من المقرر أن يلقي الزعيم الليبي معمر القذافي - الذي وصل نيويورك مساء الثلاثاء وذلك في زيارة لأمريكا هي الأولى له منذ وصوله إلى الحكم عام 1969 - خطابا للمرة الأولى في المناقشات العامة للجمعية العامة مما يعد سابقة في تاريخ الأممالمتحدة لأنه لم يحضر إلى الأممالمتحدة خلال أربعين عاما أي منذ توليه السلطة. وتجتذب زيارة القذافي إلي مقر الأممالمتحدة في نيويورك ، اهتمام المراقبين ، الذين يعتبرونها حدث الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة . واعتبر مراقبون الخطاب الذي يكون قد ألقاه من مساء أمس القذافي من أبرز الأحداث المرتقبة خلال الأيام المقبلة . وفي الوقت الذي لم تصدر فيه تأكيدات رسمية لما يمكن أن يجريه القذافي من لقاءات مع رؤساء وقادة دول وشخصيات عالمية خلال زيارته الأممالمتحدة، إلا أن مراقبين ركزوا علي البعد الاستثنائي للحدث باعتباره الأول من نوعه من جهة، وبالنظر إلي المضمون الذي يمكن أن يحمله خطاب القذافي أمام الجمعية العامة. وحسب مصادر مطلعة، فإن المراقبين يتطلعون إلي ما سوف يتضمنه خطاب القذافي ، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ضوء التنويه الرسمي الذي صدر في طرابلس ، من أن الحديث سوف يتضمن أمورا مهمة خصوصا فيما يتعلق بالمنظمة الدولية . وكانت وكالة الجماهيرية للأنباء ، قد ذكرت أن القذافي «سيطرح علي الجمعية العامة للأمم المتحدة ، حلولاً راديكالية قد تزلزل بنيان منظمة الأممالمتحدة المتهالك وقد تبني علي أنقاضه هيكلاً أممياً جديداً ، مبنياً علي المساواة بين الأمم كبيرها وصغيرها ، وخالياً من الفيتو والمقاعد الدائمة والأخري المؤقتة ، وتعيد الاعتبار للجمعية العامة التي هي كونغرس العالم » . وسيلقي قائد الثورة الليبية رئيس الاتحاد الإفريقي خطابا في كل من المناقشة العامة للجمعية – أمس الأربعاء- ، وقمة مجلس الأمن حول عدم انتشار الأسلحة النووية اليوم الخميس ، حسبما ذكرت مصادر الأممالمتحدة ، الأمر الذي يعد سابقة تاريخية في المنظمة الدولية . وتوقع مراقبون أن يتضمن خطاب القذافي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة انتقادا لسياسات الولاياتالمتحدة وخصوصا لجهة دعمها اللامحدود لإسرائيل علي حساب الحقوق العربية، وكذلك هيمنتها علي مؤسسات الأممالمتحدة. وكان القذافي ، قد أعلن غير مرة إنه سيطالب بمقعد دائم لإفريقيا في مجلس الأمن الدولي، حيث قال بهذا الصدد :«انه لا بدّ أن تنال إفريقيا حقها في المجتمع الدولي بجدارة وأنها تستحق تعويضات من الدول المستعمِرة عن الحقبة الاستعمارية» ، مشيرا إلي انه سيطالب بتعويضات لإفريقيا عن فترة النهب والاستغلال الاستعماري بقيمة 777 تريليون دولار . وقال مراقبون إن الإدارة الأمريكية بدت متهيبة مما قد يوجهه القذافي من نقد منطقي لسياساتها، ومن ثم استبقت أجنحة فيها الأمر بمحاولة فرض قيود زمنية واشتراطات إجرائية على خطابه، معتبرين أن من حق القائد الليبي عدم التقيد بتلك القيود والاشتراطات. وتتميز دورة الجمعية العامة الجديدة التي افتتحت رسميا الأسبوع الماضي ، بالحضور الليبي ، المتمثل ، علي وجه الخصوص ، في رئاسة ليبيا للجمعية العامة ، وهو ما يصفه المراقبون بأنها أجواء جديدة لم تعرفها الأممالمتحدة من قبل. وقد افتتح الدورة الرابعة والستين رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الليبي الدكتور عبدالسلام التريكي والذي تسلم رئاسة الجمعية العامة من النيكاراغوي ميجيل ديسكوتو بعد اختتام إعمال الدورة 63 للجمعية.