تتواجد العمارة رقم 17 بساحة الشهداء ببلدية القصبة في أعالي العاصمة، في حالة كارثية إذ أصبحت تواجه خطر الإنهيار في أية لحظة، وبالرغم من المطالب والشكاوى المتكررة لدى المصالح المعنية، ومن عدة مشاكل تؤرق حياتهم الطبيعية، ومرارة الحياة بسبب خطر الموت الذي يُحدق بهم، إلا أنهم يتأملون ترحيلهم ضمن الكوطة المبرمجة لنهاية شهر فيفري القادم. أعرب سكان عمارة رقم 17 بساحة الشهداء، عن تخوفهم من خطر الموت المحتوم الذي يواجهونه يوميا داخل تلك العمارة التي تعرف حالة متقدمة من الإهتراء نظرا لما آلت إليه من تشققات والتي انجر عنها تعرض أغلب أسقف وشرفات تلك العمارة لانهيارات عديدة على مستوى الشرفات والسلالم والأسقف جراء الزلازل والعوامل الطبيعية.وحسب شهادة هؤلاء السكان فقد تم تصنيف تلك العمارة في الخانة الحمراء، ورغم الشكاوي التي قدموا بها إلى السلطات من أجل انتشالهم من وضعية الخطر الذي يتخبطون فيه بطلب ترحيلهم، إلا أن هؤلاء ما يزالون يعيشون إلى يومنا هذا بتلك العمارة أين يواجهون تلك الأخطار التي تحرم عليهم تذوق معنى الحياة، ناهيك عن تلك الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها العمارة من حيث انتشار القذارة وغياب الإنارة مما يتسبب في تعرض السكان إلى حوادث خاصة الأطفال منهم.وفي حديثهم عن تلك المعاناة، أكد لنا قاطنو العمارة أنها لا تصلح للعيش البشري نظرا للوضعية الكارثية والخطيرة التي تتواجد عليها والتي لا يتقبلها العقل، فزيادة على إهترائها كليا فإن تلك المنازل تحتوي على غرف صغيرة الحجم والتي لا يتجاوز أغلبها المترين، مما خلق ضيق واكتظاظ لدى تلك العائلات.وفي ذات الصدد، اشتكى السكان من الرطوبة التي انجرت عن غياب التهوية في تلك المنازل، والتي انعكست سلبا على صحتهم، وحسب شهادتهم فإن أغلب السكان أصيبوا بأمراض الحساسية والربو والروماتيزم، والتي زادت من حجم معاناتهم وأثقلت كاهلكم مع تدني خدمات مستشفياتنا، إضافة إلى مشكل انسداد أقبية العمارة والذي يتسبب في انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة، ناهيك عن تلك الحشرات التي تتقاسم معهم العيش في تلك العمارة. ووسط هذا التذمر والمعاناة، تأمل عائلات العمارة رقم 17 بساحة الشهداء تجسيد السلطات وعودها على أرض الواقع وهي ترحيلها إلى سكنات لائقة من أجل انتشالها من خطر الموت المحتوم ومن تلك الوضعية الخطيرة التي تتسبب لهم أزمات نفسية جراء الخوف والهلع الذي يلاحقهم.