول، بالعمل على وضع مقاربة استباقية من أجل تكوين أفضل للفاعلين »مما يؤكد إرادة و عزم الشرطة مع الانتربول لمحاربة هدا النوع من الجريمة. وفي سياق ذي صلة، أشار رئيس وحدة النزاهة الرياضية بالأنتربول، جون أبوت، أن قضية ترتيب اللقاءات والرشوة في عالم كرة القدم، باتت أمرا مستفحلا يمس جميع القارات بدرجات متفاوتة، حيث تحدث عن وجود 200 طريقة للغش والتحايل في مقابلة واحدة، موضحا أن هذه الظاهرة عرفت أبعادا خطيرة في آسيا، حيث أن 80 بالمائة من المقابلات في الصين طالها الغش، مؤكدا أن 70 دولة قامت بتحقيقات في الغش في مقابلات خلال السنة الماضية. وأشار ذات المسؤول إلى أن هذا الشكل من الإجرام له امتداد دولي، مضيفا أن هذه الورشة الإقليمية المنتظمة بالجزائر ستسمح بالإشارة إلى أهمية الوسائل المتاحة من طرف مصلحة النزاهة في الرياضة التابعة للأنتربول والتي تستند على الشراكة، الاتصال، التنسيق والوقاية قصد مكافحة الغش في الملاعب، كما سيعرض على المشاركين، الوسائل الموضوعة تحت تصرفهم بغرض مكافحة الفساد في الرياضة تحديد الفاعلين الأساسيين المعنيين، تحليل الخدمات السليمة الحالية، أهمية جمع وتبادل المعلومات التكوين والتعليم ، كيفية تجاوز الصعاب مع تجنيد الفاعلين الأساسيين في هذا المجال، حشد الجهود بغرض حماية النزاهة في كرة القدم وإحصاء الخدمات السليمة الحالية وطرق الوقاية من تزييف المقابلات والفساد في مجال كرة القدم وحماية مستقبل هذه الرياضة بشكل فعال، بالإضافة إلى تشجيع المنظمات العالمية والإقليمية والوطنية التي تنشط في مجال كرة القدم على التعاون بشكل أكثر فعالية في إطار الشراكات، التبادل المنتظم للمعلومات وأخذ التدابيراللازمة، التي تهدف للوقاية من تزييف المقابلات. وأكد ذات المتحدث أن منظمة الأنتربول تقوم في الوقت الحالي بتنظيم عدد من ورشات التكوين، التي تجمع ممثلين عن هيئات كرة القدم، اللاعبين، الحكام، ممثلين عن الهيئات المنظمة للرهانات والمحترفين في مجال إنفاذ القانون، من أجل التعريف والتوعية بشكل أفضل حول ظاهرة الفساد في كرة القدم والمناهج المعتمدة من طرف المتورطين فيها وكذا تحسين فهم الطرق التي يجب تطبيقها لمعرفة محاولات الفساد ومقاومتها والتبليغ عنها، تهدف هذه الورشات أيضا ?حسبه- إلى إيجاد الطرق التي تسمح في النهاية بالوقاية من تزييف المقابلات في المنطقة وذلك عن طريق إحصاء الإجراءات الأساسية اللازمة، من أجل حماية كرة القدم بشكل أكثر فعالية. وانطلقت أمس أشغال هذا الملتقى الجهوي حول النزاهة في الرياضة بحضور ممثلين من المغرب تونس وليبيا ومصر تناولوا فيها على وجه الخصوص مواضيع، ترتيب المواجهات والرشوة في عالم كرة القدم. وسيتم تنشيط جلسات أخرى مغلقة من قبل مختصين جزائريين وأجانب خلال هذين اليومين الذي ينظم فيهما هذا الملتقى.