وافق أعضاء مجلس الأمن الدولي رسميا على تشكيل بعثة مشتركة غير مسبوقة بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتدمير ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية بحلول منتصف 2014. وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وافق المجلس على مقترح بان كي مون نشر بعثة قوامها مائة فرد من خبراء الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في عملية متعددة المراحل تنفيذا لقرار مجلس الأمن الصادر الشهر الماضي وينص على تدمير الأسلحة الكيماوية والمعدات في سوريا، في موعد أقصاه 30 جوان 2014. وقد رحب بان بموافقة مجلس الأمن الدولي قائلا "إنني سعيد للغاية لأن مجلس الأمن تحرك سريعا جدا واتخذ قرارا بالموافقة على اقتراحي بتشكيل بعثة مشتركة من الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. هذا الأمر يعكس التزام المجتمع الدولي بالقضاء على الأسلحة الكيماوية". وأضاف "لدينا وقت ضيق للغاية ولكن الأممالمتحدة ملتزمة بالعمل مع خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإنجاز المهمة. بالنسبة لي، أنا ملتزم ومصمم على تحقيق تقدم على الصعيد السياسي والإنساني لصالح الشعب الليبي". وكان رئيس الدورة الحالية في مجلس الأمن السفير الأذربيجاني أقشين مهدييف قد بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة "تجيز إنشاء البعثة المشتركة بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية". وأيد أعضاء مجلس الأمن مقترحات بان وأبدوا موافقتهم في رسالة وليس في قرار لكسب الوقت. ويقضي مقترح بان كي مون بانشاء "بعثة مشتركة بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تتكون من مئة فرد وتتخذ مقرا في دمشق مع قاعدة خلفية في قبرص على أن يديرها منسق مدني خاص". ونقلت وكالة أنباء فرانس برس عن مصادر في الأممالمتحدة قولهم إن بان اختار سيغريد كاغ في منصب المنسقة المدنية الخاصة لهذه البعثة المشتركة. وتشغل كاغ حاليا منصب مساعدة الأمين العام لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية. ولن تكون مهمة البعثة سهلة، فالجدول الزمني الذي اقترحه بان كي مون يعني أن أمام خبراء المنظمة الدولية 9 أشهر فقط للتخلص من الأسلحة الكيماوية فضلا عن أن البعثة ستضطر للعمل وسط المعارك الدائرة بين الحكومة والمعارضة بل والعبور إلى مناطق تسيطر عليها مجموعات مسلحة ترفض وجودها. وأفاد ناشطون سوريون بأن الطائرات الحربية السورية قصفت أهدافا تسيطر عليها قوات المعارضة بالقرب من موقع رئيسي للأسلحة الكيمياوية الجمعة. ومن المقرر أن يزور المفتشون الدوليون 20 موقعا في سوريا للتحقق من تدمير ألف طن من المواد الكيمياوية.