سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالمئة من الأعمال الفنية الجزائرية خارج الجزائر وفرنسا تستحوذ على أكبر حصة منصور عبروس يقدم كتابه '' قاموس التشكيليين الجزائريين 1896- 2014 ''بالمركز الثقافي الفرنسي ويكشف:
حذر الباحث منصور عبروس السلطات الثقافية في الجزائر من النزيف المبرمج الذي يشهده مخزون الأعمال الفنية الجزائرية جراء شراء واقتناء دور المزادات الفنية العالمية لهذه الأعمال والمجموعات وتأسف لصمت الدولة الجزائرية بعد عرض وبيع أعمال لأعمدة الفن التشكيلي ضمنهم لوحات محمد راسم ، عبد القادر قرماز ، إيتيان ديني وغيرهم في دار مزادات كريستيس العريقة وقال أن الجيل الجديد من الجزائريين ربما سيضطر يوما للسفرنحو دول عديدة خاصة في أوروبا لمشاهدة بعض الأعمال الفنية الجزائرية التي أبدعتها أنامل تشكيليين جزائريين من مختلف الأجيال وهو ما إعتبره خطرا وتهديدا للذاكرة الوطنية وهويتها مؤكدا أن الثقافة والفن بكل أشكاله ينبغي أن يعتبر بمثابة عمق إستراتيجي لحماية الجزائر مثلما يمثله العمق الأمني . وكشف الباحث منصور عبروس المختص في علم النفس والجماليات خلال إستعراضه أول أمس بالمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر العاصمة أهم مضامين كتابه الصادر عن منشورات لارماتان الفرنسية الموسوم «القاموس البيوغرافي الفنانين التشكيليين الجزائريين 1896 2014 ...أداة ، إستخدامات ، مفهوم، ومآلات « وهو عصارة بحث تمتد لأكثر من 20 سنة من البحث والتدقيق في مختلف الوثائق والأرشيف الذي غاص فيه المؤلف من أجل إنصاف أجيال متتالية من الفنانين التشكيليين الجزائريين المهمشين والذين رغم جودة أعمالهم في مجال الفنون البصرية غير أنهم لم يتم تثمين والتعريف بأعمالهم لدى الجيل الجديد وهي المهمة التي غص من أجلها قلب ووعي الباحث المؤلف وعمد إلى تجسيدها خاصة بعد مغادرته قبل 20 عاما نحو فرنسا ليواجهه سؤال ماذا باستطاعتك أن تقدم لوطنك ؟ ليجيب أنه إلتزم بتحقيق هذا الكتاب الذي يضم 4501 سيرة بيوغرافية لفنانين تشكيليين جزائريين للحفاظ على منجزهم الإبداعي. وأشار الباحث منصور عبروس بخصوص خارطة توزيع أماكن و فضاءات الأعمال التشكيلية الفنية الجزائرية أن 20 بالمئة منها متواجدة داخل الجزائر عبر 58 مكان من وزارات ومؤسسات دولة وسفارات وغيرها فيما تتواجد ما نسبته 80 بالمئة منها في الخارج عبر 228 فضاء تتوزع على 34 دولة وتحوز فرنسا أعلى نسبة من عدد الأعمال الفنية الجزائرية المستحوذ عليها أو المقتناة وموزعة عبر111 فضاء من متاحف ومجموعات خاصة. فيما تمنى أن ينشر كتابه بالجزائر ليستفيد منه أكبر عدد من الباحثين في مجال التأريخ للفن التشكيلي ، إستغرب الباحث عبروس منصور التهميش والإقصاء والحصار الذي تعرض له مؤلفه بالجزائر وعدم تواجده ضمن رفوف عناوين بالمكتبات الجزائرية رغم أنه جاء في عدة طبعات منقحة منذ 2001 خاصة خلال تظاهرة سنة الجزائربفرنسا سنة 2003 حيث تعجب لطرائق إختيار ومعايير مشاركة التشكيليين والإصدارات ، ورغم أنه أول عمل يجمع هذا الكم من المعلومات حول الفنانين التشكيليين الجزائريين وبصورة دقيقة هي بمثابة بنك معلومات ثرية ستكون مادة دسمة للباحثين والطلبة وقال أنه شعر الغبن وقال أنها المرة الأولى الذي يستعرض فيه عمله بالجزائر وعن عملية البحث والتنقيب لبناء مؤلفه بصورة دقيقة وأرشيفية أكد عبروس منصور أنه إقتفى أثر أول معرض تشكيلي جزائري الذي شاركت فيه بنيويورك بالولايات المتحدة سنة 1896 التشكيلية والمصورة اليهودية من أصول جزائرية إيستير زهيدة بن يوسف وهو أقدم معلومة وجدها في بعض وسائل الإعلام حينها. ،وقال عبروس منصور أنه يجب أن نتفائل بما تتيحه الجزائر من دعم للفن التشكيلي من مهرجانات ومدارس للتكوين الفني حيث خصصت 10 مدارس للفنون الجملية تعنى بالتكوين يؤطرها نخبة من المدرسين الأكفاء الملتزمين الذين رغم قلة الإمكانيات غير لأنهم يقدمون برنامجا بيداغوجيا ثريا ومتنوعا وطموحا للإرتقاء بالممارسة الفنية وغرسها في الجيل الجديد كما أشاد بدور المستثميرن الخواص في مجال الفن التشكيلي وافتتاح العديد