سيحتفي المعهد الفرنسي بالعاصمة يوم 22 فيفري الجاري بالأديبة الجزائرية ضمن تظاهرة دورة» مارون من ضفة إلى أخرى« التي ستكرم صاحبة » الحب و الفانتازيا« بمشاركة أصدقاء الأديبة على غرار أمال شواتي رئيسية دائرة أصدقاء أسيا جبار، التي رأت النور بفرنسا منذ 8 سنوات، حيث سيتم الوقوف عند أهم انجازات أسيا جبار من خلال تحليلها وستسلط هذه الدورة الضوء على عند إسهامات الكاتبة آسيا جبار في عالم الثقافة والفن في الجزائروفرنسا بتحليل كتاباتها التي حصدت العديد من الجوائز العالمية. كما سيقف المحاضرون عند أهم المحطات الحياتية التي أثرت في كتابات هذه المرأة المتميزة على غرار مشاركتها في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية ولاستقلال الجزائر أثناء دراستها في فرنسا وأيضا دخولها إلى الأكاديمية الفرنسية وترشحها لجائزة نوبل في الآداب. الروائية آسيا جبار المتمردة بالقلم والكلمة، صوت المرأة الجزائرية والعربية هي أول أستاذة جامعية في الجزائر، ما بعد الاستقلال، في قسم التاريخ والآداب، وأول إمرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين بباريس عام ,1955 وأول كاتبة عربية تفوز بجائزة السلام -التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية - عام ,2002 وفي يونيو 2005 انتخبت بين أعضاء الأكاديمية الفرنسية لتصبح أول عربية وخامس إمرأة تدخل الأكاديمية. من خلال مؤلفاتها العديدة ومن خلال السجالات التي فجرتها فيما يخص القضايا التي تؤمن بها ومنها قضية الهوية والاستعمار والمرأة قدمت ابداعات ادبية من خلال كتاباتها باللغة الفرنسية، والتي هي أداة إبداعها، لم تجعلها تبتعد عن القضايا الجزائرية التي تملأ ضميرها والتي تتعلق بالجانب الاجتماعي والإنساني للمواطن الجزائري، وهي ما تلبث تسلط الضوء في رواياتها على تفاصيل ونضالات المرأة الجزائرية في حياتها اليومية بحلوها ومرها، وهي تطرح ذلك في سياق أشمل يضم القضايا الإنسانية عموما ومنها إشكاليات التحرر والاستقلال والثقافة واللغة والانتماء. ومن بين أشهر كتاباتها روايتها »الملكة المستترة » الصادرة عام ,1990 وهي المرحلة التي دخلت الجزائر فيها مرحلة سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة، وتحدثت فيها عن نساء الطبقة الوسطى والغنية وتصور لنا إمرأتين تحاولان التخلص من القيود الاجتماعية التقليدية، وفي روايتها »بياض الجزائر» الصادرة عام ,1996 بكت آسيا جبار أصدقاءها المثقفين الذين اغتيلوا في العشرية السوداء بالجزائر. وتتسم كتاباتها، التي ترجمت أغلبها إلى عدة لغات منها العربية، بالحداثة في الأسلوب والمضمون على الرغم من تمسكها بالتقاليد العريقة للمجتمع الذي تنحدر منه، والتي تعرضها بأسلوب روائي فني خاص بصفتها أستاذة في التاريخ، فغالبا ما تسلط الأضواء على التقاليد التي تتوارثها النساء وعلى الموروث الثقافي لبلادها دون أن تنتمي أعمالها إلى صنف الرواية التاريخية. وبالنظر في جل أعمالها يصفها البعض بكاتبة الحرية وهو ما أتاح لها فرصة نقش إسمها في سجلّ الرواية وفرض وجودها في السينما.