في غضون شهر تقريبا، سيفتح رواق محمد راسم أبوابه من جديد، مرتديا حلة جديدة بعد عملية الترميم التي مست فضاءه ضمن المشاريع التي احتضنتها وزارة الثقافة في إطار فعاليات الجزائر عاصمة للثقافة العربية· وفي هذا السياق، كشف السيد عبد الحميد عروسي رئيس الاتحاد الوطني للفنون الثقافية ل"المساء"، أن قرابة مليار سنتيم شكلت تكلفة ترميم رواق راسم، الذي أنشئ سنة 1963 بعدما كان في عهد الاستعمار محلا لبيع الأثاث· وأضاف المتحدث أن قاعة راسم كانت بحق في وضعية متدهورة، جراء عدة مشاكل، لاسيما تعطل قنوات صرف المياه، الذي لم يكن يخص الرواق وحده، بل العمارة كلها من أعلاها إلى أسفلها، التي تركت على حالها - يقول عروسي- منذ الاستعمار·· وهو ما تطلب إصلاح قنوات صرف المياه لكل العمارة وليس فقط للطبق الأرضي الذي يضم رواق محمد راسم، كما تم وضع كاميرات للمراقبة داخل وخارج الرواق ومصابيح للإنارة الجيدة واستغلال بعض المساحات، وبالأخص، تخصيص الرواق فقط للمعارض ذات المستوى العالمي، أي التي يمكن إقامتها في الخارج نظرا لمستواها الراقي، أي أن الرواق لن يستقبل إلا الأعمال الجيدة، أما التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب فمكانها فضاء آخر غير الرواق· عروسي أكد أن رواق راسم الآن أصبح يخضع للمقاييس العالمية، وذلك برعاية الفنان التشكيلي والمهندس والرئيس الثاني للاتحاد الوطني للفنون الثقافية عدان مصطفى (الذي كان في السابق يحمل اسم الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية)، حيث اهتم هذا الاخير بتجديد القاعة بتقنيات عالمية، وفي نفس الوقت الحفاظ على روحها· مستطردا أن رواق راسم هو بحق في غاية الأهمية، نظرا لكونه أول قاعة لاتحاد الفنانين، كما أنه احتضن مجمل التشكيليين إن لم نقل كلهم - يقول عروسي - فكان يجب تأسيس قاعة بوجه مشرف ومعايير عالمية· وسيكون افتتاح الرواق بحلته الجديدة بمعرض حول أعمال فناني السبعينيات وبعض فناني الثمانينيات كشقران، حكار، حيون، باية، بوردين·· وغيرهم من رواد الفن التشكيلي في الجزائر والجيل الذي تبعهم، وسيشارك فيه أيضا فنانون من تونس أمثال رئيس اتحاد الفنون التشكيلية معتوق منجي والرئيس السابق سامي عامر، ومن المغرب السيدة تريكي ومن ليبيا القذافي وفنانين من فرنسا· كما ستكون هذه التظاهرة مناسبة لعرض جامع للتحف الفنية، وهو من المغرب لبعض التحف من سلسلته· وفي هذا الصدد، قال عروسي أن الاتحاد بصدد فتح سوق الفن، وذلك بوضع أسس تقنن هذا السوق، وسيكون ذلك بالاعتماد على الترويج والإعلام، مقدما أمثلة عن ذلك كوضع أسطوانة "دي في دي " مصاحبة لكل معرض وإصدار كتاب مع وزارة الثقافة عن تاريخ الفن التشكيلي الجزائري، موجه إلى التلاميذ والطلبة، معتبرا أنه من غير المعقول أن يبيع رسام هاو أكثر من فنان مخضرم· وسيعرف رواق راسم في آخر شهر جويلية المقبل، تنظيم معرض خاص بالمبدعين الشباب خريجي مدارس الفنون الجميلة، حيث سيقوم باختيارهم نقاد يتم تعيينهم لاحقا، وهذا بهدف تشجيع الشباب المبدع، والذي يعبر عن إبداعه هذا بطرق تختلف في الكثير من الأحيان عن الفن الكلاسيكي، كاهتمامه مثلا بالفنون المرئية والعصرية· مضيفا أن الإبداع يجب عليه أن يساير الحداثة، بل أن يسبقها في العديد من الحالات· في هذا السياق، قال عروسي أن ممارس الفن التشكيلي يجب عليه أن يتحلى بالعلم حتى يرتقي من رسام موهوب إلى فنان يستطيع أن يتحدث عن أعماله، وعن دراية بأمور الفن وتاريخه في الجزائر، وهذا ما يفرّق بين الرسام والفنان· كما سينظم الاتحاد الوطني للفنون الثقافية بعد عشرين يوما - يضيف المتحدث - معرضا تحت عنوان" بانوراما الفن التشكيلي الجزائري " سيقام بمسرح الهواء الطلق·