تعرف ظاهرة تسول الأطفال الأفارقة انتشارا كبيرا بمدينة قسنطينة، وهو الأمر الخطيرة في ظل غياب أعين تسهر على حماية هذه الشريحة رغم توفر النصوص القانونية التي تحث على حماية حقوق الإنسان والطفل معا مهما كان لونه أو جنسيته أو معتقده وهو ما يشكل خطرا من إحداث مشكلات تتعلق بانتشار الأمراض الخطيرة والمُعْدِيَة. وفضلا عن وجود بعض الأطفال من أبناء الجزائر يجعلون من التسول مصدرا لرزقهم اليومي، خاصة المتشردين منهم في المدن الكبرى، التي تشهد كثافة سكانية متزايدة، مثلما هو الشأن بالنسبة لولاية قسنطينة، فظاهرة التسول عند الأطفال تعرف تطورا بشكل مخيف، حيث تشهد شوارع مدينة قسنطينة منذ أشهر انتشارا واسعا لأطفال أفارقة لا تتجاوز أعمارهم ال 10 سنوات، وهم يجوبون شوارع المدينة، ويستعطفون المارة من أجل الحصول على رزقهم اليومي، بعضهم مع أمهاتهم، وآخرون فرادى، بحيث لم يتركوا رجلا أو امرأة أو شابا إلا و وتشبثوا بملابسه، كما يستغلون أوقات ازدحام السيارات في الطرقات ليوقفوا أصحابها، من أجل أن ينتزعوا منهم بعض الدنانير، و لو قدر عشاء ليلة، وهم في ثياب رثة بالية، وجوههم تلمع من شدة السواد، حالتهم تثير العطف والشفقة لكونهم صغار ولا يمكنهم تحمل قسوة البرد القارص، و في كل مساء يجتمعون بالقرب من النزل الكبير »سيرتا« من أجل أن يقلوا سيارات الأجرة باتجاه محطة المسافرين الشرقية. بعضهم يقول من جنسية مالية، وآخرون يقولون أنهم قدموا من النيجر، وما تزال الآراء تتضارب حول البلد الذي قدمت منه هذه الجماعات، خاصة وأنهم يتكلمون بلغة غير مفهومة والتي تبقى مجرد طلاسم، كما لا أحد يعلم مكان إقامتهم في مدينة قسنطينة، والغريب في الأمر أنهم يتجولون بحرية تامة، دون أن تتدخل الجهات المسؤولة وبخاصة مديرية النشاط الاجتماعي في إيجاد حل لهذه الظاهرة التي بات تهدد حياة المواطن الصحية، بانتشار الأمراض الخطيرة كالسيدا، أو على الأقل إخضاعهم للفحوصات الطبية، لضمان سلامة المارة من إصابتهم بالعدوى وهم يتعرضون للمسهم، وإن كانت الظاهرة تدخل في إطار الهجرة السرية، من خلال دخول الرعايا الأجانب من مختلف الجنسيات، بحثا عن العمل والتجارة، لكن وجود عائلات مع أولادها يشير لا محالة إلى أن هذه العائلات هربت من المجاعة، في ظل الحروب التي تعيشها بعض الدول الإفريقية والتي تعصف بها أزمات خانقة ويتمركز فيها الإرهاب العابر للحدود، وهذا يجعل المواطنين في غير مأمن، وعلى المسؤولين أن يلتفتوا إلى الظاهرة ويدقون ناقوس الخطر.