أصبح العيش وسط المعاناة من يوميات 20 عائلة في عمارة (ب) بسرفتناس ببلدية بلوزداد، بعد أن تخلت عنها السلطات المحلية وتركتها تواجه مصيرها بنفسها، بعد واقعة الحريق الذي شب منذ أكثر من عام في سطح البناية، والذي تسبب قي وقوع حساء كبيرة على مستوى السطح الذي بات يشكل خطرا حقيقيا على هذه سكان العمارة.. عبرت عائلة (ل.ا) على لسان إحدى أفرادها أنها تعيش مأساة حقيقية لا يمكن وصفها منذ أكثر من عام في عمارة الموت بسرفنتاس، بسبب واقعة الحريق الذي تسبب بشكل كبير في اهتراء السطح، وكانت هذه العائلة مع ثلاث عائلات أخرى أكثر المتضررين، بسبب وقوع شققها في الطابق الأخير أي تحت السطح تماما، فأصبحت يومياتها أشبه بالكابوس الذي لا يريد أن ينتهي، رغم سلسة المراسلات والشكاوى التي تقدمت بها العائلات المعنية الى السلطات المحلية، بحيث أخبرت بأن عليها تحمل هذه الأزمة المتواصلة لوحدها بما أنها المالكة لهذه الشقق.. وحسب هذه العائلة فإنهم لا يقدرون على تكاليف عملية الترميم العميقة، على أنهم لم يدخروا لا جهدا ولا مالا في جلب أشخاص يرممون لهم هذا السطح، إلا أن المشكل لا يزال ماثلا ويزداد حدة خلال هطول الأمطار، فلقد عاشت هذه العائلات المقدرة ب20 عائلة موزعة على 5 طوابق بمعدل 4 عائلات في كل طابق، شتاء أسود بعد أن تسربت مياه الأمطار وبغزارة الى داخل شققهم، هذا ما عاناه (ا.ل) البالغ من العمر 90 سنة فلقد وجد نفسه وفي هذه السن المتقدمة جدا، مجبرا على الصعود الى السطح وإجراء بعض الترميمات البسيطة بعد أن غرق بيته في المياه.. فبعد سنتين سنة من العيش في هذه العمارة كانت النهاية أن تتخلى عنه السلطات المحلية، من خلال عدم إجراء عملية ترميم حتى منحهم حقهم في الاستفادة من السكن الاجتماعي أو التساهمي، رغم أن العديد من العائلات في هذه العمارة وضعوا ملفات طلب السكن في البلدية منذ أكثر من عشرين سنة، ولم يظفروا الى الآن بسكن يجنبهم الجحيم الذي يحيون فيه مجبرين لانعدام مأوى آخر لديهم.. وللإشارة فإن هناك عمارتين مجاورتين لعمارة (ب) حيث تسبب حريق العام الماضي في إحداث بعض الأضرار على أن العمارة رقم (ب) هي أكثر عمارة متضررة، خاصة العائلات التي تقطن في الطابق الخامس والأخير، فالسطح على وشك الانهيار عليهم وبالتالي تعرضهم الى الموت تحت الأنقاض بعد أن نجوا بأعجوبة من الموت تحرقا في العام الماضي، والمشكل الأكبر الذي ظهر حديثا هو رغبة بعض العائلات في بناء غرف في هذا السطح رغم أنه غير صالح لذلك فحالته كارثية، فأي عملية بناء قد تعرض العائلات في الطابق الأخير الى الموت تحت الأنقاض، ورغم مواجهة العائلات الى هؤلاء المغامرين بالسكن في السطح، إلا أنهم عازمون على البناء في سطح يسكنه الموت بسرفنتاس..