يشتكي سكان موقع 1500 مسكن بأولاد فايت بالعاصمة التابع للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره »عدل«، والذي أُنجز من قبل شركة »المُقاولون العرب« المصرية، من هشاشة في أسطح الطوابق النهائية التي تضم أربع شقق للعمارة الواحدة، الشيء الذي يتسبب في تسرب مياه الأمطار إلى الداخل، ما يجعل سكان هذه الطوابق يعيشون في حالة طوارئ كلما تساقطت الأمطار، علما أن 43 عمارة تُعاني من هذا المُشكل من أصل 44 عمارة ذات تسعة طوابق. ويعتبر هذا الموقع، الذي أُطلق عليه اسم الشهيد أحمد أولامي، من بين المواقع السكنية الجديدة التي باشرت وكالة »عدل« في توزيعها شهر جويلة من سنة 2004 وحُظي بزيارة من قبل الرئيس عبر العزيز بوتفليقة آنذاك، بحيث قامت الوكالة بتجهيز بضعة شقق بتجهيزات ذات نوعية رفيعة خاصة ما تعلق بالبلاط ونوعية الطلاء والخشب الخاص بالنوافذ وغيرها وهو الأمر الذي لم تستفد منه الشقق الأخرى سواء في نفس العمارة أو في العمارات الأخرى. والغريب في الأمر، وهو ما يعترف به حتى مسؤولي الوكالة على مستوى هذا الموقع، أنه بعد أشهر قليلة من استلام المُستفيدين للمفاتيح بدأت عيوب الانجاز تطفو على السطح لتمس منذ حوالي ثلاث سنوات حتى أسطح العمارات وهو المُشكل الذي بدأ مع عمارة واحدة وانتقل مع مرور الوقت إلى العمارات الأخرى وهو اليوم يمس 43 عمارة، وتخيلوا أن هناك من الأُسر التي بلغ بها الأمر إلى حد التفريط في غرفة كاملة أثناء فصل الشتاء نتيجة تسرب المياه بشكل غزير والذي يجعلك تعيش خارج المنزل وأنت داخله كما أن هناك من العائلات التي تبيت الليل كله على وقع هاجس الخوف من تطور الوضع خاصة عندما تكون الأمطار غزيرة. وأورد لنا سكان الطوابق المعنية بهذا المُشكل، أن مسؤولي وكالة »عدل« يعلمون هذه الوضعية منذ مدة، وشددوا على أنهم قدموا شكاوى رسمية إلى مكتب الوكالة الموجود على مستوى الحي والذي قام بدوره بتبليغ المُشكل إلى الجهات الرسمية لكن دون تجسيد حلول عاجلة لها، وعبر لنا هؤلاء عن قلقهم ومعاناتهم اليومية طيلة فترة الشتاء وشددوا على أنهم ملوا الوعود وما أسموه كذلك »المُعاينات المتكررة وغير المُجدية« من قبل الوكالة، ولا يقتصر تسرب مياه الأمطار على الأسطح بل هناك من العائلات التي تُعاني تسرب المياه من جدران الغرف ما دفع البعض إلى حد بناء جدران موازي بهدف التقليل من التسربات. ومن هذا المنطلق، دعوا وزير السكن، عبد المجيد تبون، إلى التدخل العاجل من أجل إيجاد حل لهذا المُشكل الذي يتطور من يوم لآخر، وذهبوا يتساءلون في الوقت نفسه »كيف يُمكن لسكنات جديدة على شكل أبراج تتكون من تسعة طوابق أن تُعاني من هذه الظاهرة في ظرف قصير جدا؟«، مع العلم أن فترة الضمان المُقدرة بعشر سنوات لم تنته بعد باعتبار أن تسليم شركة »المقاولون العرب« للعمارات بدأ منتصف شهر 2004 وتواصل فيما بعد تدريجيا عبر سنوات 2007 ,2006 و.2008