أبقى الائتلاف السوري المعارض على ضبابية المشهد فيما تعلّق بمشاركته في مؤتمر السلام الرامي إلى إيجاد حلّ سياسي للأزمة في سوريا، حيث أكّدت تقارير إعلامية أمس، أن الائتلاف أجّل حسم قراره بخصوص المشاركة في »جنيف 2« إلى جلسة تعقد يوم 17 من الشهر الجاري. وقررت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تأجيل حسم مشاركتها في مؤتمر جنيف إلى ما بعد منتصف جانفي الجاري بسبب الخلافات بين أعضاء الائتلاف، حيث جاء قرار الهيئة بعد توزيع المجلس الوطني السوري قرارا على أعضاء الائتلاف يهدد فيه بالانسحاب من الائتلاف ككتلة واحدة في حال موافقة الأخير على المشاركة في المؤتمر، وفق ما أفاد به مصدر مطلع في المجلس لوسائل إعلام. ويأتي تهديد انسحاب أعضاء المجلس الوطني ال28 بعد إعلان أربعين عضوا انسحابهم الاثنين الماضي من الائتلاف البالغ عدد أعضائه 121 عضوا، وقد أكد مصدر من الائتلاف في تصريح صحفي أنّ الأعضاء الأربعين قاموا بهذه الخطوة لأسباب في مقدمتها قبول الائتلاف الذهاب إلى جنيف دون الحصول على أية ضمانات. في سياق آخر، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشحن الدفعة الأولى من الأسلحة الكيماوية السورية إلى سفينة دانمركية لنقلها خارج البلاد، وجاء في بيان كي مون الصادر مساء أمس الأول، أن »الأمين العام يرحب بالنجاحات في تقدم جهود المجتمع الدولي في قضية إتلاف السلاح الكيماوي السوري«. وأشاد بان كي مون بعمل المنسقة الخاصة لبعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة سيغريد كاغ وفريقها في أصعب الظروف، حيث يأتي ذلك بعيد إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن سوريا شحنت أول دفعة من أسلحتها المحظورة إلى سفينة دانمركية بعد نقلها من موقعين إلى ميناء اللاذقية. ميدانيا، أفادت وسائل إعلامية أمس، بأنّ مقاتلين من المعارضة السورية سيطروا على المقر الرئيس لما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام »داعش« في حلب شمال سوريا، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر في المعارضة، أن عناصر من عدة كتائب إسلامية مقاتلة سيطروا على مستشفى الأطفال بحي قاضي عسكر وهو المقر الرئيسي ل»داعش«، مضيفة أنه لا علم لها بمصير المئات من مقاتلي الدولة الإسلامية الذين كانوا يتحصنون فيه. وكان تنظيم »داعش« قد دعا مقاتليه إلى استهداف أعضاء الائتلاف السوري والمجلس الوطني السوري المعارضين بالإضافة إلى هيئة الأركان والمجلس العسكري لما يسمى بالجيش الحر، في وقت تقدمت فيه جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة بمبادرة لوقف القتال بين مقاتلي المعارضة ومسلحي داعش.