تحتفي جامعة ليون الفرنسية، »معهد اللغات والترجمة«، يوم السبت المقبل بالروائي الجزائري سمير قسيمي، عبر تقديمها لروايته »يوم رائع للموت«، أول رواية جزائرية تدخل القائمة الطويلة للبوكر ,2010 وذلك من خلال قراءة يقدمها الأستاذ والمترجم لطفي نية، تتخللها مقاطع من الرواية التي عكف على ترجمتها والتي ستصدر قريبا عن دار نشر فرنسية. يأتي هذا الاحتفاء في إطار الملتقى الأدبي الذي قررت الجامعة تنظيمه كل سنة والموسوم » dailleurs lumières »أنوار من أماكن أخرى« والمنظم أيام 24 ,23 و25 من الشهر الجاري، وهو تظاهرة تعنى بالأدب المكتوب بلغات أخرى غير الفرنسية، حيث يعرف عادة حضور بعض الوجوه المتمرسة في فن الترجمة وأدباء عالميين وكذا مختلف دور النشر الفرنسية الطامحة إلى جلب أسماء روائية جديدة إلى قائمة مؤلفيها. في هذه الطبعة، بالإضافة لعمل الجزائري سمير قسيمي، سيتم عرض وتقديم أعمال أخرى لروائيين من مختلف دول العالم على غرار: البوسني نهاد هسانوفيتش، والاسباني دنيال رويتس غارسيا، والإيطالي ماسيميليانو سنتروزا، والبرتغالي بولو تفاراس، والسورية مها حسن وأخيرا التركية كسوك إسكندر. وسبق لرواية »يوم رائع للموت« الوصول إلى القائمة الطويلة للبوكر وهو الإنجاز الذي قال عنه واسيني الأعرج في مقال منشور، أن وصول قسيمي للقائمة حل عقد الجزائريين من الجائزة العالمية للرواية العربية، وهو بالفعل ما حدث في الدوارة اللاحقة للجائزة. وتعد رواية » يوم رائع للموت« واحدة من أشهر روايات قسيمي على غرار »هلابيل« و»الحالم« التي تنافس على جائزة »الشيخ زايد «لهذه السنة، حيث تحمل هذه الرواية فرادة في تركيبتها وحبكتها، كما في أسلوبها وفي لغة السهل الممتنع التي تتمتع بها، وفي طابعها الساخر الذي ينبع من حرقة الرؤية الواقعية لمجتمع مزيف، ولشخصيات تبدو لشدة واقعيتها، متخيلة أو رمزية، فيزيل النص الحدود الواقعة بين المنطق وعدمه، وبين الحدث وتخيّله، ليخرج كمزيج أدبي ذو نكهة خاصة، كما أنه يمحي الخط الذي يُفترض أن يكون متصاعداً للزمن وللتاريخ، فينساب المزيج بمساره المختلف المتعرج أحياناً والمتكرر أحياناً أخرى، والذي يرفض الانصياع لما هو متعارف ومعهود.