أكد وزير الفلاحة رشيد بن عيس أول أمس الخميس على ضرورة بذل مزيد من المجهود من أجل رفع المنتوج الوطني من الحبوب الذي كان استثنائيا هذه السنة، وقال أن الطريق ما زال طويلا لبلوغ الأمن الغذائي، وفيما كشف أن هناك 15 فلاحا مزيفا استفادوا من دعم الدولة بطريقة غير شرعية سيتابعون قضائيا، أكد الوزير أن 60 في المائة مشكل ارتفاع أسعار البطاطا لا يتحمله الفلاح. قال وزير الفلاحة رشيد بن عيسى في لقائه بمدراء التعاونيات الولائية للحبوب والبقول الجافة وإطارات وزارته، أنه لا يجب أن ننخدع بالمنتوج الإستثنائي الذي سجله فرع الحبوب هذه السنة والذي بلغ بشكل إجمالي 6.12 مليون طن، وأضاف أنه لابد بذل المزيد من المجهودات تحسبا لموسم 2009- 2010، وأوضح الوزير في تدخله بعد عرض حصيلة حملة 2008 موسم-2009 الخاصة بالحبوب، أن المطلوب هو رفع التحدي مرة أخرى هذه السنة، وتصحيح الأخطاء التي سجلت في الماضي، و طالب من مدراء التعاونيات المحافظة على نفس الحماس، لتسجيل نتائج إيجابية في الحملة المقبلة. وفيما أبدى رضاه بمنتوج القمح الصلب لهذه السنة والذي بلغ أكثر 2.43 مليون طن في الحقول، وبمنتوج الشعير الذي بلغ هو الآخر أكثر من 2.40 مليون طن، وقال إنه سيكفي لثلاث سنوات، عبر الوزير عن عدم رضاه بمستوى منتوج القمح اللين الذي لم يسجل سوى 1.13 مليون طن، وهو النوع الذي تستورده الجزائر كثيرا لصنع الخبز و الحلويات. وأشار الوزير أن الكثير من المشاكل التي كان يعاني منها الفلاحون تم حلها وذكر منها قضية تسديد قيمة شراء التعاونيات لكمية المحصول حيث قال إنه من ضمن 140 ألف فلاح، حصل أكثر من 130 ألف فلاح على مستحقاته والبقية سيتحصلون على حقوقهم في الأيام القليلة القادمة وهذا خلافا للسنوات الماضية التي كانت تستغرق فيها عملية تسديد هذه المستحقات أكثر من شهرين، وأشار الوزير إلى مسألة وفرة الأسمدة التي أصبحت متوفرة بالكمية المطلوبة للفلاحين بعدما حلت كل الإشكالات المتعلقة بنقلها إلى التعاونيات ثم اقتنائها من قبل الفلاحين، وأوضح بن عيسى أن وسائل الدعم المالية والمادية ستتواصل مع حملة الحرث و الزرع لهذه السنة. وفي تطرقه لقضية تخزين المحاصيل، أكد بن عيسى أن عدة خطط تم إعدادها لاحتواء المنتوج من الحبوب، وبما أن المنتوج كان كبيرا هذه السنة تم تجنيد كل المخازن الموجودة تحت تصرف التعاونيات وبما أنها لم تكف تم كراء المخازن التابع للخواص. وكشف بن عيسى في الندوة الصحفية التي نشطها بعد اللقاء ، أن 15 شخصا تمت متبعتهم قضائيا بسبب الغش في بيع المنتوج لصالح تعاونيات الحبوب والبقول الجافة، حيث قدموا كميات رديئة من القمح ظهر أنها مستوردة وقد اكتشفتها إطارات جامعية تابعة لفرق المراقبة. وفي إجابته عن سؤال حول ارتفاع أسعار البطاطا، رد بن عيسى ضمنيا أن المشكل لا تتحمله وزارة الفلاحة بل قطاعات أخرى، حيث قال أن 30 في المائة من السعر الذي يبيع به الفلاح يذهب في جيب تجار الجملة و30 في المائة يحصل عليه تجار التجزئة ، و معنى هذا أن سعر البطاطا الحالي الذي يصل إلى 60 دينار يبيعه الفلاح ب20 دينار و البقية تذهب في جيوب التجار، وطمأن بن عيسى أن أسعار البطاطا ستنخفض في الأسابيع القادمة بفعل المنتوج المتأخر بداية من الشهر القادم.