شكلت أمس، مخاطر تسربات الغاز والمدفئات المغشوشة موضوع نقاش اليوم التحسيسي الذي نظمته القناة الأولى بمشاركة عدة أطراف، حيث أكد المتدخلين مسؤولية العنصر البشري بالدرجة الأولى في تلك الحوادث، مشددين على ضرورة تحلي هذا الأخير بالثقافة الكافية في مجال اقتناء تلك الأجهزة وكذا صيانتها المستمرة. نظمت أمس القناة الإذاعية الأولى برنامجا مفتوحا حول الحوادث المنزلية الناجمة عن الاختناق بالغازات المحروقة وتسربات الغاز وخاصة المدفئات المغشوشة التي تغزو الأسواق الوطنية، حيث استضاف البرنامج الذي أشرفت عليه دائرة البرامج الثقافية والتربوية مجموعة من الأطراف المعنية، بما في ذلك مؤسسة سونلغاز والحماية المدنية ووزارة التجارة وكذا وزارة الصحة وغيرها، حيث أكد هؤلاء مسؤولية العنصر البشري في هذه الحوادث بسبب لامبالاته وتهاونه تجاه تلك الأخطار التي باتت تبيد العائلات. وأوضح المدير العام للرقابة الاقتصادية وقمع الغش بوزارة التجارة عبد الحميد بوكحنون، أنه تم إصدار تعليمة لمصالح الخارجية لإخضاع كل أجهزة التدفئة للمراقبة على الحدود وذلك لمعاينة مدى مطابقتها لشروط أمن وسلامة المستهلك، مشيرا إلى حجز أكثر من 42 ألف جهاز تدفئة على مستوى الحدود والتحفظ لعدم مطابقتها لشروط أمن وسلامة المستهلك، وعليه تم تسخير 50 ألف عون رقابة مكلف بمراقبة النوعية وقمع الغش مع العمل على وضع مخابر جديدة. وسجلت مصالح الحماية المدنية حسب ما أكده بن رمضان زوهير منذ بداية السنة إلى غاية شهر أكتوبر 70 وفاة منها 55 وفاة ناجمة عن تسربات غاز الكربون و15 وفاة بالغاز الطبيعي وغاز البوتان، أما خلال شهر نوفمبر فتم تسجيل وفاة 7 أشخاص و137 موت محقق، وفيما يخص شهر ديسمبر فتم إحصاء 20 وفاة بغاز الكربون و57 شخصا تم إسعافهم، حيث بلغت عدد التدخلات في نفس الفترة 24 تدخلا، وتحتل منطقة الهضاب العليا ة المرتبة الأولى من حيث تسجيل هذا النوع من الحوادث. وأكد من جهته بن حميدة أحمد مفتش رئيسي في مديرية مراقبة النوعية وقمع الغش بوزارة التجارة أن 80 بالمائة من الحوادث المسجلة راجعة يتسبب فيها العامل البشري، مشيرا إلى برمجة بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية برنامج توعوي على مستوى 44 مؤسسة تربوية، بالإضافة إلى توزيع دليل المستهلك للتحسيس بخطورة الظاهرة، مؤكدا في هذا الإطار متابعة العديد من التجار قضائيا بسبب الأجهزة المغشوشة والتي يشكل 65 بالمائة منها منتوج محلي. ودعت عليوة أمال ممثلة عن مؤسسة سونلغاز من جانبها الزبون إلى ضرورة أخذ هذه الكوارث محمل الجد، مضيفة أن مؤسسة سونلغاز تقوم بعمل كبير من أجل التوعية بمخاطر الغاز واستعمالاته سواء من خلال تنظيم حملات تحسيسية، وكذا من الجانب التقني في إطار تقديم النصائح والإرشادات المتعلقة بالأجهزة الكهرومنزلية بما في ذلك المدفئ، والتي يستدعي وضعها مختصين ناهيك عن الصيانة المستمرة للتأكد من سلامتها. وشدد المتدخلون على أهمية الجانب التحسيسي للحد من الحوادث المنزلية منوهين بدور الإذاعة في عملية توعية وتحسيس المستهلكين لتجنب مثل هذه الحوادث خاصة وأنه تم، داعين إلى ضرورة ترسيخ ثقافة الاستهلاك لدى المواطنين الذين يتعين عليهم انتقاء الأجهزة التي يقتنوها وعدم الاهتمام بالسعر أكثر من نوعية المنتوج الذي يجب أن يكون مرفقا بدليل استعمال.