يكثر عبر منطقة باب الوادي كأكبر ناحية شعبية في الجزائر العاصمة مشكل تآكل شرفات العمارات وقدمها مما يجعل الكل يمسكون قلوبهم مع اقتراب فصل الشتاء، فهو فصل لا يمر بسلام على تلك المناطق ويزرع تساقط شرفات العمارات هنا وهناك الهلع والرعب في أوساط السكان الذين يتحينون دورهم في كل مرة في بعض العمارات المهترئة التي ينتظر سكانها من ينتشلهم من ذلك الخطر الوشيك. نسيمة خباجة تحوّل مشكل تسرب المياه عبر أسطح العمارات عبر العديد من تلك العمارات بباب الوادي إلى كابوس يومي مع حلول كل شتاء، فلقد أضحى السكان مجبرين على التكفل بعملية إزالة المياه المتراكمة هناك مع تساقط الأمطار، ما أعلمنا به بعض السكان أنهم يتمنون أن تكون كل أيام السنة أيام صحو بسبب المشاكل التي تسقط على رؤوسهم مع تساقط الأمطار وتخوفاتهم الكبيرة من سقوط بعض الشرفات المهترئة والتي تنتشر عبر أحياء باب الوادي التي لم تمس شرفاتها عمليات تهيئة على الرغم من سيناريوهات الكوارث المميتة التي يعيشون عليها مع حلول فصل الشتاء، الناجمة عن سقوط الشرفات التي تآكلت أجزاؤها وصارت تنذر بالخطر ليس على الساكنين فقط بل حتى على المارين عبر الطرقات في ظل السكوت المطبق الممارس من طرف السلطات المحلية، في الوقت الذي كان من الواجب خضوع أغلب العمارات إلى المعاينة والقيام بعمليات ترميم مستعجلة لتفادي كافة المخاطر التي تهدد حياة الساكنين. انتقلنا إلى بعض شوارع باب الوادي على غرار ناحية الساعات الثلاث التي تكثر بعماراتها نفس الآفة بالنظر إلى حالة القدم التي تحيط بالشرفات والتشققات العميقة الظاهرة للعيان، مما يجعل أغلب السكان يعيشون في حالة رعب وخوف دائمين مع حلول فصل الشتاء وتساقط الأمطار بسبب الكوارث التي عايشتها المنطقة من دون أن ننسى حملة باب الوادي في سنة 2001 والتي لازالت مشاهدها المأساوية عالقة بأذهان الكثيرين وتزرع التخوفات في قلوبهم في كل مرة، وزادتهم وضعية أحيائهم وشرفاتهم عدة تخوفات ووجدوا أنفسهم ملزمين بإعادة تهيئة بعض الأجزاء، ولم يسلم القاطنون بالطوابق العليا من التسربات العديدة للمياه بسبب الثقوب التي تمس الأسطح وتتحول منازلهم إلى مجمع للبرك المائية مع تساقط الأمطار بحيث يطالب جل السكان بضرورة إجراء معاينة لأغلب العمارات خصوصا تلك التي تشهد تقدما في تآكل أجزائها وتصدع أدراجها وحتى جدرانها وأسطحها التي باتت عبارة عن هياكل تجلب الخوف والقلق. ما وضحه لنا السيد (ت. إسماعيل) من حي بوخزر بباب الوادي إذ قال إن قدم بعض العمارات وحالتها المهترئة يجعلهم يعيشون في قلق مستمر في فصل الشتاء، فتساقط الأمطار كنعمة تحول إلى نقمة، وقال إنه شخصيا يعاني من تسربات مياه الأمطار إلى بيته لاسيما وأنه يقطن بالطابق الخامس وفوقه سطح العمارة مما يسهل تسرب الماء إليه عبر بعض الثقوب الملحقة بالسطح، وأضاف أن ذلك المشكل هو مشكل شائع ويلزم السكان بالصعود إلى السطح من أجل فك الانسداد وتدبر الأمر في أي وقت حتى ولو تساقطت الأمطار في ساعات متأخرة مما يجعل مياهها تتساقط مباشرة على بيوتهم أو بالأحرى فوق رؤوسهم. بحيث يبقى سكان بعض العمارات التي يعود بناؤها إلى الحقبة الاستعمارية يعانون الأمرين مع اقتراب فصل الشتاء وتساقط كميات معتبرة من الأمطار التي يتمناها الكل أن تكون غيثا نافعا ولا تؤدي إلى الكوارث والسيناريوهات المميتة التي عاشتها نفس المنطقة في كم من مرة حسب التجارب السابقة.