لم تُوجه دعوات حضور مؤتمر ”جنيف 2” قبل نهاية العام الماضي كما كان منتظرا وأخلطت مسألة مشاركة إيران في المحادثات وعدم تقديم المعارضة لوفدها أوراق المجتمع الدولي، حيث تتوسم الأممالمتحدة في أن تثمر الجهود الروسية الأمريكية باتفاق نهائي حول مشاركة إيران في محادثات مؤتمر السلام الدولي ”جنيف2”، في الوقت الذي جدّد فيه المجلس الوطني السوري رفضه الذهاب إلى مفاوضات تُجلسه إلى طاولة مشتركة مع الأسد. فرضت قضية حضور إيران مؤتمر السلام على الأممالمتحدة تأجيل دعوة الأطراف المشاركة في مفوضات السلام بجنيف، حيث لم تتجسد تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على أرض الواقع، وهو الذي أعلن في 23 ديسمبر الماضي عن إرسال دعوات حضور المؤتمر قبل نهاية العام الماضي، لكن ذلك لم يتحقق كون وفد المعارضة السورية لم يحدد بعد، كما لم تُحسم مسألة مشاركة إيران في المؤتمر، وأعربت الأممالمتحدة عن أملها بأن يتوصل وزيرا خارجية روسيا وأمريكا سيرغي لافروف وجون كيري، خلال المشاورات المنتظرة في باريس يوم 13 جانفي الجاري إلى قرار حيال إمكانية مشاركة إيران في المؤتمر الدولي حول سوريا، وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتين نيسيركي، أمس، أن موسكو وواشنطن المقبلتين على مباحثات بشأن السلام في المنطقة باعتبارها الدول الراعية لهذه المبادرة، مطالبتان باتخاذ الخطوات اللازمة لتحديد الموقف النهائي من مشاركة طهران في مفاوضات السلام المرتقبة بجنيف. وفي ظل الغموض الذي يطبع جهود السلام في سوريا ووسط تضارب الآراء والتصريحات بخصوص الأسماء المشاركة في هذا المؤتمر، إلى جانب تردد المعارضة في توضيح خط سيرها النهائي تجاه المباحثات المنتظرة، جدّد المجلس الوطني السوري، أبرز مجموعات المعارضة السياسية، تأكيد عدم مشاركته في مؤتمر السلام المقرر بسويسرا في 22 من الشهر الجاري. وأكد سمير النشار، العضو في المجلس الوطني السوري، ل”فرانس برس”: ”بعد اجتماعات مع بعثات ممثلة لمجموعة أصدقاء سوريا ومبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الاخضر الإبراهيمي ووزارة الخارجية الروسية أن المجلس الوطني السوري لا يرى داعياً للمشاركة في المؤتمر الذي يقوم، حسبه، على فكرة سيئة تساوي بين النظام والمعارضة، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لا يملك أي جديد يقدمه للمعارضة، وهو ذات الموقف الذي اتخذه المجلس في 13 أكتوبر الماضي، ملوحاً بانسحابه من الائتلاف السوري المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد في حال مشاركته في المؤتمر، ورفضه التفاوض دون ضمانات عن تنحي الأسد. الائتلاف السوري المعارض يدعم معركة المقاتلين ضد القاعدة على صعيد آخر، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان أصدره أمس، عن دعمه الكامل للمعركة التي يخوضها مقاتلو المعارضة ضد الجهاديين المنتمين لتنظيم القاعدة الذين تحالفوا معه سابقا، وطالب الائتلاف مقاتلي المعارضة بمواصلة الدفاع عن الثورة ضد قوات الرئيس الرئيس السوري بشار الأسد من جهة، وضد قوى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش” التي تحاول، على حد تعبير البيان، خيانة الثورة، وكان ما يعرف ب”جيش المجاهدين” المشكل مؤخرا أعلن، أمس الأول، الحرب على ”الدولة الإسلامية في العراق والشام” التابعة لتنظيم القاعدة وجماعات معارضة أخرى، وذكر الاتحاد الذي يضم ثماني كتائب إسلامية وغير إسلامية مقاتلة، في بيان نشر أول أمس، على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، أن الجيش قرّر الدفاع عن أراضه وعرضه ومصالحه في المنطقة، واتهم الاتحاد في بيانه تنظيم القاعدة بالفساد في الأرض ونشر الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وهدر دماء المجاهدين وتكفيرهم وطردهم وأهلهم من المناطق التي حاربوا لتحريرها من النظام السوري.