أخلت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية فجر أمس مخيما للاجئين الأجانب قرب مدينة كاليه الساحلية شمالي البلاد يعرف ب«الغابة» وأوقفت عشرات المقيمين فيه وبعض الناشطين الحقوقيين المدافعين عنهم. وواجه المقيمون في المخيم ومعظمهم شبان أفغانيون بالصراخ والبكاء القوة المهاجمة التي حضرت فجرا على متن عشرات الحافلات الصغيرة. وكان هؤلاء يحملون لافتات تحث السلطات الفرنسية على تأمين الحماية والمأوى لهم. وشكل بعض الناشطين المدافعين عن حقوق اللاجئين حائطا بشريا لمنع اعتقال اللاجئين ووصف أحدهم غارة شرطة مكافحة الشغب بالفضيحة. وقالت مصادر إن القوة الفرنسية اعتقلت ما يربو على ثلاثمائة من سكان المخيم المحتجين. ويضم المخيم مجموعة من الخيم التي استخدمت في إقامتها جذوع الأشجار وجرى تغطيتها بخرق الملابس وقطع البلاستيك دون أن يتوفر تحت سقوفها الحد الأدنى من مقومات الحياة. وتقول بعض المنظمات الإنسانية إن المخيم كان يضم قبل أسابيع من سبعمائة إلى ثمانمائة مهاجر غير شرعي إلا أن عددهم تناقص إلى 250 مع تكثيف سلطات الهجرة الفرنسية استعداداتها اعتبارا من أفريل الماضي لمهاجمته وترحيل المقيمين فيه. وكرر وزير الهجرة الفرنسي إيريك بيسون لإذاعة «أر.تي.أل» أمس عزمه على إخلاء«الغابة» معتبرا أنه يمثل قاعدة لعصابات تهريب البشر والاتجار بهم. وكانت وزارة الهجرة قد عرضت على اللاجئين منحهم راتبا مقطوعا وإعادتهم إلى بلادهم إذا رغبوا بالعودة الطوعية أو تقديم طلب لجوء رسمي إلى فرنسا أو مواجهة احتمال الطرد. ويسعى اللاجئون المقيمون في المخيم إلى التغلب على أجهزة المراقبة ومجسات الحرارة المقامة على الحدود مع المملكة المتحدة والتي تحول دون وصولهم سرا إليها عبر البحر أو شاحنات النقل. ونشأ المخيم في تلك المنطقة بعد أن أغلقت فرنسا عام 2002 مركزا كبيرا لإيواء اللاجئين يديره الصليب الأحمر في منطقة سونغييه القريبة تحت ضغط بريطانيا التي رأت فيه نقطة جذب للمهاجرين السريين. وقالت منظمات حقوقية إن إغلاق مخيم اللاجئين سيدفع اللاجئين غير الشرعيين إلى التجمع في مكان آخر في المنطقة ذاتها. وبشأن ما إن كان يشعر بالخوف جراء الحملة الفرنسية، يقول بلال -وهو فتى أفغاني في ال18 من عمره- إنه يخشى ترحيله إلى أفغانستان، مضيفا أنه يتوقع أن ينقل أولا مع زملائه إلى مركز اعتقال في مدينة كوكيل القريبة.