من أٍروقة العرض الفني في الجزائر وتضامن التشكيليين الجزائريين مع الشعب الصحراوي حيث تم إفتتاح مدرسة للتكوين غفي مجال الفن التشكيلي يستفيد ممنها أطفال بالصحراء الغربية مشيرا إلى ثراء الساحة بمؤلفات وكتب جديدة تتناول الحركة الفنية التشكيلية بالجزائر على غرار مؤلفات أمزيان فرحاني ،إلى جانب الإقامات الفنية كما ثمن مبادرة بعض الفنانين الشباب لتحويل بعض الفضاءات كمذابح العناصر وتحويلها لفضاءات للعرض الفني ، وأكد عبروس منصور أنه يجب أن لا ننظر فقط للجانب السلبي والمشاكل التي تعرفها الساحة الثقافية والفنية في الجزائر ، لأن الأمل ضروري لمواصلة الممارسة الفنية في حين وفي باب السلبيات التي سجلها إستغرب عبروس منصور أبعاد قرار مدير مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة الذي منع الطلبة الدخول إلى الورشات بعد فترة الساعات الدراسية المقررة وأكد في سياقها أن ما دفعه لإنجاز مؤلفه هو تكريم التشكيليين الجزائريين خاصة بعد التهميش الذي طرف واضعي بعض القواميس الفنية العالمة حيث طالما يتم الإهتمام بتشكيلي المشرق ويتجاوزون التشكيليين الجزائريين رغم براعتهم وتناسوا أن الفنان الراحل مصطفى بن دباغ عرض أعماله في شيكاغو سنة 1930 وقياس على ذلك الفنانين العمالقة على غرار محمد غانم ، محمد تمام ، علي خوجة ، يلس...وغيرهم وأضاف أنه ومن خلال دراسته إكتشف أنه لا يوجد أي دليل أن افنان محمد راسم أقام أول معرض له سنة 1900 في حين تشير مصادر أرشيفية أن الفنان أزواو معمري أقام أول معرض جزائري تحت جناح المملكة المغربية سنة 1917 و أشار أن أول طبعة لكتابه كانت سنة 2001 ضمن منشورات القصبة حيث سجل صعوبات تحقيقها ضمنها صعوبة التواصل مع الفنانين التشكيليين بسبب المرحلة الدموية والعشرية الحمراء في الجزائر وبعد ها صدرت طبعة منقحة عن دار لامارتان بفرنسا سنة 2010 ، وتضمن المؤلف إحصائيات وأرقام دقيقة حول عدد الفنانين التشكيليين الجزائريين وعددهم 4501 سيرة ذاتية ، وعدد المعارض وأماكن إقامتها داخل وخارج الجزائر وقال أن باري سهي ثاني مدينة للتشكيليين الجزائريين في حين يغيب الفنانين التشكيليين عن المعارض في إفريقيا والوكن العربي ، أوضح أن كتابه جاء ليصحح بعض المفاهيم والقضايا على غرار النقاش حول هوية الفن التشكيلي الجزائري بين المحترفين والهواة واعتبره خطاب جهوي خاصة توافر الجزائر العميقة على فنانين ذوو طاقات كبيرة لا يلتفت إليها كما أعاب على الشللية والمحسوبية التي مارسها بالعض للرفع من قيمة فنانين على حساب فنانين آخرين لأغراض معينة وهو ما سجله من خلال قراءة إستقصائية للتغطية الإعلامية معارض بعض الفنانين مقارنة بآخرين حيث فيما يسلط الضوء على البعض يهمش آخرين وأضاف أنه لا يوجد أرشيف ووثائق تؤرخ للفن التشكيلي الجزائري خاصة برؤية جزائرية من الداخل أو خارجية تعكس الزخم التشكيلي فالجزائر للأسف إختفت عن ساحة الفنون البصرية التشكيلية وأصبحنا مجهولين على المستوى الإعلامي كما أنه لا يوجد تعاون بين أهم المؤسسات الثقافية الفرنسية رغم وعود رجال السياسة والجامعة الجزائرية تعرف قطيعة مع الففن التشكيلي وأشار المحاضر أنه إطلع لإنجاز كتابه على الكثير من المؤلفات والأرشيف والوثائق المتوافر في المكتبات الباريسية كنا زار مكتبة الفاتيكان التي تخصص 7 مستويات من بنايتها لكل ما يخص الجزائر حيث عثر على بعض القصاصات حول الفنانين التشكيلين على غرار تغطية معرض للفنانة الراحلة خيرة ثليجاني في حين تعجب لتعامل الفنانين التشكيليين مع الباحث الجزائري الذين يضعونه في أقل مرتبة من الباحث الغربي حيث بعث إستمارة بالبريد لحوالي 250 تشكيلي جزائري لم يرد عليه سوى فنان واحد كما أوضح أنه من ضمن 4501 سيرة ذاتية للتشكيليين الجزائريين التي ضبطها تشير الدراسة أنها تتوزع على ما يلي 30 بالمئة منهم من النساء و71 بالمئة من الرجال ، 39 بالمئة منهم تم تكوينهم داخل مدارس فنية أما 61 بالمئة فهم عصاميون ، 46 بالمئة ولدوا قبل الإستقلال ، 59 بالمئة ولدوا بعد الإستقلال ، يعيش 86 بالمئة منهم داخل الجزائر بينما يعيش 14 بالمئة خارج الجزائر.