بدأ نواب المجلس الوطني التأسيسي التونسي أمس، في انتخاب أعضاء الهيئة المستقلة للانتخابات التي ستشرف على أول انتخابات إثر انتهاء المرحلة الانتقالية، وسط ترقّب لاستقالة رئيس الحكومة الحالي علي العريض في غضون الساعات القليلة القادمة، حيث يرتبط رحيله بتشكيل الهيئة المذكورة. ويتوقف إتمام المرحلة الانتقالية إلى جانب المصادقة على الدستور، على إصدار قانون انتخابى وتحديد موعد الانتخابات المقبلة وإعادة تشكيل هيئة الانتخابات، بعد أن تم إبطال نتائج سابقة بقرارات من المحكمة الإدارية التي طعنت في عمليات فرز المرشحين في ثلاث مناسبات، آخرها فى نوفمبر الماضي. وتوصلت الكتل السياسية مساء أمس الأول الثلاثاء إلى توافق حول قبول سبعة مرشحين من أصل تسعة أعضاء للهيئة صادق عليهم النواب فى جلسة عامة في جويلية الماضي بينما تبقى مرشحان ممثلان لسلك المحاماة والمالية العمومية والمحاسبة. وكان الرباعي الراعي للحوار الوطني قد حدد تاريخ اليوم، التاسع من الشهر الجاري، لإعلان حكومة على العريض الحالية استقالتها رسميا ليتم تكليف المرشح الجديد لرئاسة حكومة الكفاءات المقبلة مهدي جمعة رسميا لتشكيل حكومته بحسب القانون المنظم للسلطة العمومية، وقال نور الدين البحيري الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة إن الحكومة المؤقتة الحالية ستستقيل بمجرد الانتهاء من تشكيل هيئة الانتخابات واختيار رئيسها. وتعمل اللجنة الرباعية والأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الوطني على استكمال كافة المسارات المحددة بخارطة الطريق التي طرحها رباعي الحوار قبل حلول يوم 14 جانفي الجاري، الذي يوافق الاحتفال بسقوط نظام بن علي عقب الثورة. من جهة أخرى، أعلن الناطق الرسمي باسم الحوار الوطني في تونس العميد محمد الفاضل محفوظ أن حكومة مهدي جمعة قد تبقي في تركيبتها على وزراء من الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية. وقال محفوظ في تصريح عقب مشاورات ليلية مطوّلة دامت ثلاث ساعات مع رئيس الحكومة الجديدة مهدي جمعة ليلة الثلاثاء، إن جمعة قد يبقي على أسماء من حكومة علي العريض، وقد لا يكون ذلك، واعتبر محفوظ أن النوايا ستتضح لدى إعلان رئيس الحكومة عن تشكيلتها الجديدة، مؤكدا تمسك الرباعي الراعي للحوار الوطني بالانطلاق عند تشكيل الحكومة القادمة. إحراق مقر النهضة بالقصرين واقتحام مقرّ للأمن بتالة في سياق آخر، هاجمت ظهر أمس أعداد كبيرة من الشبان أغلبهم على متن دراجات نارية مقر المكتب الجهوي لحركة النهضة بولاية القصرين ورشقته بالحجارة ثم تولت اقتحامه وإحراقه بعد أن اضطرت وحدات الأمن التي جاءت لحمايته إلى الانسحاب بعد حوالي ساعة من الدفاع عنه باستعمال الغاز المسيل خوفا من حصول إصابات في صفوف المحتجين قد تزيد من توتر الأجواء في المدينة، وبحسب صحيفة »التونسية«، فقد حلقت طائرة مروحية في سماء وسط مدينة القصرين لمراقبة الوضع فيما انتشرت تعزيزات أمنية مكثفة حول أهم المنشات لحمايتها. وفي مدينة تالة ذكرت »التونسية« أن التعزيزات الأمنية التي التحقت بتالة لحماية منطقة الأمن الوطني بها لم تستطع التصدي للأعداد الهائلة من المحتجين واضطرت بأمر من والي الجهة إلى الانسحاب فاقتحم المتظاهرون المقر وأحرقوه وأخرجوا محتوياته وأشعلوا فيها النار وكان أعوان الشرطة قد غادروا تالة في وقت سابق لتبقى خالية تماما إلا من الحرس الوطني المتواجد داخل وفي محيط مراكزه ومنطقة الحرس وبعض الدوريات العسكرية التي تراقب الوضع من بعيد فيما تعطلت حركة المرور تماما في الشارع الرئيسي للمدينة.